المكتبات القومية

2008 04 19

 

بدأ الدكتور إسماعيل سراج الدين بمقدمة عن تاريخ المكتبات القومية أو المكتبات العامة، موضحًا أن أول ظهور لها في التاريخ كان بمصر، في عهد الفراعنة، وكان كبار العلماء والفلاسفة في مصر والعالم يأتون إلى مصر ويقرأون البرديات الموجودة في المكتبات، ومنهم أفلاطون وفيثاغورث، مما يُثري الفكر والثقافة في العالم كله. وكان في اليونان مكتبات كبيرة ومهمة لكنها كانت مكتبات خاصة مثل مكتبة أرسطو. وقد تغيرت هذه الصورة بميلاد مكتبة الإسكندرية القديمة، فلأول مرة كانت هناك مكتبة عامة بهذا الحجم تُعنى بدراسة المعرفة الإنسانية كلها، وتمزج حضارات وعلوم الثقافات المختلفة، كما كانت مكتبة الإسكندرية القديمة تستضيف كبار المفكرين والشعراء وعلماء الفلك والطب والرياضيات؛ وهذه كانت المرة الأولى التي تصبح فيها المعرفة الإنسانية عالمية.

ثم استعرض الدكتور سراج الدين تاريخ المكتبات القومية، فبعد احتراق مكتبة الإسكندرية قام الخليفة العباسي المأمون بتأسيس مكتبة عظيمة هي دار الحكمة ببغداد، وقام بجمع التراث الفكري والعلمي مرة أخرى من خلال حركة ترجمة كبرى، وكان يمنح للمترجم ذهبًا يساوي وزن الكتاب الذي ترجمه، وخلال سبعين سنة فقط، أصبحت لغة العلم هي اللغة العربية في العالم كله ولقرون عديدة. وقد نُقل هذا التراث العلمي الكبير إلى أوروبا عبر صقلية والأندلس، ولكن مع المؤسف أن هولاكو حين دخل بغداد دمّر هذا التراث العظيم.

ومع النهضة الحديثة ونمو الشعور القومي بدأ الاهتمام بتأسيس المكتبات القومية في إطار بناء الدولة الحديثة، ومن أقدم هذه المكتبات المكتبة البريطانية والمكتبة الفرنسية والمكتبة الأمريكية (مكتبة الكونجرس)، ولدينا في مصر دار الكتب والوثائق القومية. وهذه المكتبات حافظة لتراث الأمة وثقافتها. وقد استعرض الدكتور سراج الدين تاريخ بعض المكتبات مثل المكتبة البريطانية والفرنسية ومكتبة الكونجرس والمكتبة القومية لأذربيجان ودار الكتب المصرية التي تعد من أهم المكتبات في العالم، فهي تشمل التراث المصري المتاح لنا في جميع المجالات، وبذلك تحتوي على كم معرفي وتراثي هائل.

وقد نشأت بمبادرة من علي باشا مبارك ناظر المعارف في عهد الخديوي إسماعيل، ومنذ ذلك الوقت مثّلت الجامعة الشعبية التي خرّجت آلاف المفكرين والعلماء، وبذلك فإنها تعد من المشروعات الكبرى التي نهض بها الخديوي إسماعيل وأثْرت الثقافة المصرية والعربية. ومع نمو المكتبة وضيق المكان بمقتنياتها، نُقلت إلى ميدان باب الخلق، وافتُتِح مقرها هناك عام 1904، ونحن لا نجد عالمًا في أي من فروع المعرفة سواء كان مصريًّا أو عربيًّا أو مستشرقًا، إلا كانت الدار مصدرًا أساسيًّا من مصادر تكوينه. وفي عهد ثورة يوليو 1952 كان مقرها قد ضاق بها مرة أخرى، فنُقلت إلى مقر أكبر على كورنيش النيل.

وفي منتصف التسعينيات بدأ ترميم مقرها بدار الخلق ليسفر الأمر عن مشروع مكتمل الملامح حيث تم تخصيص مقر الدار الموجود على كورنيش النيل للأوعية المعرفية المطبوعة من الكتب والدوريات، بينما تخصصت دار الكتب القديمة في المخطوطات والبرديات والمسكوكات وأوائل المطبوعات. وتبلغ مخطوطاتها حوالي 57 ألف مخطوط تقريبًا من أنفس مجموعات المخطوطات في العالم لتنوع موضوعاتها وجمال خطوطها وعراقتها.

وأشار الدكتور سراج الدين أيضًا إلى أهمية تحديث المكتبات القومية الآن بسبب الطفرة التكنولوجية التي جعلت الكثير من الإنتاج الفكري والإبداعي يُحفظ بصورة رقمية لا ورقية؛ وهذا ما أنتج الأوعية المعرفية الإلكترونية، ولاشك أن "الراكات" التي تمثل الذاكرة الإلكترونية تسمح بتركيز مقدار معرفي هائل في حيز ضيق.

وهناك دور إضافي جديد للمكتبات القومية الآن، هو التواصل مع شبكات المكتبات القومية الأخرى، ووضع نظم الفهرسة وتوحيدها عالميًّا، بعد أن كانت كل دولة تحدد نظم فهرستها بشكل مستقل عن العالم، الآن هناك نظام موحد في مكتبات العالم.

فريق العمل (داخل المكتبة):

- إعداد وتقديم :د/ إسماعيل سراج الدين
- فريق الإعداد :د/ خالد عزب، محمد مصطفى، محمد السيد، أيمن الشربيني


فريق العمل (خارج المكتبة):

-إشراف عام :سوزان حسن
- Producer: أحمد طه
DOP- : أحمد المرسي
- مشرف إضاءة :أمير زنيته
- تصوير : سامح صيام ـ هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
- كرين : هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
-Art Director: أحمد المناويشي
- مهندس ديكور : أيمن فتحي
- مهندس مساعد :سيد وجيه
- منفذ ديكور : محمد حسن
- تم التصوير باستوديوات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو 403
- مهندسو الاستوديو : عطا عابد
م.كاميرات :محمد المملوك، يسري الشحات
-م.صوت :محمد سليمان، كامل أبو المجد
- كمبيوتر إضاءة : محمود فريد – خالد عبد الهادي
- مهندس الصوت : ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
، محمد فتحي GOOD NEWS- مونتاج :
- VFX :علاء عبد المنعم
-Co Editor :صلاح أبو سنه، سيد عبد الله
-CCU :طه طه
- مدير إنتاج :عادل عبد الحميد
- منتج منفذ:حماده حنفي
- جرافيكس :AROMA
- موسيقى التتر : هشام نزيه
Floor Manger-: عبد الفتاح خضر
-مخرج تقارير خارجية :أحمد عبد الفتاح
- مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
- مخرج منفذ: هاني سمير
- إخراج : يحيى ممتاز