الثقافة العربية في المشرق والمغرب - الجزء الثاني

2010 04 23

ضيوف الحلقة:
الأستاذ عبد الوهاب بدرخان  |  الدكتور عبد الحق عزوزي



 

بدأت الحلقة بتساؤل الدكتور إسماعيل سراج الدين عن كيفية استكمال مشروع الوحدة العربية الذي توقّف تمامًا بانفصال مصر وسوريا سنة 1961، مشيرًا إلى بعض التصورات المبدئية حول وجود اتحادات إقليمية تنمو بالتدريج، مثل مشروع المغرب الكبير، والهلال الخصيب في الشام والعراق، واتحاد مصر والسودان وليبيا، لكن أيًّا من ذلك لم يتحقق. وفي سياق تفسير هذه المشكلة أوضح الأستاذ عبد الوهاب بدرخان أن جزءًا كبيرًا من المشكلة يرجع إلى غياب العقلنة في التفكير والتخطيط على المستوى السياسي، وهذه العقلنة هي التي ساعدت قادة أوروبا على تجاوز التاريخ الدموي بين الشعوب الأوروبية؛ لكنها غير مطروحة عربيًّا إلا من خلال بعض الندوات والمؤتمرات الفكرية، بينما المطلوب الآن أن تُطرح عمليًّا في مسار العمل الثقافي العربي لبدء مرحلة عربية جديدة.

وهنا تساءل الدكتور سراج الدين عن دور المثقفين العرب في طرح مشاريع الوحدة، ضاربًا المثل بالمفكرين الأوروبيين الكبار الذي بدأوا فور انتهاء الحرب العالمية الثانية التي حوّلت أوروبا إلى أطلال؛ بدأوا في وضع التصورات وتحديد الخطوات التي توحّد أوروبا عمليًّا. ورغم أن الرئيس الفرنسي ديجول رفض أفكارهم في البداية ووصفهم بأنهم لا أوطان لهم، لكنه غيّر موقفه ومد يده للتعاون مع الرئيس الألماني أديناور سنة 1962، رغم قرب العهد بالحرب العالمية الثانية. ولذلك تساءل الدكتور سراج الدين عن غياب الأطروحات الثقافية للمثقفين العرب، والتي تقوم بتفعيل الميراث الوجداني العربي المشترك.

وردًّا على ذلك طرح الدكتور عبد الحق عزوزي رؤيته حول مفهوم المثقف، فالمثقف الحقيقي ليس مجرد الإنسان الذي لديه معلومات كثيرة ولا الأستاذ الجامعي مثلاً، بل هو المثقف الملتزم، الذي يُلزم نفسه بأداء دور في تنمية وطنه. وتأكيدًا لهذا المعنى نوّه الدكتور عزوزي بدور المثقفين الفرنسيين في تحريك الجماهير وتحريضهم على الثورة. وأضاف الدكتور عزوزي مشكلة غياب المنظومات الديمقراطية الشاملة التي تحقق تكافؤ الفرص والصالح العام للدولة؛ وذلك ما يفسر مثلاً أن دول المغرب العربي تخسر سنويًّا 17 مليار دولار بسبب عدم تفعيل التبادل التجاري فيما بينها. وهنا شدّد على أن الثقافة العربية ليست المسئولة عن تدهور الوضع العربي الحالي. وقد اتفق المتحدثون على هذه الآراء.

واستكمالاً لمناقشة هذه القضية تحدث الدكتور سراج الدين عن الحرية والديمقراطية التي أتاحتها الحضارة الإسلامية منذ أكثر من ألف عام. وهذه المكونات الثقافية الهامة جزء من هويتنا الثقافية، وهذا ما يؤكد أن الثقافة العربية الأصيلة بريئة من هذا التفكك الراهن، لكن الممارسة الحالية للسلطة والثقافة تقتضي تحرك المثقف الملتزم بقيم الحوار والحضارة. وقد أفاد الأستاذ بدرخان بأن غياب الديمقراطية أزمة حقيقية سببها الممارسة الخاطئة للفكر القومي بعد انتهاء فترة المد القومي، وهذا ما حرم السلطات العربية من إطار يصحح ممارستها السياسية.

كما أوضح أن العالم العربي الآن بحاجة إلى نمط جديد من المثقفين الإيجابيين الذين يمتلكون ذخيرة علمية وثقافية تسمح لهم بمواجهة المشكلات الحالية المعقدة، كما تسمح لهم بالقدر نفسه بإلهام السلطات أن تهتم بالقضايا المحورية للإصلاح، ورأى أن هذا الجهد بدأ يتحقق الآن بشكل نسبي.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم :د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد :د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، بسمة نافع
مهندسو الأستوديو: محمد زايد ، أحمد قلشاني
علاقات عامة : محمد مطش
تعليق صوتي :دينا أبو العلا
مونتاج :عبد الله شركس، أحمد قدري
تصوير: محمد رضا، محمد مشعل، وليد احمد
صوت : إيهاب العمري
متابعة مالية وإدارية : محمود عسكر ، طارق بلال ، مراد عبد العال
فنيو كرين : سامي المسماري ، محمد السيسي
فنيو الأستوديو : رامي رمضان، أحمد شوقي، محمود عبد الله، سعد السايس
إشراف : أستوديو مكتبة الإسكندرية، د/ خالد عزب، دينا ابو العلا
منتج منفذ : أستوديو مكتبة الإسكندرية
 


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام : ناديه حليم
منتج: أحمد طه
إخراج :أحمد ماهر
مهندسو الأستوديو : احمد مصطفي، أسامة قطب
مدير تصوير : وائل خلف
مشرف إضاءة: احمد ضاحي
كرين :مصطفي البيس، وائل حتاته
تصوير: إسلام المهدي ،أحمد ممدوح
مخرج منفذ : شريف عبد الرحمن
مساعد مخرج :مني مجدي
جرافيكس :AROMA
موسيقي التتر : هشام نزيه
مدير الإنتاج : عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج : حماده حنفي
مساعدو الإنتاج : محمد إبراهيم، أحمد جعفر، سامي سمير
مونتاج إلكتروني : أحمد عبد الغني
صوت : أحمد البنا
وحدة تحكم تصوير : تيمور فاروق
مسجل فيديو : سعيد شحاته
فريق الإضاءة : عاطف عبد السلام، محمود بدوي، شريف عبد المعطي، علاء الجمل، مصطفي عبد الحميد
فنيو كرين : طاهر عز الدين