عزازيل - الجزء الأول

2009 08 07

ضيوف الحلقة:
الدكتور صلاح فضل  |  الدكتور وائل غالي  |  الدكتور حسام عقل



 

قدم الدكتور إسماعيل سراج الدين رواية "عزازيل" باعتبارها من أهم الروايات الحديثة، حيث طُبعت طبعات كثيرة، وفازت بجائزة البوكر العربية. ومؤلفها هو الدكتور يوسف زيدان المحقق والباحث المعروف في مجال المخطوطات، الذي أراد الانتقال من العمل على خدمة التراث تحقيقًا وفهرسةً إلى تأسيس خطاب معرفي قائم على التراث. والرواية ببساطة هي قصة إنسان مصري ولد عام 391 م حيث أُعلِنت المسيحية ديانة رسمية للإمبراطورية الرومانية. وبطل الرواية إنسان بسيط بكل آلامه وبحثه عن الحقيقة، فقد قُتل والده وهو طفل على يد أحد المتعصبين، فرباه عمه، وجاء هذا الراهب الشاب إلى الإسكندرية فشهد مقتل هيباتيا سنة 415 بشكل همجي، فخرج إلى أورشليم هائمًا باحثًا عن أصل الديانة، والتقى بالراهب نسطور وبعض الشخصيات الكنسية الأخرى، ثم استقر في حلب. وكان في حياته ثلاث نساء: أوكتافيا السكندرية الوثنية، وهيباتيا، ومارتا الفتاة المسيحية الباحثة عن زوج.

وقد أرجع الدكتور صلاح فضل نجاح الرواية وذيوعها إلى بعض العوامل، فهناك حيلة فنية عالمية تعتمد على أن تضم الصفحة الأولى ما يفيد أن هذه الرواية عبارة عن أوراق تركها إنسان مجهول، كما في دون كيشوت، لكن القارئ العربي العادي لم يألف ذلك، فقام بالربط بين مدخل الروائي زيدان عن أصل هذه الرواية الذي يعود لمخطوطات أو لفائف قديمة وبين عمله مديرًا لمركز المخطوطات؛ وهذا ما أحدث وهمًا خلاقًا بأن الرواية تروي حدثًا حقيقيًّا، وهذا من أسباب لهفة الناس على قراءتها، كما أن العنوان "عزازيل" يدل على الشيطان.

وقد علّق الدكتور وائل غالي على ما ذكره الدكتور فضل من أن الرواية أثارت نوعًا من الفضيحة أي الذيوع وكثرة الجدل حولها بالمعنى الإيجابي، مؤكدًا أن الرواية كسرت حالة الجمود العقائدي السائد، حيث لم يكن المناخ مهيئًا لمراجعة الذات ومحاسبتها بشجاعة، كما أن خلاصة تجربة الدكتور زيدان مع الفلسفة والتصوف والتاريخ انصهرت داخل هذا العمل؛ وهذا من جوانب قوة الرواية، التي ارتبطت بشخصيات تاريخية ودينية كبيرة. وأضاف الدكتور غالي أن زيدان يعد مفتتحًا لتجديد الفكر المسيحي الحديث في مصر، وهنا نوّه الدكتور سراج الدين بأن الرواية حملت دعوة دائمة للانفتاح ونبذ العنف بشكل عام، لكن الدكتور غالي ربط هذه الدعوة بالفكر المسيحي المصري لأن رجاله لم يقوموا بما ينبغي لتجديد هذا الفكر، كما جدّد مفكرون مسلمون الفكر الإسلامي منذ طه حسين وأمين الخولي ونصر أبو زيد.

وقد ركّز الدكتور حسام عقل على تفرد الرواية في اتجاه الرواية التي تستلهم التاريخ، مثل رواية نهر السماء لفتحي إمبابي، وهذا اتجاه متنام في الرواية منذ العقدين الأخيرين، دون أن يعني ذلك أنه يحكي التاريخ فعلاً. ونوّه الدكتور عقل بالجهد الكبير والاحتشاد لدراسة الخلفية التاريخية والفكرية والدينية المعقدة لهذا العمل في هذا العصر، رغم كبر حجم الرواية، واستخدام بنية غير تقليدية لها. ومن المهم أيضًا الإشارة إلى أن بعض مشاهد الرواية قد جُرّدت تمامًا من دلالاتها الدينية لتؤكد مضمونًا إنسانيًّا شاملاً، مثل مشهد قتل هيباتيا.

ثم تساءل الدكتور سراج الدين عن السبب في تناولنا للرواية من منظور محلي، دون الالتفات لطابعها الإنساني العام. وقد أرجع الدكتور فضل سبب ذلك إلى إفراط زيدان في تناول المشكلات اللاهوتية البحتة التي استغرقت قرونًا لبحثها، فأسرف قليلاً في بعض التفصيلات التي تنافي بنية الرواية لأنها لا تُكتب للمتخصصين، لكن الدكتور سراج الدين شدّد على أهمية استيعاب الرسالة التي تحملها الرواية ودعوتها إلى نبذ العنف والانغلاق باسم الدين، كما أن زيدان اختار هذه الفترة الزمنية بالذات لأنه أيقن من دراسته للتراث الإسلامي أنه لن يمكن فهمه دون فهم هذه الفترة التي تمثل مقدّمات له، وتقدّم الأسس التي نهض عليها، كما تعد هذه الفترة جانبًا منسيًّا من تاريخ مصر.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
منتج منفذ: استوديو مكتبة الإسكندرية
علاقات عامة: محمد مطش
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، بسمة نافع
مونتاج: محمد صلاح
تصوير: محمد رضا
تصوير تقارير خارجية: محمد عبد الفتاح
مهندسو الاستوديو: محمد زايد، أحمد القلشاني
متابعة مالية وإدارية: محمود عسكر ، طارق بلال ، مراد عبد العال
فنيين: أيهاب العمري، سامي المسماري، محمد السيسي ، رامي رمضان ، عمرو مهدي ، سعد السايس


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: نادية حليم
منتج: أحمد طه
مهندسو الاستوديو: أحمد مصطفى، أسامة قطب
مدير تصوير: جوزيف لويس
مشرف إضاءة: سامي أبو سريع
كرين: ماجد عرفات
تصوير: إسلام المهدي، أحمد ممدوح
مخرج منفذ: شريف عبد الرحمن
مساعد مخرج: منى مجدي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مدير الإنتاج: عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج: حماده حنفي
مساعدو الإنتاج: محمد إبراهيم، أحمد جعفر، سامي سمير
مونتاج إلكتروني: أحمد عبد الغني
صوت: أحمد البنا
وحدة تحكم تصوير: تيمور فاروق
فنيون: وائل حتاه
إخراج: أحمد ماهر