الأمثال الشعبية

2007 10 06

ضيوف الحلقة:
الدكتورة نهلة إمام  |  الدكتور أحمد مرسي  |  الأستاذ جمال هرمينا  |  الدكتور لؤي سعيد



 

بدأ الدكتور سراج الدين بسؤال هام: كيف يولد المثل الشعبي؟ وقد أوضح الدكتور أحمد مرسي أن المثل يولد من عبارة تُقال في موقف ما بحيث تلخصه أو تشرحه، ويقتنع بها الحاضرون، فيحفظونها ويرددونها في مواقف أخرى مشابهة؛ مثلاً: هناك مثل عربي شهير يقول: "قطعتْ جهيزةُ قولَ كلِّ خطيب"، وسببه كما يُحكى أن مناقشةً ما دارت، فقالت امرأة اسمها "جهيزة" قولاً فاصلاً أنهت به المناقشة، فقال أحد الحاضرين هذا المثل واقتنع به الباقون فرددوه؛ وهكذا انتشر بين الناس فأصبحوا يرددونه في أي موقف يقول فيه أحد ما قولاً فصلاً يُنْهي به المناقشة.

ثم طرح الدكتور سراج الدين أن بعض الأمثال إيجابية للغاية وبعضها سلبي للغاية، وأرجعت الدكتورة نهلة ذلك إلى أن الأمثال تعبر عن الحياة بجوانبها المتناقضة وتجاربها السعيدة والأليمة أيضًا؛ لذلك نجد أن بعض الأمثلة الشعبية تتكرر بين الشعوب المختلفة لتشابه تجاربها أحيانًا. لكن الدكتور سراج الدين عاد ليسأل: إذا كانت الأمثال تدل على شخصية الشعوب، فكيف نجد لشعب واحد أمثالاً متناقضة، فبعضها يدعو للشجاعة وبعضها يدعو للخنوع في الوقت نفسه؟ وقد وافق الدكتور لؤي سعيد على وجود هذه الظاهرة، وشرح الدكتور مرسي أن تناقض مواقف الحياة هو ما يولّد تناقض الأمثال؛ لذا لا ينبغي فصل المثل عن سياقه.

ومن زاوية أخرى للقضية شرح الدكتور جمال هرمينا أن ثقافة المصري القبطي انصهرت مع ثقافة العربي الذي أتى إلى مصر، فوجدنا منذ القرن الثاني عشر أن الأمثال المصرية لا تفرّق بين تجارب العربي والقبطي، فقد اندمجا معًا في كيان واحد. وقد علّق الدكتور مرسي بأن ثقافة المصري القبطي والمسلم متفقتان تمامًا، وهذا يتجلّى في طقوس وعادات كثيرة، بل إنه من المدهش أن الأغاني الشعبية التي ينشدها المسلمون المشتاقون لأهلهم المسافرين للحج إلى مكة تتشابه في ألحانها وكلماتها وطريقة أدائها مع أغاني المسيحيين المشتاقين لذويهم المسافرين للحج إلى القدس.

ثم نوّه الدكتور سراج الدين بكتاب "الأمثال العامية" الذي حاول فيه العلاّمة أحمد تيمور باشا جمع الأمثال العامية، وتساءل عما إذا كان هذا الكتاب هو المحاولة الأقدم لجمع الأمثال الشعبية بمصر. وقد أجاب الدكتور مرسي بأن جمع الأمثال الشعبية بدأ منذ بدء محاولات التسجيل الإنساني للمعارف والخبرات، وقد أيّدت الأديان فكرة الأمثال وضربت للناس أمثالاً في بعض الأحيان، وكل المصنِّفين العرب القدماء جمعوا أمثالاً ضمن أعمالهم، مثل الجاحظ والأصمعي والميداني والعسكري.

كما عرض الدكتور سراج الدين كتاب "حكايات الأمثال والحكم العربية" للدكتور كمال محمد علي، ثم طرح الدكتور لؤي فكرة الاستفادة من الأمثال الإيجابية والاستعانة بها في سبيل تغيير المجتمع للأفضل، وأيضًا في الحملات الإعلانية الكبرى مثل تنظيم النسل، وهذا في رأيه دور مهم لجامع الفلكلور، لكن الدكتورة نهلة اختلفت معه في أن دور جامع الفلكلور يقتصر على جمع الأمثال وتوثيقها فحسب، بعيدًا عن اتخاذ القرارات الإعلامية، لأنها مجال مختلف تمامًا وله صُناع قرار آخرون.

ثم سأل عما إذا كانت هناك دراسات فلكلورية تدرس هذه التغيرات، كما يدرس اللغويون مراحل تغير معاني الكلمات مثلاً؟ فأجاب الدكتور مرسي بأن هناك دراسات قليلة جدًّا في هذا المجال رغم أهميته، لأنه من أصعب مجالات التخصص العلمي، ولا يوجد دعم وتقدير مناسب له. وأشار أيضًا إلى عدة مشكلات تواجه دارسي الأمثال، منها ضعف الإمكانات في الدراسة الجامعية.

وأخيرًا علّق الدكتور سراج الدين بأن الأمثال من أهم مكونات الوجدان المصري، فهي تستخدم وقت الحاجة لتنبيه إنسان إلى أمر محرج دون إهانته أو جرح مشاعره، لأنها تؤدي الرسالة المقصودة بلباقة تامة.

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، محمد مطش، محمد السيد، أيمن الشربيني


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: سوزان حسن
منتج: أحمد طه
مدير تصوير: أحمد المرسي
مشرف إضاءة: أمير زنيته
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه
منفذ ديكور: محمد حسن
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو 403
مهندسو الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات :محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد، خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
Post production: GOOD NEWS، محمد فتحي
مؤثرات بصرية: علاء عبد المنعم
مساعد مونتاج: صلاح أبوسنه، سيد عبد الله
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج :عادل عبد الحميد
منفذ إنتاج: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مخرج تقارير خارجية :أحمد عبد الفتاح
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج منفذ: هاني سمير
إخراج: يحيى ممتاز