حوار الحضارات

2008 01 05

ضيوف الحلقة:
الدكتورة إيمان القفاص  |  الأستاذة نجوان الأشول  |  الدكتور سامح فوزي



 

انطلق النقاش من أطروحة صمويل هنتنجتون عالم السياسة الأمريكي حول "صراع الحضارات" والتي طرحها في كتابه: "صراع الحضارات وإعادة تشكيل النظام الدولي" بعد نهاية الحرب الباردة وانهيار الاتحاد السوفيتي، وتتلخص هذه الأطروحة كما قال الدكتور إسماعيل سراج الدين في أن العالم سيتشكل مستقبلاً من خلال الصراع الحتمي بين كياناته الحضارية الكبرى، وأن أشد محطات الصراع ستكون بين الحضارة العربية الإسلامية والحضارة الغربية.

وعن مدى صدق هذه الأطروحة، قالت الدكتورة إيمان القفاص إنها وجدت من يساندها عند صدورها، ولكن الصراع الثقافي، حتى لو وُجدت إمكاناته المتمثلة في وجود الاختلافات الثقافية الطبيعية بين البشر، ليس حتميًّا؛ فقد يكون هناك تعاون وتبادل من خلال الاختلاف والتنوع.

ورأى الأستاذ سامح فوزي أن أطروحة هنتنجتون من أكثر الأطروحات جدلاً في العقدين الأخيرين، ومكمن الخطورة فيها إمكانية تحولها من مجرد أطروحة نظرية لتصبح سياسات عامة وخطط عمل لدى نخب سياسية حاكمة. وربما تكون أحداث 11 سبتمبر قد ساهمت في تكوين صورة نمطية عن المجتمعات العربية والإسلامية المعنية أكثر من غيرها بهذه الأطروحة، لكن هذه الصورة التي تختزل هذه المجتمعات بشكل أكثر تخلفًا من الغرب لها جذور تاريخية وثقافية عميقة في الثقافة الغربية. وأضاف أن المشكلة الأكبر أن العرب والمسلمين لم يفعلوا ما يجب لتصحيح هذه الصورة وتصرفوا فقط من منطق الاتهام.

لكن الدكتور سراج الدين رأى أن هذا لا ينصف مبادرات إسلامية فاعلة مثل مبادرة الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي لحوار الحضارت والتي جاءت كرد فعل لأطروحة الصراع، وقد تبنت الأمم المتحدة دعوة خاتمي وكونت على أساسها المجموعة الأولى لحوار الحضارات والتي أصدرت تقريرًا بعنوان "تجسير الهوة"، وهو ما يعني وجود قيادات إسلامية تسعى لتكوين استجابة من خلال التأكيد على الحوار.

وقد وافق الأستاذ فوزي على هذا الرأي، وأكد على وجود مثل هذه القيادات في العالم الإسلامي غير العربي، لكنه رأى أن الأمر مختلف إذا ما تناولنا الشرائح الشعبية وتعاملها مع الأمور وتصوراتها الذهنية التي تجسدها استطلاعات للرأي تمجد بن لادن، وكذلك وجود مواقف غير صحيحة لبعض المسلمين في الغرب وهو ما يرسخ التفكير المسطح عن الإسلام في الغرب خارج الدوائر الأكاديمية. وكلها عوامل تنتج شكلاً من أشكال القبول لأطروحات الصراع.

وفيما يتعلق بالقوالب النمطية، أضافت الأستاذة نجوان الأشول أن المبدأ الأول في إقامة الحوار بين الثقافات المختلفة هو كسر القوالب النمطية الموجودة لدى كل حضارة عن الحضارات الأخرى؛ فهذه القوالب النمطية تشكل بيئة خصبة لفكرة الصدام.

وإلى جانب إعادة تقديم الذات، أكد الدكتور سراج الدين على أهمية التحليل الموضوعي للقضايا، فالإعلام كثيرًا ما يختزل الصراعات الواقعة في الأبعاد الدينية، بحيث يتم تصوير الصراع مع الغرب على أنه صراع بين الإسلام والمسيحية، في حين أن القضية الفلسطينية يتعرض فيها الطرفان العربيان: المسلم والمسيحي إلى الاضطهاد والقمع.

وانتقل الحوار إلى كيفية تعامل الدول الغربية مع مواطنيها من المسلمين، باعتبار الإسلام مكونًا أساسيًّا في الغرب على العكس مما توحي به مقولة الصراع. وأشارت الأستاذة نجوان إلى أن الأساس في هذا التعامل يجب أن يكون من خلال مبدأ المواطنة الكاملة التي لا تتحدد وفق المعتقد الديني، فالمسلم الهولندي يجب أن يُعامل في المقام الأول على أنه هولندي، وهذا المبدأ يلغي مشكلة الأقلية المسلمة في الغرب. وأشار الأستاذ فوزي إلى أهمية ممارسة هذا المبدأ في إطار الموروث الثقافي والتاريخي للدول الغربية.

وفي ختام الحلقة اتفق المتحدثون على أن وجود الاختلافات يثري الحياة من خلال التعايش السلمي والتفاعل الإيجابي، مما يدفع نحو التغيير والتطوير. كما أن الصراع رؤية اختزالية ومناقضة للواقع، وتحرمنا من استغلال فرص الثراء والحوار.

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، محمد مطش، محمد السيد، أيمن الشربيني
 


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: سوزان حسن
منتج: أحمد طه
قراءة تعليق: عزة مصطفى
مدير تصوير: أحمد المرسي
مشرف إضاءة: أمير زنيته
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه
منفذ ديكور: محمد نصر
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو 403
مهندسو الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات :محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد، خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
تمت أعمال المونتاج في CUBES:
مونتاج: محمد فتحي
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج :عادل عبد الحميد
منفذ إنتاج: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مخرج تقارير خارجية : ياسر نبيل
مساعد مخرج :عمرو ربيع
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج منفذ: هاني سمير
إخراج: يحيى ممتاز