العمارة الإسلامية - الجزء الأول

2009 10 09

ضيوف الحلقة:
الدكتور محمد حمزة  |  الدكتور محمد حسام الدين إسماعيل



 

انطلق النقاش من تأكيد الدكتور إسماعيل سراج الدين على أن موضوع العمارة الإسلامية متسع في أبعاده الزمانية والمكانية، فعمارة المجتمعات الإسلامية تمتد من الأناضول شمالاً حتى إندونيسيا، وذلك عبر عدة قرون، وعلى عكس أنماط العمارة الرومانية وما سبقها، استطاعت العمارة الإسلامية أن تتفاعل مع المجتمعات المحلية دون أن تفرض عليها نمطًا فنيًّا محددًا، وهو ما أنتج عمارة ثرية ونتاجًا ثقافيًّا يمثل ثقافة إسلامية موحدة، وهو المعنى الذي أكده الدكتور محمد حمزة بقوله إن العمارة الإسلامية تبنت نموذج "التنوع في إطار الوحدة"؛ فكل مجتمع محلي له طرازه الخاص بحكم اختلافه الثقافي في عهد ما قبل الإسلام عما بعده، ولكن كل هذه المجتمعات تشكل معًا ثقافة واحدة. وأضاف أن العمارة الإسلامية تنقسم إلى عمارة إسلامية دينية تضم المساجد والتكايا والخوانق والزوايا، وعمارة مدنية تضم الحمامات والدور والقصور والأربطة والأسبلة والبيمارستانات.

وأشار الدكتور محمد حسام إلى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حدد منهج العمران، وطبقه المسلمون؛ كلٌ بطريقته بعد فتح الإمبراطوريتيْن الفارسية والبيزنطية، وقد ورث المسلمون أنماطًا ومعطيات معمارية سائدة، واستطاعوا تنفيذها بمنهج إسلامي جديد. هذا المنهج يضع المسجد في مركز المدينة، ومن حوله الأسواق والمساكن، وقد بدأ المسجد بسيطًا ثم عرف إضافات أخرى بعد فتح العراق والشام، فدخلت عليه المآذن. وأضاف الدكتور حمزة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حدد عرض الشوارع، ولعبت السُّنة النبوية دورًا في تأكيد دور الأوقاف كمؤسسات خيرية وعمرانية.

وقد اكتملت معالم العمارة الإسلامية خلال خمسة قرون شكلت طرازًا واحدًا على تنوعه، وقد نسب المستشرقون هذا الطراز إلى الأسرات الحاكمة، فتحدثوا عن الطراز العباسي والأموي والساماني والطاهري وغيره، دون أن يدركوا الوحدة الكامنة فيه. وأشار الدكتور سراج الدين إلى أن المعماري المصري الشهير حسن فتحي سمّى العمارة الإسلامية بالعمارة (الإكزوتيك) أو العمارة الغريبة عن المدارس الغربية. والآن أصبح هناك ارتياح إلى خصوصية هذه العمارة وشغف بها.

وتساءل الدكتور سراج الدين عن المفردات التي تنفرد بها العمارة الإسلامية، واقترح "المُقرنَص" كما رأى المعماري أوليج جربار الذي رأى أن المقرنص لا يوجد في طراز معماري غير الطراز الإسلامي، وهو تجسيد لقدرة المعماري المسلم على جمع وإبداع وحدات فنية بدقة متناهية. وأضاف الدكتور حمزة من بين الأشياء الفريدة أيضًا، الأطباق النجمية والأرابيسك وأشكالاً فريدةً من القباب ذات الأقطار الكبيرة والجواسق والمناور. وذكر الدكتور سراج الدين أن الرسومات الهندسية للقيشاني ذات حسابات هندسية معقدة، وقد استطاع الرياضي سيراجا بنروز حل معادلاتها، والتي كشفت البحوث الحديثة أن المعماريين المسلمين وضعوها قبل قرون. وأضاف الدكتور حمزة أن أبا الوفا البوزجاني (ت 387 هـ) قد وضع في أحد مؤلفاته ما يمثل كراسة الشروط للمعماريين.

وأوضح الدكتور سراج الدين أن تأثير العمارة الإسلامية كان من القوة بحيث أثّر على من حاول تدميره كالمغول، كما أنها تفاعلت مع البيئات المحلية في مصر والمغرب وآسيا الوسطى وإيران، واحتفت بالتعددية الداخلية والانفتاح على الآخر غير المسلم. وأضاف أن هذا التأثير يتضح في الأندلس رغم انتهاء دولة الإسلام السياسية فيها، فرغم إبادة المسلمين وطردهم بفعل الاضطهاد الإسباني، فقد خضعت الإمبراطورية الإسبانية لعظمة التراث الأندلسي في قصور الحمراء ومسجد قرطبة الجامع.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، بسمة نافع
مهندسو الاستوديو: محمد زايد، أحمد القلشاني
علاقات عامة: محمد مطش
مونتاج: محمد صلاح
تصوير: محمد رضا
تصوير تقارير خارجية: محمد عبد الفتاح
متابعة مالية وإدارية: محمود عسكر ، طارق بلال ، مراد عبد العال
فنيين: أيهاب العمري، سامي المسماري، محمد السيسي ، رامي رمضان ، عمرو مهدي ، سعد السايس
منتج منفذ: استوديو مكتبة الإسكندرية


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: نادية حليم
منتج: أحمد طه
مهندسو الاستوديو: أحمد مصطفى، أسامة قطب
مدير تصوير: جوزيف لويس
مشرف إضاءة: سامي أبو سريع
كرين: ماجد عرفات
تصوير: إسلام المهدي، أحمد ممدوح، محمد رضا
مخرج منفذ: شريف عبد الرحمن
مساعد مخرج: منى مجدي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مدير الإنتاج: عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج: حماده حنفي
مساعدو الإنتاج: محمد إبراهيم، أحمد جعفر، سامي سمير
مونتاج إلكتروني: أحمد عبد الغني
صوت: أحمد البنا
وحدة تحكم تصوير: تيمور فاروق
مسجل فيديو :سعيد شحاته
فنيون: وائل حتاه
إخراج: أحمد ماهر