الفنون التشكيلية - الجزء الثاني

2008 02 16

ضيوف الحلقة:
الفنان عدلي رزق الله  |  الأستاذة سلوى الشربيني  |  الفنانة مروة الشاذلي  |  الأستاذ منير عامر



 

بدأت الفنانة مروة الشاذلي بالحديث عن أثر الوسائط المتعددة والتكنولوجيا في الفن التشكيلي المعاصر، وأوضحت أن اتجاه الفنانين التشكيليين الشباب حاليًّا يميل نحو الابتعاد عن الشكل المألوف للوحة التشكيلية المعلقة على الحائط، انحيازًا إلى الفنون التي ترتكز على ما تقدمه التكنولوجيا من مساحات جديدة، لكنها أضافت أن الاتجاه التشكيلي في أوروبا حاليًّا بدأ يعود مرة أخرى إلى اللوحة الفنية المألوفة والمرسومة بالألوان الزيتية أو بالأكريلك؛ خاصة مدرسة ما بعد الواقعية الجديدة.

وأضاف الأستاذ منير عامر رأيًا حول أهمية دراسة أصول الرسم قبل الانسياق نحو الاتجاهات الجديدة التي قد يلجأ إليها الشباب للاستسهال، وحكى قصة طريفة حين زار أحد المعارض فوجد الفنان الشاب قد علّق عددًا كبيرًا من البالونات ليأخذ كل زائر بالونة عند انصرافه، وبدأت المناقشة تتجه نحو رغبة الفنانين في التجديد دون أسس فنية راسخة، وهذا ما يجعل المتلقي يستهجن هذه الأعمال، وحكى الفنان عدلي رزق الله تجربة خاصة حين زار باريس لأول مرة وأراد أن يقوم "بنشر الغسيل" في الشرفة، لكنه فوجئ بأن هذا ممنوع هناك؛ ولذلك يصبح من المنطقي أن يقوم فنان فرنسي بنشر غسيل في أحد أعماله ليصدم المتلقي، لكنه استغرب كثيرًا حين رأى في أحد البيناليات بمصر أن فنانًا مصريًّا ينفذ نفس هذه الفكرة، رغم أن نشر الغسيل شائع جدًّا في كل البيوت المصرية.

وفي هذا الصدد ذكر الدكتور سراج الدين أن بعض الأعمال التي اعتمدت على فكرة الصدمة، مثل "آنسات أفينيون" لبيكاسو، أسست اتجاهات فنية جديدة، رغم أن المعاصرين لها لم يقبلوها، وحكى الفنان رزق الله أن بيكاسو قلب هذه اللوحة على وجهها في مرسمه من كثرة ما سخر منها زملاؤه الفنانون.

ثم عاد الدكتور سراج الدين ليطرح سؤالاً مهمًّا عن دور النقد في الترويج للفن وإضاءته للجمهور. وقد أشار الأستاذ منير عامر إلى أهمية التبشير بالأعمال الفنية. بعد ذلك تناولت المناقشة قضية وحدة الفنون وإزالة الحواجز بينها، وهذا يحدث بين العلوم أيضًا. وقد أكدت الفنانة مروة الشربيني أن التكنولوجيا الحديثة أزالت الحواجز بين الفنون؛ وهذا ما أنتج الأشكال الفنية الجديدة بحيث أصبحت تستأثر بمعظم قاعات العرض على حساب الأعمال الفنية المألوفة كاللوحة والتمثال والمنحوتة، وأشار الفنان عدلي رزق الله إلى مشكلة كبيرة تتعلق بانصراف الجمهور المصري عن الفن حاليًّا.

وأضاف الأستاذ منير عامر مشكلة الفصل بين المراكز البحثية والفنية، وابتعاد الفن عن الشارع والحياة، واقترح فكرة أن تكون الفواصل بين الفقرات التلفزيونية لوحات فنية، لأن الجمهور بحاجة إلى اكتشاف هذه الروائع. وتعليقًا على ذلك أشار الدكتور سراج الدين إلى مشروع فني مدهش هو مشروع "جدران" الذي نهض به فنانون شباب بقرية الصيادين بالمكس، وصبغوا الجدران كلها باللون الأبيض، ثم تحدثوا مع السكان، وبدأوا في رسم جداريات على الجدران، وهذه مبادرة جميلة تثبت إمكانية التواصل الفني مع البسطاء، فهم يحتاجون إلى التنمية الفنية والثقافية كما يحتاجون للتنمية الاقتصادية والمهنية.

وعاد الدكتور سراج الدين إلى قضية الحكم التاريخي على العمل الفني، فحين تم بناء برج إيفل هاجمه معظم الفنانين والمثقفين ورأوه عملاً بشعًا لكنه الآن رمز فرنسا أمام العالم، وهذا يدل على أن حكم التاريخ هو الحكم الباقي والحقيقي، وكذلك أوبرا سيدني التي أصبحت رمز أستراليا كلها رغم أن المعاصرين لإنشائها لم يتقبلوها.

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، محمد مطش، محمد السيد، أيمن الشربيني


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: سوزان حسن
منتج: أحمد طه
قراءة تعليق: عزة مصطفى
مدير تصوير: جلال الزكي
مشرف إضاءة: عماد عبد القادر
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه، محمد نصر
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو 403
مهندسو الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات :محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد، خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
GOOD NEWS :Post Production، محمد فتحي
مساعد مونتاج: صلاح أبو سنه، سيد عبد الله
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج :عادل عبد الحميد
منفذ إنتاج: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مخرج تقارير خارجية : ياسر نبيل
مساعد مخرج :عمرو ربيع
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج منفذ: هاني سمير
إخراج: يحيى ممتاز