اللاهوت العربي

2010 12 24

ضيوف الحلقة:
الدكتور يوسف زيدان



 

في مستهل الحوار، أوضح الدكتور يوسف زيدان أن كتاب "اللاهوت العربي: أصول العنف الديني" لا يقدم إجابات أو حلولاً جاهزة، وإنما يطرح رؤى بشأن قضية العنف الديني شديدة الأهمية. وذلك من خلال دراسة التباين في كيفية استقبال العقلين المصري واليوناني من جهة، والعقل العربي من جهة أخرى للمسيحية، وامتداد هذا القبول إلى علم الكلام في الإسلام. ووصف زيدان العنف الديني بأنه العنف الأعتى الذي تشهده الإنسانية؛ إذ إن من يمارسونه ينطلقون من إيمان عميق بأنهم مفوضون من الله وبأن الآخرين المغايرين لهم دينيًّا أو مذهبيًّا لا يستحقون الحياة.

وأفاد الدكتور زيدان أن الميثولوجيا اليونانية التي يمتزج فيها الإنسان والإله وتضيع فيها الحدود الفاصلة بينهما، وكذلك الحدود الفاصلة بين الكائنات، والتصورات المصرية القديمة عن الآلهة والملوك المؤلَّهين، قد شكلت الأرضية الأصلية لتقبل المسيحية الأرثوذكسية (الإيمان القويم) القائمة على أن الله والمسيح متطابقان.

وأكد الدكتور زيدان أن النطاق العربي الذي يتناوله في الكتاب هو منطقة الهلال الخصيب الذي تكونت فيه ممالك عربية متقدمة مثل الأنباط ودمشق وتدمر التي حكمتها زنوبيا وامتد ملكها من الإسكندرية إلى فارس. وقد عمل العرب في هذه المنطقة بالتجارة بين الممالك الكبرى مثل الروم والفرس والحبشة، وهو ما صبغ عقليتهم بالعملية. والإله في هذه العقلية متجاوز ومفارق للإنسان وبينهما مسافة كبيرة تملؤها تصورات عن الأنبياء.

وبهذا التصور تقبل العرب المسيحية في صورة أخرى غير الأرثوذكسية أُطلق عليها "الهرطقات" التي ظهرت في صور اجتهادات لاهوتية متوالية منذ القرن الثاني الميلادي وحتى ظهور الإسلام، وهذه الهرطقات تتصور المسيح نبيًّا أو ابنًا لله، بمعنى التبني أو روح الله أو كلمة الله، كما عبر عن ذلك القرآن الكريم. وقد حمل هذا التصور مكدونيوس وآريوس ونسطور وتيودور المصيصي. ونوه زيدان بأن هذه الأسماء تخفي الأصول العربية لهذه المذاهب التي صاغت اللاهوت المتمحور حول الله في مقابل الكريستولوجية الأرثوذكسية المتركزة حول شخص المسيح.

وأضاف زيدان أن الكتاب يبدأ بطرح إشكالية صورة الله والأنبياء في التوراة وفي اليهودية وكيفية تعقد هذه الصورة بين جموع المؤمنين، وقد جاءت الأرثوذكسية المسيحية لحل هذه الإشكالية، لتقع في إشكالية الله والمسيح، وتظهر الأرثوذكسية والهرطقات المخالفة لها. ويوضح زيدان أن هذه الهرطقات صارت تتكلم بالعربية بعد ظهور الإسلام في شكل بدايات علم الكلام ورواده الأربعة الذين تعرضوا للاضطهاد والقتل لتحدثهم بما يخالف الرؤى السنية السائدة إلى حين ظهور المعتزلة والأشاعرة.

وأوضح زيدان أن الجزء الأخير من كتابه يركز على تباين المواقف بين هذه المذاهب التي تولد فيها العنف، وإيضاح الآليات والمتواليات التي ينفجر فيها العنف المقدس من خلال التفاعل الجدلي بين الدين والسياسة والعنف، وينتقل من هذا لإيضاح كيفية مواجهة هذا العنف مركزًا على دور التعاون الدولي لمقاومته وفهمه وتحجيمه. ورأى الدكتور سراج الدين أن فهم هذه العلاقة قد لا يكون كافيًا لتناول ظاهرة العنف الديني، فهناك أسباب سياسية واجتماعية واقتصادية تكمن وراء هذا العنف في مناطق مختلفة من العالم.

لكن الدكتور زيدان رأى أن الفهم السطحي للجماعات والمذاهب الدينية هو سبب فشل الولايات المتحدة في حروبها في أفغانستان والعراق، على نقيض القوى الاستعمارية الأوروبية التي فهمت هذه الجماعات بعمق عبر جهازها العلمي "الاستشراقي". واختتم الدكتور سراج الدين الحوار بتأكيده على أن ما قدمه الدكتور زيدان في كتابه ليس إلا اجتهادًا يثاب عليه، وهو محاولة عميقة لفهم جذور وأسباب ظاهرة العنف الديني المقلقة للعالم كله في وقتنا الحالي.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم :د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد :د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، مينا هاني
مهندسو الأستوديو : محمد زايد، أحمد القلشاني
علاقات عامة : محمد مطش
تعليق صوتي :دينا أبو العلا
مونتاج :عبد الله شركس، خالد نديم، أحمد قدري
مكتبة الشرائط : بسمة نافع
مديرو التصوير : محمد رضا، محمد عبد الفتاح
صوت : إيهاب العمري
فنيو الأستوديو : محمد عامر، أحمد شوقي، محمود عبد الله، رامي رمضان، سعد السايس
فنيو كرين : سامي المسماري، محمد السيسي
متابعة إدارية ومالية : محمود عسكر، منى نصر، طارق بلال
إشراف : أستوديو مكتبة الإسكندرية، د/ خالد عزب، دينا أبو العلا
منتج منفذ : أستوديو مكتبة الإسكندرية
 


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام :ناديه حليم
منتج: أحمد طه
إخراج : أحمد ماهر
كرين : وائل حتاته
مخرج منفذ : شريف عبد الرحمن
مساعد مخرج : منى مجدي
جرافيكس :AROMA
موسيقى التتر : هشام نزيه
مدير الإنتاج : عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج : حماده حنفي
مساعدو الإنتاج : محمد إبراهيم، أحمد جعفر، سامي سمير