أم كلثوم - الجزء الثاني

2008 07 19

ضيوف الحلقة:
الدكتورة حنان الجندي  |  الموسيقار الكبير هاني مهنا  |  الأستاذ محفوظ عبد الرحمن  |  الدكتور وليد شوشة


(21)

 

بدأت الحلقة بجولة لاستعراض محتويات متحف أم كلثوم. ثم أشار الدكتور إسماعيل سراج الدين إلى الحالة التي كانت أم كلثوم تصنعها بغنائها، ففي موعد حفلتها كان العالم العربي كله يصغي ويتوقف تمامًا، وكانت شوارع مصر تخلو من المارة، ويتجمّع الناس حول أجهزة الراديو ليسمعوا حفلتها. ورغم أنها كانت تغني من شعر شوقي وأبي فراس الحمداني، لكن الناس جميعًا حتى أدنى طبقات الشعب كانوا يحفظون أغانيها؛ لذلك فقد ارتقت بمستوى الناس وعلّمتهم.

وقد ذهب الدكتور وليد شوشة إلى أن تمكنها من قراءة القرآن منذ طفولتها ساعدها كثيرًا في الغناء، لأن المغني غالبًا ما يوزّع طاقته بين جانبين: نطق الكلمات والتركيز مع اللحن، أما أم كلثوم فلم يكن جانب الأداء اللغوي يتطلب منها أي مجهود لتمكنها من اللغة العربية. وهذا يرتبط بإمكانية أخرى لديها هي القدرة على توصيل معاني كلماتها، فهناك مطربون متميزون يغنون جيدًا لكنهم يغنون كلمات فقط دون أن نفهم معانيها، لكن أم كلثوم كان إحساسها ينقل المعنى، حتى أن أحد الفنانين الكبار اعتقد أن أفضل تدريب على التمثيل هو مشاهدة أغاني أم كلثوم لأنها من أفضل من ينقل الإحساس مع الكلمات.

ثم تساءل الدكتور سراج الدين عما إذا كانت أم كلثوم تختار من يؤلف الكلمات لأغانيها ومن يلحنها، فاتفق الفنان مهنا والدكتور شوشة على أنها كانت موهوبة في تحديد إمكانات الملحنين والشعراء؛ وكانت دائمًا ما تحسن اختيار الملحن الذي يفجّر طاقات الشعر، مثلاً: كانت تختار السنباطي لتلحين القصائد لأن له نكهة خاصة في تلحين القصائد. كما أنها كانت تميل للإبداع حتى لو كان من الشباب اليافع، ولذلك ذاعت شهرة بعض الشعراء الشباب من خلال صوت أم كلثوم، وكانت لديها قدرة أخرى مهمة، وهي اختيار الشاعر أو الملحن المناسب لفترة معينة أو مرحلة فنية معينة، ثم تنتقل لغيره دون أن تظل أسيرة لملحن أو شاعر بعينه.

وأضاف الكاتب محفوظ أنها كانت تملك حسًّا مدهشًا بعوامل التوقيت والإحساس بما يناسب المراحل السياسية والاقتصادية المختلفة، مثلاً: نجد أنها خلال سنوات الحرب العالمية الثانية كانت تعتمد كثيرًا على بيرم التونسي وزكريا أحمد، والمعروف أنه في فترات الحروب يميل الناس للأغاني الشعبية، فاختارت لأغانيها مَنْ يعبر عن المزاج الشعبي.

ثم تطرّقت المناقشة إلى طبيعة العلاقة بين أم كلثوم وعبد الوهاب، فاتفق الضيوف على أنهما كانا قمتين فنيتين وكانا متنافسين رغم تعاونهما معًا في أعمال مهمة، وامتد التنافس بينهما إلى مجالات أخرى مثل انتخابات نقابة المهن الموسيقية. وأكد الفنان مهنا أن عبد الوهاب لاحظ في مرحلة معينة أن نجوميته في الغناء بدأت تقل عنها في التلحين، فقرر التركيز على دور الملحن أكثر من المطرب، بينما أوضح الدكتور شوشة أن عبد الوهاب راهن على أنه كان ملحنًا كبيرًا وصانعًا لمعظم النجوم في عصره.

وأضافت الدكتورة حنان أن مساحة صوته كانت أقل من مساحة صوت أم كلثوم، وكانت طبقات صوته منخفضة، وهنا علّق الدكتور شوشة بأن عبد الوهاب كان ماهرًا وقادرًا على الانتقال برشاقة فائقة من طبقة صوتية لأخرى ومن مقام لمقام، لذلك كانت أغانيه ثرية بالأداء اللحني القوي وفيها حِرَفية مدهشة، واتفق المتحدثون على أن عبد الوهاب كان أحيانًا يعتمد على حِرَفيتهِ.

وهنا انتقل الدكتور سراج الدين إلى الدور السياسي لأم كلثوم، فأجمع الضيوف على أنها كانت شديدة العشق لمصر وإن لم تتخذ مواقف سياسية حزبية، لكنها بعد حرب 67 ساهمت بقوة في دعم المجهود الحربي. وأشاد المتحدثون أيضًا بحفلها الذي أقامته في باريس ونجح نجاحًا أذهل الفرنسيين أنفسهم.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، محمد مطش، محمد السيد، أيمن الشربيني
منتج منفذ: مكتبة الإسكندرية


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام:سوزان حسن
منتج: أحمد طه
قراءة تعليق: محمد عبد الوهاب
مدير تصوير: محمد شفيق
مشرف إضاءة: محسن جاد
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه، محمد نصر
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو403
مهندس الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات: محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد – خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
Post production: GOOD NEWS، محمد فتحي
مساعد مونتاج: صلاح أبو سنه، سيد عبد الله
مدير إنتاج: عادل عبد الحميد
منتج منفذ: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مساعد مخرج: عمرو ربيع
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج تقارير خارجية: ياسر نبيل
مخرج منفذ: هاني سمير
إخراج: يحيى ممتاز