كتاب وصف مصر - الجزء الثاني

2007 11 17

ضيوف الحلقة:
الدكتورة نهى عدلي  |  الدكتور أيمن فؤاد سيد  |  الدكتور خالد فهمي  |  الأستاذ دني لوش



 

تساءل الدكتور إسماعيل سراج الدين في بداية الحلقة عن السر في لجوء محمد علي إلى فرنسا حين أراد إطلاق مشروعه النهضوي، فأوضح الدكتور خالد فهمي أن من أسباب ذلك هزيمة نابليون في ووترلو عام 1815 وتسريح جيشه، فأصبح كثير من ضباطه يبحثون عن عمل خارج فرنسا، مثل سليمان باشا الفرنساوي. وهنا شدّد الدكتور فهمي على أن محمد علي لن يُفهم جيدًا إلا في سياقه العثماني، فالإصلاح العسكري الذي قام به محمد علي - مثلاً - كان حلقة من حلقات إصلاح الجيش العثماني، وكان ذلك يتم في دول أخرى كثيرة. ولابد من الإشارة إلى الإصلاحات الطبية الهامة المستوحاة من فرنسا بالذات، ومثالها الأوضح كلوت بك وتأسيسه لكلية طب قصر العيني، ومستشفى قصر العيني على أسس علمية منضبطة.

وأضاف الدكتور سراج الدين أن بعض قادة نابليون من ذوي المناصب الكبيرة في شتى المجالات لم يعد مرغوبًا فيهم بعد سقوط نابليون، فتفرقوا خارج فرنسا. لكن الأستاذ دني أكد على توجه هؤلاء إلى مصر والدولة العثمانية والولايات المتحدة، لكن الاتجاه إلى مصر كان قويًّا لوجود كتاب "وصف مصر" وتاريخ نابليون مع مصر، كما كانت مصر بلدًا مفتوحًا فيه فرص عمل وأموال وبرامج تنمية كبرى، وقد عمل الفرنسيون في مجالات مختلفة بمصر، منها: العلم والطب والطهي والصحافة والطباعة، وأضاف الدكتور سراج الدين مجالاً آخر مهمًّا هو علم المصريات، الذي استقطب علماء فرنسيين مهمين.

وعلّق الدكتور سراج الدين بأن الدور الفرنسي استمر حتى أثناء الاحتلال الإنجليزي مرورًا بالقرن العشرين، حيث كان أبناء النخبة يدرسون في فرنسا، حتى بعد الثورة المصرية سنة 1919، وهذا الاستمرار أمر ملفت للغاية، وقد فسره الدكتور خالد بعلاقة المعرفة بالسلطة، بمعنى أن "وصف مصر" رغم اعتزازنا به لكنه يظل نتاج لحظة استعمارية، فهناك علاقة واضحة بين المعرفة والقوة، لكنها هنا علاقة معكوسة فالقوة هي التي أنتجت المعرفة وليس العكس، ومن الملفت أن الوجود العلمي الفرنسي في مصر بعد الحملة لم يكن له علاقة بالاستعمار، فكلوت بك مثلاً يفتخر بولي نعمته محمد علي، خلافًا للطب الإنجليزي الكولونيالي في الهند، لأنه أسِّس لخدمة الاستعمار الإنجليزي هناك، واتفق الدكتور سراج الدين معه في أن هذه النقطة في غاية الأهمية لأن ذلك يسّر استقبال المصريين لهذه الثقافة وتبنِّيهم لها حتى في ظل الاحتلال الإنجليزي.

وأضاف الدكتور أيمن فؤاد أهمية الجهود الفرنسية في دراسة الآثار الفرعونية، لكنّ هناك مشروعًا آخر عظيم الأهمية بدأه ماسبيرو فور مجيئه لمصر، وهو إعادة بناء المدن الإسلامية التي زالت من خلال النصوص الباقية عن هذه المدن والبحث عما تبقى منها، ومن رواد هذا المشروع: رافيس وكازانوفا وسالمو، بالإضافة لمشروع آخر مهم وهو دراسة الكتابات والنقوش الموجودة على الآثار الإسلامية، وقد جُمعت هذه النقوش جميعًا في 17 مجلدًا. وأشار الدكتور خالد فهمي إلى اكتشافه معلومة مدهشة خلال بحثه في وثائق تلك الفترة، فهناك وثيقة ترجع إلى عام 1858 تثبت قيام الباحثين في مجال الصحة بدراسة السبب في ارتفاع معدل الوفيات بالقاهرة مقارنة بلندن وباريس وبرلين رغم الإجراءات الصحية الصارمة التي أسسوها، كما لاحظ الثقة المطلقة للعلماء في النظام القائم.

وقد أشار الأستاذ دني إلى أن المتحدثين بالفرنسية كانوا قليلين جدًّا قبل الحملة، لكنهم بعد خروج الحملة زادوا، وأصبحت الفرنسية لغة العلماء والمثقفين والطبقات العليا من المقربين من الخديوي وحاشيته، كما أصبحت لغة التفاهم بين الأقليات الأجنبية من الطليان والأرمن واليونانيين. كما فُتحت مدارس فرنسية في النصف الثاني من القرن العشرين كالجزويت والفرير، ومنها مدارس بنات لأول مرة في مصر، بالإضافة إلى أهمية البعثات.

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، محمد مطش، محمد السيد، أيمن الشربيني


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: سوزان حسن
منتج: أحمد طه
مدير تصوير: أحمد المرسي
مشرف إضاءة: أمير زنيته
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه
منفذ ديكور: محمد حسن
تم التصوير باستوديوات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو 403
مهندسو الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات :محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد، خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
Post production: GOOD NEWS، محمد فتحي
مؤثرات بصرية: علاء عبد المنعم
مساعد مونتاج: صلاح أبوسنه، سيد عبد الله
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج :عادل عبد الحميد
منفذ إنتاج: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مخرج تقارير خارجية :أحمد عبد الفتاح
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج منفذ: هاني سمير
إخراج: يحيى ممتاز