سأل الدكتور سراج الدين في بداية الحلقة عن الأنواع الفنية المختلفة التي قدمتها فرقة رضا، وذكر الفنان محمود رضا أن عمل الفرقة مر بعدة مراحل، الأولى كانت تقديم الاسكتش وهو قصة شعبية صغيرة حول شخصيات معينة، والثانية كانت نتاج السفر عبر المحافظات وتعلم رقصاتها المختلفة من التحطيب السوهاجي والرقص النوبي والسيناوي وغيره، المرحلة التالية تمثلت في الأعمال الشعبية الخيالية مثل رقصة عروس المولد وجنيات البحر، ثم تأتي المرحلة الأخيرة وهي تقديم الرواية الكبيرة ذات السيناريو والحكاية الطويلة، وكان يتم استلهام رقصات منها وتقديمها منفردة.

وقد جاءت مرحلة تقديم الموشحات في ظروف محددة، تمثلت في التعرف على الموسيقار الهاوي فؤاد عبد المجيد الذي أعجب به علي رضا وقدمه للفرقة، وألف للفرقة ثماني مقطوعات تم تقديمها في سهرة تليفزيونية صممت ملابسها الفنانة فريدة فهمي، أما الرقصات فكانت توليفة فريدة من الرقص الإسباني والعربي ويتجاوز الشكل الأندلسي.

ومن هنا أشار الدكتور سراج الدين إلى أن رقصات الفنان رضا يتم تدريسها في مختلف دول العالم، وقد شاركت فرقة باليه إسبانية في العرض الذي قدمته الفرقة في مكتبة الإسكندرية. وأضاف أن من الإنجازات الأخرى التي قدمتها الفرقة الأفلام السينمائية. وتحدث رضا عن تجربة السينما قائلاً إن الفضل فيها يعود إلى علي رضا، وإليه الفضل في بقاء فرقة رضا في الذاكرة؛ حيث حفظت هذه الأفلام وجود الفرقة في ذاكرة السينما مع وجود صعوبة في الوصول إليها مسرحيًّا.

وقد أخرج علي رضا أفلام الفرقة الثلاثة. وكان أول هذه الأفلام "أجازة نص السنة" من إنتاج شركة "السينمائيون المتحدون" واستعانت فيه الفرقة بالفنانة ماجدة، أما فيلم "غرام في الكرنك" فارتبطت فكرته بعروض الفرقة في المعبد التاريخي، وآخر هذه الأفلام هو "حرامي الورقة" من إنتاج مؤسسة السينما.

وعن الفارق بين تجربة السينما والمسرح، أشار الدكتور سراج الدين إلى الفنان الأمريكي ريتشارد بيرتون وهو ممثل سينمائي ومسرحي كان يرفض أن يتم تقديم أعماله المسرحية مصورة بالفيديو أو أي وسيلة أخرى، فالمسرح له أجواؤه الفنية التي تختلف عما سواه من فنون. وذكر رضا أن تجربة السينما لها تفاصيلها المختلفة عن المسرح، وقد علمته كثيرًا خاصة فن المونتاج. وأضافت الفنانة فريدة فهمي أن ممثل المسرح يقوم بتغيير أدائه الفني صوتيًّا وأدائيًّا بما يتناسب وحالة المسرح، وهو ما لا يوجد في السينما.

وذكر الدكتور سراج الدين أن الفرقة واجهتها صعوبات في تجوالها وتعلمها الفنون الشعبية. وحكى الفنانان عن ذكرياتهما في هذا الصدد. فذكر رضا أنه تعلم التحطيب على يد شخص سوهاجي أخذ في تعليمه، وفي آخر درس تعرض إلى ضربة بـ"النبوت" على رأسه على سبيل الذكرى. وحكت الفنانة فريدة عن تورم قدميها بعد رقصها حافية على أرضية ساخنة في الإسماعيلية.

وقدمت فرقة رضا العديد من الرقصات الشعبية غير المصرية مثل رقصة الحمامة السودانية والدبكة الغزاوية، وحكى الفنانان عن تقديمهما رقصة الشرائط الحمراء الصينية في الصين أمام رئيس الوزراء شو إين لاي تحية للشعب الصيني.

وانتقل الدكتور سراج الدين بالحديث ليتناول جمال الأزياء التي تقدمها الفرقة واستلهامها الألوان والتصاميم من الملابس الشعبية كالملاءة اللف "الملاية اللف" الشهيرة. وذكرت الفنانة فريدة أن البرامج الأولى للفرقة كانت من تصميم أختها، وصُممت فيها الملابس البلدية ليتم استخدامها في الرقصات، ولكي يتناسب التصميم مع روح العرض استخدمت في إحدى المرات "ملاية لف" للخادمة وشعرت معها أن هذا الزي له خصوصيته.

واختتم الدكتور سراج الدين الحديث بالإشارة إلى أن مكتبة الإسكندرية كانت حريصة على الالتقاء بمحمود رضا وفريدة فهمي وزملائهما في الفرقة، كما ستقوم بتوثيق أعمال الفرقة لرصد تطورها ونجاحها وتقديمها للأجيال الجديدة كنموذج للنجاح والمثابرة.