الفن القبطي - الجزء الثاني

2009 01 03

ضيوف الحلقة:
الأستاذ عماد نسيم  |  الدكتور مرقص فارس  |  المهندس ماجد الراهب



 

تم إطلاق المناقشة بملحوظة طريفة حول متحف الفن القبطي في القاهرة الذي يتشابه مدخله معماريًّا وفنيًّا مع بوابة جامع الأقمر، الذي اعتمد مدخله من الناحية المعمارية على التراث اليوناني؛ ومن هنا اتفق المتحدثون على أن التراث الفني المصري يتكون من نسيج فريد من المكوّن العربي والإسلامي والقبطي والهلينستي. وأكد الأستاذ نسيم على أن الفنانين الأقباط والمسلمين لم يجدوا أي غضاضة في الاستعانة ببعضهم البعض، فالمعماري الذي أشرف على بناء جامع ابن طولون كان مسيحيًّا، وفي العصر العباسي كان الفنانون المسيحيون المصريون يشاركون في بناء مساجد ببغداد، ولم يعترض أحد على ذلك من المسلمين أو الأقباط. وأضاف المهندس الراهب أن واجهة الكنيسة المعلقة إسلامية خالصة لا لبس فيها.

أما الصليب باعتباره مكوّنًا فنيًّا، فقد تناوله الدكتور فارس موضحًا الطبيعة الرمزية للفن القبطي، لأنه بدأ يتأسس في عصر الاضطهاد الروماني، فكان المسيحيون يتجمعون في المقابر والأنفاق تحت الأرض حتى يمكنهم الصلاة بعيدًا عن بطش الرومان؛ من هنا نشأت الحاجة إلى إيجاد رموز ليتمكن المسيحيون من التعرف على بعضهم من خلالها واكتشاف الأعداء وتجنبهم، ومن أهم هذه الرموز الصليب الذي له أكثر من 400 شكل مختلف، ونلاحظ أنه اعتمد على مفتاح عنخ الفرعوني الذي يرمز إلى مفتاح الحياة، وذلك حتى لا يلفت انتباه الرومان، فهو رمز مصري قديم، ثم بدأ تحويره بالتدريج وإخفاء بعض أجزائه وإضافة أخرى حتى أخذ شكل الصليب الذي يختلف عن مفتاح الحياة.

ثم تطرقت المناقشة إلى معمار المقابر، فحكى المهندس الراهب عن مقبرة طريفة في إحدى قرى سوهاج. وهي ترجع للأسرات الفرعونية الأولى ولكنها لا تزال مستخدمة حتى الآن، ولأن أمامها قريتين، قرية مسلمة وقرية مسيحية، فهي تضم موتى القريتين، ويأتي المسيحيون لزيارة راهب مدفون بها حتى تنجب النساء العاقرات أبناء ببركته، ويزوره المسلمون أيضًا لكنهم يحكون أنه شيخ وليس راهبًا. وهذه المقبرة يتسع معمارها للمصريين منذ القدم، ولذا لها دلالة مهمة للغاية.

كما تحدث المهندس الراهب عن حالة خاصة جدًّا في معمار المقابر القبطية، هي مقابر البجوات، التي تحتوي على جداريات نادرة المثال، بالإضافة إلى أنها تقدم عناصر معمارية لم تكن معروفة وقتها مثل الأقبية والقباب العادية والقباب المتقاطعة. ومن سماتها النادرة أيضًا وجود رسومات تشير إلى العهد القديم، مثل عبور اليهود للبحر الأحمر أثناء خروجهم من مصر، وهذه المشاهد نادرة للغاية في المعمار القديم.

أما عن دراسات الفن القبطي، فقد نوّه الأستاذ نسيم بمعهد الدراسات القبطية الذي يحاول سد الثغرة الموجودة في دراسة التراث القبطي، ويضم أقسامًا للعمارة القبطية والفن القبطي واللغة القبطية، وأجمع المتحدثون على وجود نوع من القصور في دراسة الفن القبطي، لأنه ليس تخصصًا مستقلاًّ بل مجرد جزء من تخصصات أخرى مثل تاريخ الفن. كما أشاد الدكتور سراج الدين بالصداقة المميزة بين عملاقين من عمالقة المعمار المصري، وهما حسن فتحي ورمسيس ويصا واصف الذي أبدع أعمالاً معمارية نادرة، وكانت صداقتهما تمثل حالة نادرة من التواصل الحضاري المصري الأصيل.

وفي ختام الحلقة ذكر الأستاذ نسيم أن الفن القبطي يمثل مدرسة فنية مستقلة في شقيْها: الديني والدنيوي على حد سواء، وله أسسه ومرجعياته الفنية المستقلة وسماته وتقنياته المتفردة وتطوره التاريخي. بينما شدّد الدكتور فارس على أن الفن القبطي فن مصري صرف وليس فنًّا مسيحيًّا خاصًّا، وهو يمثل جزءًا مهمًّا جدًّا من تاريخ الفن المصري؛ لذلك ينبغي ألا تتخصص فيه المؤسسات الدينية المسيحية فقط، بل يجب أن ينال عناية جميع المؤسسات الفنية في مصر باعتباره فنًّا مصريًّا. وفي السياق ذاته قام المهندس الراهب بمناشدة المصريين حكومةً وشعبًا لتحقيق المطلب نفسه، وهذا ما أيده الدكتور سراج الدين أيضًا مشددًا على التداخل المستمر بين الفنانين المصريين أقباطًا ومسلمين، وعلى أهمية النظر إلى الفن القبطي.

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، محمد مطش، محمد السيد، أيمن الشربيني
منتج منفذ: مكتبة الإسكندرية
مساعد إنتاج: طارق بلال


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: سوزان حسن
منتج: أحمد طه
قراءة تعليق: محمد عبد الوهاب
مدير تصوير: محمد شفيق
مشرف إضاءة: محسن جاد
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه، محمد نصر
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو403
مهندس الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات: محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد، خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
تمت أعمال المونتاج في CUBES
مونتاج: محمد فتحي
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج: عادل عبد الحميد
منتج منفذ: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج تقارير خارجية: ياسر نبيل
مخرج منفذ: هاني سمير
إخراج: يحيى ممتاز