ذاكرة مصر المعاصرة – الجزء الثاني

2009 10 02

ضيوف الحلقة:
الدكتور عماد أبو غازي  |  الدكتورة لطيفة سالم



 

قام الدكتور إسماعيل سراج الدين باستعراض سريع لإمكانات موقع ذاكرة مصر المعاصرة وطرق البحث المتطورة التي يقدمها، والتي تتيح للباحث إمكانات البحث عن أدق التفاصيل في أي تخصص حتى لو كان دقيقًا، دون حاجة إلى تكرار كلمات البحث أو نطاقاته. واتفق المتحدثون على أن الموقع يدعم الاتجاه الحديث في دراسة التاريخ، من خلال تأمل التفاصيل الصغيرة للجوانب الاقتصادية والفكرية بالمعنى الشامل، فنحن نجد مثلاً وثائق هامة للمحامي يوسف درويش الذي لم يكن بالغ الشهرة في ذلك الوقت، لكن وثائقه تعد شواهد على علاقات اجتماعية دقيقة، وعلى طرق تفكير الناس ووسائل ترفيههم عن أنفسهم، وغير ذلك من تفاصيل الحياة التي قد يظنها البعض تافهة، بينما هي تحمل الكثير من الدلالات على روح العصر وطبيعة المجتمع المصري آنذاك، لأنها تقدم لنا رؤية حية لحياة المجتمع المصري. ومن أمثلة ذلك مقطع فيديو صوّره الأخوان لوميير عام 1895 لكوبري قصر النيل، بالإضافة لمقاطع فيديو وصور ووثائق المشروعات المصرية الكبرى مثل خزان أسوان والسد العالي.

ثم تطرقت المناقشة إلى المادة المتاحة على موقع الذاكرة والتي توثّق لمرحلة النهضة المصرية التي أسسها محمد علي باشا، حيث أكدت الدكتورة لطيفة أن هذه المادة وافية وتثبت جهود محمد علي، كما تثبت تأثيره على أهل الشام أيضًا، لكن المشكلة التي حددت مدى نهضته أنها كانت نهضة مفروضة من سلطة نخبوية رأسها محمد علي، فانتهى تأثيرها فور رحيله، بينما كانت ثورة 1919 أقوى أثرًا لأن كافة القوى الاجتماعية والثقافية والسياسية شاركت فيها، كما توثّق الذاكرة مراحل تكوين الوفد المصري برئاسة سعد زغلول، وهنا تطرّقت المناقشة إلى الحركة الوطنية المصرية وتاريخها عبر الكفاح الذي أدى لوضع الدستور وسفر الوفد المصري لعرض مطالب الجماهير المصرية على مؤتمر الصلح بباريس.

وحول اعتراض البعض على الاهتمام بأحداث وشخصيات تاريخية قديمة لا تمت لحياتنا بأي صلة، ردّ الدكتور أبو غازي بأن من ليس له ماضٍ ليس له مستقبل، وبأن استيعاب الحاضر وبناء المستقبل غير ممكنيْن إلا بدراسة الماضي جيدًا، مؤكدًا على أن كثيرًا من علماء المستقبل دارسون للتاريخ. ولذلك نشهد حاليًّا موجة من الأفلام والبرامج التي تتناول الفترة الليبرالية السابقة على الثورة لأن معرفة الناس عنها غير صحيحة. وقد تم استعراض محتويات الموقع وتكوينه وكيفية المساهمة في تنميته وتزويده بالمواد الجديدة.

وفي الختام دعت الدكتورة لطيفة الشعب المصري إلى المداومة على زيارة الموقع والبحث فيه لأنه يقدم وسيلة خلاقة للارتباط بتاريخ مصر الذي تغيب عنا بعض جوانبه المشرقة؛ مما يجعلنا بحاجة ماسة إلى اكتشاف ما يقدمه من نماذج ملهمة خافية عنا. أما الدكتور أبو غازي فقد وجّه دعوة أخرى لكل مواطن مصري يملك أي وثيقة قد لا يراها مهمة، بأن يقدمها لمشروع ذاكرة مصر المعاصرة، لأنها ستكون مفيدة لتأريخ تلك الفترة الهامة من حياتنا، وهذه الذاكرة ذاكرتنا كلنا كأمة مصرية وليست ذاكرة للساسة ولا الشخصيات الكبيرة فقط. كما طرح الدكتور سراج الدين دعوة أخرى لزيارة موقع مصر الخالدة الذي يمثل المراحل التاريخية القديمة والسابقة على مشروع ذاكرة مصر المعاصرة.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
منتج منفذ: استوديو مكتبة الإسكندرية
علاقات عامة: محمد مطش
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، بسمة نافع
مهندسو الاستوديو: محمد زايد، أحمد القلشاني
علاقات عامة: محمد مطش
تصوير تقارير خارجية: محمد عبد الفتاح
مونتاج: محمد صلاح
متابعة مالية وإدارية: محمود عسكر ، طارق بلال ، مراد عبد العال
فنيين: أيهاب العمري، سامي المسماري، محمد السيسي ، رامي رمضان ، عمرو مهدي ، سعد السايس


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: نادية حليم
منتج: أحمد طه
مهندسو الاستوديو: أحمد مصطفى، أسامة قطب
مدير تصوير: جوزيف لويس
مشرف إضاءة: سامي أبو سريع
كرين: ماجد عرفات
تصوير: إسلام المهدي، أحمد ممدوح، محمد رضا
مخرج منفذ: شريف عبد الرحمن
مساعد مخرج: منى مجدي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مدير الإنتاج: عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج: حماده حنفي
مساعدو الإنتاج: محمد إبراهيم، أحمد جعفر، سامي سمير
مونتاج إلكتروني: أحمد عبد الغني
صوت: أحمد البنا
وحدة تحكم تصوير: تيمور فاروق
فنيون: وائل حتاه
إخراج: أحمد ماهر