الموشحات الأندلسية - الجزء الثاني

2009 11 13

ضيوف الحلقة:
الدكتور محمد زكريا عناني  |  الفنان محمد النجار



 

في البداية تحدث الدكتور محمد زكريا عناني عن المعاني التي عالجها الموشح، ففي بدايته كان يتناول معاني البهجة والطرب والاستمتاع بالحياة، لكنه انتقل إلى القصور بعد ذلك، ولأن الشعراء كانوا يريدون العطاء، فقد أصبحوا يضمّنون الموشح معاني المدح للأمراء. وفي العادة كان المديح يأتي مقطعًا صغيرًا في نهاية الموشح، كما كان من أغراضه وصف الطبيعة والغزل والرثاء والهجاء والمجون والزهد. ثم حكى الدكتور عناني حكاية طريفة عن الشاعر والملحن والفيلسوف الأندلسي الشهير "ابن باجة" الذي مدح أحد أمراء الأندلس بموشح راقص مفعم بالطرب، وختمه بمديح رقيق جعل الأمير يشق ثوبه طربًا، ويُقسم ألا يمشي الشاعر إلى بيته إلا على الذهب، فخاف الشاعر عاقبة هذا الكرم الذي سوف يقضي على ثروة الأمير، وأخرج بعض الدنانير الذهبية من جيبه ووضعها في نعله، ومشى إلى بيته ليُحِلَّ الأمير من قسمه.

أما عن مراحل نشأة الموشح وتطوره، فقد أفاد الدكتور عناني بأن الثابت أن الموشح الأندلسي تفرع عن القصيدة العربية البيتية، بعد أن أضاف إليها الجانب الطربي الراقص المستوحى من الحياة الأندلسية؛ لذا كان الموشح في بدايته موشحًا شعريًّا قريب الشبه من القصيدة البيتية، ومع كثرة الشعراء وتفننهم أصبح مطلع الموشح (ويُسمى المذهب) يصل إلى عشرة أشطار بعد أن كان شطرين أو ثلاثة فقط، وهذا التعقّد في البناء الموسيقي يزيد من صعوبة تأليف الموشح؛ وهذا ما اعتبره الفنان محمد النجار تعقيدًا في الجملة اللحنية لغناء الموشح والتي أصبحت أكثر صعوبةً، كما أشار لدور الفنان الراحل فؤاد عبد المجيد في تجديد ألحان الموشحات أثناء إقامته بالولايات المتحدة في ثمانينيات القرن الماضي، فأوصل غناءها للشعب الأمريكي رغم فارق الثقافة واللغة والتراث الفني، مؤسسًا بذلك ثورة فنية رغم وجود أغنيات شبابية كثيرة وقتها.

ثم تحدث الدكتور عناني عن طبيعة غناء الموشح فأوضح أنه بدأ - كما تنص المصادر الأندلسية - غناء فرديًّا وليس جماعيًّا، وقد بدأ غناؤه بشكل جماعي مع ظهور الموشح الصوفي في أواخر القرن السادس الهجري، وأشار أيضًا إلى أحد التطورات المهمة للموشح حين بدأ يتحول من نص فصيح - باستثناء الخرجة - إلى نص مكتوب بلغة تجمع بين الفصحى والعامية معًا؛ بحيث ساعد ذلك على غنائه وتلقيه من طبقات جماهيرية أوسع، وهذا ما أيّده الفنان محمد النجار.

ورغم أن الموشح كان في بدايته يتحدث عن الخمر واللهو، لكن توالي الهزائم والانكسارات بعد ذلك، أدى إلى ظهور الحس الديني والابتهال والتوسل وطلب العون من المولى عز وجل، حتى نجد محيي الدين بن عربي يكتب - لأول مرة - موشحًا دينيًّا، ثم يتلوه أبو الحسن الششتري وغيره كثيرون. ومن هنا ساهم ابن عربي في ظهور فن التواشيح الذي تعارف الناس على أنه إنشاد ديني للموشحات ذات الطابع الديني، فيما بقيت الموشحات مرتبطة في أذهان الناس بالموشحات المكتوبة في الحب أو الخمريات وسائر الأغراض غير الدينية.

وقد عبّر الدكتور عناني عن إعجابه بموشح لسان الدين بن الخطيب الذي مطلعه:

جادكَ الغيثُ إذا الغيثُ سما يا زمانَ الوصلِ بالأندلسِ
وهي من أشهر الموشحات التي غنتها فيروز فأعادت إليها النبض والحيوية والإيقاع. أما عن ألحان الموشحات فقد عبّر الفنان محمد النجار عن حبه للموشحات التي يرتجل فيها المطرب جملته اللحنية. وفي الختام أشاد الدكتور إسماعيل سراج الدين بما أنجزته اللجنة الموسيقية العليا التابعة لوزارة الثقافة حيث أصدرت مجموعة موثقة من النوتات الموسيقية.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم : د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد : د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، بسمة نافع
مهندسو الاستوديو : محمد زايد، أحمد قلشاني
علاقات عامة : محمد مطش
مونتاج :محمد صلاح، عبد الله شركس
تصوير: محمد رضا
تصوير تقارير خارجية : محمد عبد الفتاح
متابعة مالية وإدارية : محمود عسكر، طارق بلال، مراد عبد العال
فنيين : أيهاب العمري، سامي المسماري، محمد السيسي، رامي رمضان، عمرو مهدي، سعد السايس
منتج منفذ : أستوديو مكتبة الإسكندرية
 


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام : نادية حليم
منتج: أحمد طه
إخراج : أحمد ماهر
مهندسو الاستوديو : أحمد مصطفي، أسامة قطب
مدير تصوير : وائل خلف
مشرف إضاءة: أحمد ضاحي
كرين : مصطفي البيس
تصوير : إسلام المهدي، أحمد ممدوح
مخرج منفذ : شريف عبد الرحمن
مساعد مخرج : مني مجدي
جرافيكس : AROMA
موسيقي التتر : هشام نزيه
مدير الإنتاج : عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج : حماده حنفي
مساعدو الإنتاج : محمد إبراهيم، أحمد جعفر، سامي سمير
مونتاج إلكتروني : أحمد عبد الغني
صوت : أحمد البنا
وحدة تحكم تصوير : تيمور فاروق
مسجل فيديو : سعيد شحاته
فريق الإضاءة : عاطف عبد السلام، محمود بدري، شريف عبد المعطي، علاء الجمل، مصطفي عبد الحميد
فني كرين : طاهر عز الدين