السينما المصرية - الجزء الثاني

2008 11 22

ضيوف الحلقة:
الأستاذ أحمد الحضري  |  الأستاذ نادر عدلي  |  الأستاذة ماجدة موريس



 

واصلت الحلقة الحوار حول تطور السينما المصرية وانتقالها من مرحلة الأعمال المرتبطة بالغناء أو المرتبطة بالجانب التجاري إلى مستوى فني متكامل من ناحية الصناعة السينمائية والاعتماد على الروايات في صناعة الأفلام، بالإضافة إلى الأغاني وتقنيات الصوت، وأضاف الأستاذ نادر عدلي عنصرًا آخر هو اقترابها من المجتمع وقضاياه، ورأى الأستاذ أحمد الحضري أن الأفلام المصرية لم تتأثر عامةً بأفلام الموجة الجديدة التي ظهرت في أوروبا، بينما تأثرت بهوليود، وأشادوا بدور نجيب محفوظ ويوسف إدريس وكبار الروائيين في الارتقاء بالسينما المصرية آنذاك.

وحول السينما المصرية خلال الخمسين سنة الماضية، وما إذا كانت تخضع للتأثير التجاري والاقتصادي أم تحقق أساليب ومدارس فنية جديدة؛ بحيث يمكن رؤية بصمات خاصة فيها، أفاد الأستاذ الحضري أن المخرج الواحد كان يتفاوت في مستويات أفلامه، حيث نجد له أفلامًا رائعة وأفلامًا أخرى يعترف بفشلها، كما اعترف يوسف شاهين شخصيًّا بعدم رضاه عن فيلمه "انت حبيبي"، ولكن ذلك لا ينفي بصمته الفنية المتميزة الواضحة في جميع أفلامه.

وإذا كان هناك مخرجون عالميون صنعوا بصمات سينمائية خاصة بهم مثل سكورسيزي وكوبولا، فقد تساءل الدكتور إسماعيل سراج الدين: هل نجد مخرجين مصريين حققوا نفس الإنجاز ونفس البصمة الفنية الخاصة بهم؟ فأجاب الأستاذ عدلي بالنفي لأن هؤلاء المخرجين الأمريكيين كانوا يمثلون مؤسسات سينمائية مستقلة بذاتها، وكانوا يعملون مع استديوهات معينة ذات فكر خاص وإمكانات خاصة، بينما المخرج المصري ليست لديه هذه الإمكانات.

وعن تاثير القطاع العام على صناعة السينما المصرية في عهد الثورة فقد اتفق الضيوف على أنه أثّر عليها تأثيرًا سلبيًّا للغاية، حين أمّم الاستوديوهات المصرية وظل يجني أرباحها فترات طويلة حتى تهالكت وأصبحت غير قادرة على الإنتاج، فقام بخصخصتها في التسعينيات؛ مما أدى لتوقف الإنتاج السينمائي تمامًا ثم استعادته على أيدي الفنانين الشباب الجدد الذين اتجهوا للكوميديا، وصنعوا مشهدًا هزليًّا للسينما المصرية.

أما عن الرقابة ودورها في صناعة السينما المصرية، فقد أفادت الأستاذة ماجدة أن الرقابة بتعنتها أضرّت بالسينما المصرية وضيّقت مساحة إبداعها. لكن الأستاذ عدلي اختلف مع ذلك نافيًا وجود رقابة في مصر، مؤكدًا وجود توجهات ثقافية وفكرية عامة في ثقافتنا، مؤكدًا أن الرقابة في مصر لم تمنع عرض أي أفلام بل كانت ترجئ عرضها، أو تطلب أحيانًا تغيير نهاية الفيلم. وأشارت الأستاذة ماجدة إلى واقعة مشهورة ترتبط بفيلم "المذنبون" عام 1972، حين أرسل بعض المصريين المقيمين بالخارج شكاوى بسبب إحساسهم بالحرج من عرض هذا الفيلم، فقام الرئيس السادات بتحويل الرقباء الثلاثة عشر جميعًا للتحقيق. واتفق المتحدثون على ندرة حالات تدخل الرقابة في تاريخ السينما المصرية.

بعد ذلك ناقش الدكتور سراج الدين مع الضيوف قضية انحدار السينما المصرية الحديثة، فاتفقوا أن هذا الانحدار تزامن مع موجة الأفلام الكوميدية التي بدأت بفيلم "اسماعيلية رايح جاي"، والتي اعتمدت على الكوميديا من أجل الكوميديا وبشكل سطحي، دون أن ينفي ذلك وجود أفلام كوميدية راقية المستوى. وقد أكد الأستاذ عدلي أن ذلك حدث بسبب انهيار الاستوديوهات في القطاع العام، وهو ما أدى إلى سعي المنتجين إلى الكسب السريع بأي ثمن للتمكن من إعادة بناء الاستوديوهات؛ ومن ثم اتجهوا إلى الكوميديا السطحية التي تُدِر الأرباح السريعة. وفي النهاية تفاءل الضيوف بجيل الفنانين الشباب.

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، محمد مطش، محمد السيد، أيمن الشربيني
منتج منفذ: مكتبة الإسكندرية
مساعد إنتاج: طارق بلال


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: سوزان حسن
منتج: أحمد طه
قراءة تعليق: محمد عبد الوهاب
مدير تصوير: محمد شفيق
مشرف إضاءة: محسن جاد
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه، محمد نصر
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو403
مهندس الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات: محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد، خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
تمت أعمال المونتاج في CUBES
مونتاج: محمد فتحي
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج: عادل عبد الحميد
منتج منفذ: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج تقارير خارجية: ياسر نبيل
مخرج منفذ: هاني سمير
إخراج: يحيى ممتاز