إحياء التراث النهضوي - الجزء الثاني

2010 01 29

ضيوف الحلقة:
الدكتورة زينب الخضيرى  |  الدكتور إبراهيم البيومي غانم  |  الدكتور محمد كمال الدين الإمام



 

تستكمل هذه الحلقة مناقشة مشروع إحياء التراث النهضوي الذي تقوم به مكتبة الإسكندرية. وفي بداية النقاش أشار الدكتور إسماعيل سراج الدين إلى أن مصر من أوائل البلدان العربية التي عرفت بناء مشروع نهضوي عقب الاصطدام بالغرب مباشرة في عهد محمد علي وإسماعيل، وقد شكلت البعثات العلمية للغرب جزءًا كبيرًا من هذا المشروع، وقد قدّم قادة هذه النهضة العديد من المنجزات في كافة المجالات من خلال طرح رؤية نهضوية مستقبلية.

وأضاف أن مشروع مكتبة الإسكندرية لإحياء التراث النهضوي إنما يهدف إلى تقديم هذا التراث إلى الأجيال الجديدة، وإيضاح أن الجزء الأكبر من هذا التراث كان عقلانيًّا ونهضويًّا على عكس ما تصوره التيارات السلفية المتشددة وبعض مفكري الغرب. وهذا المشروع يقوم على إعادة نشر من 100 إلى 150 كتاب من هذا التراث بمقدمات جديدة تتناول المفكر وموقع الكتاب من فكره، مع بعض الشروح والتعديلات والهوامش الإضافية، وترجمته إلى اللغتين الفرنسية والإنجليزية ونشره إلكترونيًّا، وقد ساهم في إنجاز هذا العمل العديد من الأساتذة والمفكرين. وتساءل عن كيفية الانتقال من هذا المشروع إلى مشروع نهضوي لمصر والعالميْن العربي والإسلامي في القرن الحادي والعشرين.

وأكد الدكتور محمد كمال الإمام أن المشروع بما قدمه يتحرك في مساحة واسعة من القضايا الهامة للنهضة كقضايا المرأة والدين والشريعة والتعريف بالآخر والمعرفة، وكذلك مجموعة متميزة من المفكرين من مختلف البلدان الإسلامية. وأوضحت الدكتورة زينب الخضيري أن النهضة عبارة عن "إعادة الميلاد" كما كان في الغرب الأوروبي؛ حيث عاد الأوروبيون إلى جذورهم العقلانية اليونانية بعد انقطاع مع المسيحية، وما يجب علينا هو العودة إلى جذورنا وأصولنا الثرية.

وأفاد الدكتور سراج الدين أننا نمتلك ميزة التواصل مع تراثنا النهضوي القائم على الأصالة والتجديد. وتساءل عما ينبغي إضافته لإحداث النهضة، ورأى الدكتور الإمام أن ما نحتاجه هو "نظام تربوي لعقول مفتوحة" بما يعني الانتقال جذريًّا من أساليب التعليم الحالية. ورأى الدكتور إبراهيم البيومي غانم أن التغيير ينبغي أن يطال عدة مؤسسات أهمها مؤسسات التربية الفكرية والتعليمية، ومنها مؤسسات الفنون والآداب والإعلام والمؤسسات الدينية والتي تصب روافدها في بناء العقليات والوجدان، وفي هذه المؤسسات تتجسد الصلة بين التراث والنهضة.

وأكد الدكتور سراج الدين أن المناخ الثقافي العام في المجتمع يفتقد ما كان موجودًا وقت النهضة من انفتاح وتسامح تجسد في نوع من الحوار المنفتح أنتج شخصيات كالإمام محمد عبده وسعد زغلول، وحركة وطنية قائمة على الوحدة بين المسلمين والأقباط، وكذلك منهج علمي عقلاني وإعلام وصحافة قيمة تعكس المستوى الثقافي الرفيع لرواد النهضة. وأضاف الدكتور الإمام أن التوهج الحضاري الإسلامي اتسم بالانفتاح على المواطنين بكافة طوائفهم حيث ساهم كل منهم في إحداث النهضة الإسلامية، فقد نشط المسيحيون في أعمال الترجمة إلى جانب علماء المسلمين الآخرين، وفي تجربتنا الحديثة كان الحديث دائمًا عن "الأمة الواحدة".

ورأى الدكتور غانم أن خلق هذه المناخ تقع مسئوليته على مؤسسات صناعة الوجدان العام إلى جانب مؤسسات التعليم. كما أشار إلى ضرورة الخروج من فلسفة التعبئة السياسية القائمة على واحدية الآراء والأفكار إلى التربية المدنية القائمة على التعدد والحوار الفكري. وأوضحت الدكتورة زينب أن قتامة الصورة الحالية لا تنفي وجود تغيرات وحراك في الاتجاه الإيجابي على مختلف المستويات، وهو المعنى الذي نوّه به الدكتور سراج الدين عند حديثه عن الإنجازات التي كان الشباب عمادها في مكتبة الإسكندرية،مؤكدًا أن ما يحتاجه الشباب في مصر هو تقديم الدعم لهم.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):


إعداد وتقديم : د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد : د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، بسمة نافع
مهندسو الأستوديو : محمد زايد، أحمد قلشاني
علاقات عامة : محمد مطش
مونتاج : عبد الله شركس
تصوير: محمد رضا
تصوير تقارير خارجية : محمد عبد الفتاح
متابعة مالية وإدارية : محمود عسكر، طارق بلال، مراد عبد العال
فنيين: إيهاب العمري، سامي المسماري، محمد السيسي، رامي رمضان، عمرو المهدي، سعد السايس
منتج منفذ : أستوديو مكتبة الإسكندرية
 


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام :ناديه حليم
منتج: أحمد طه
إخراج :أحمد ماهر
مهندسو الاستوديو : احمد مصطفي، أسامة قطب
مدير تصوير : وائل خلف
مشرف إضاءة: احمد ضاحي
كرين :مصطفي البيس
تصوير: إسلام المهدي ،أحمد ممدوح
مخرج منفذ : شريف عبد الرحمن
مساعد مخرج :مني مجدي
جرافيكس: AROMA
موسيقي التتر : هشام نزيه
مدير الإنتاج : عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج : حماده حنفي
مساعدو الإنتاج : محمد إبراهيم ، أحمد جعفر ، سامي سمير
مونتاج الكتروني : احمد عبد الغني
صوت : أحمد البنا
وحدة تحكم تصوير:تيمور فاروق
مسجل فيديو :سعيد شحاته
فريق الإضاءة : عاطف عبد السلام ، محمود بدوي، شريف عبد المعطي ،علاء الجمل، مصطفي عبد الحميد
فنيو كرين :طاهر عز الدين