دور المثقف - الجزء الأول

2010 04 30

ضيوف الحلقة:
الدكتورة آمال قرامي  |  الدكتور محمد الحداد



 

بدأت الحلقة بالتساؤل عن ماهية المثقف ودوره، حيث شرحت الدكتورة آمال قرامي أنه في بعض الأحيان يتم إلقاء كافة الأعباء على المثقف، مع تغييب دور المواطن الفرد ودور المؤسسات الكبرى أيضًا. وأوضحت أيضًا أن المثقف صاحب موقف قبل أن يكون صاحب رؤية، متزودًا بزاد فكري كبير يسمح له بتناول كثير من القضايا العملية والفكرية. بينما أشار الدكتور محمد الحداد إلى حداثة مفهوم "المثقف" في الثقافة العربية بمعناها الحديث، وأكد على ارتباط المفهوم بنشأة المجتمعات الحديثة، مشيرًا إلى الأزمات المرتبطة بعمل المثقف بسبب حداثة المصطلح وأزمات المجتمعات العربية أيضًا.

كما نوّه الدكتور إسماعيل سراج الدين بأهمية التصور الذي طرحه المثقف والناقد إدوارد سعيد في كتابه عن دور المثقف، حيث اقترح أن المثقف لا يدافع عن الإيديولوجيات القائمة بل يسائلها، ويطرح الأسئلة من منطق الناقد لمجتمعه. وهنا تناولت المناقشة قضية استقلال المثقف وتبعيته للأنظمة الحاكمة، فأكدت الدكتورة آمال على حتمية أن يترك المثقف مساحة بينه وبين السلطة بما يحمي استقلاليته عنها ويمنحه القدرة على استشراف المستقبل ورؤية أزمات مجتمعه ومساءلة السلطة والذات. وهذا ما أيّده الدكتور الحداد مشددًا على أن الدولة ليست الجهة الوحيدة لاستقطاب المثقف، فهناك العادات والتقاليد ومؤسسات الأعمال.

بعد ذلك ضرب الدكتور سراج الدين مثالين لمثقفيْن فرنسييْن أوروبييْن كبيريْن، هما سارتر وآرو، فأولهما كان يساريًّا دون أن يميل لنقد اليسار والشيوعية، بينما كان آرو أكثر ميلاً لنقد إيديولوجيته، وهذا ما جعل موقفه ونقده أقوى وأثبت من مواقف سارتر، رغم أن سارتر استحوذ على شهرة أكبر باعتباره نموذجًا للمثقف. وقد أوضحت الدكتورة آمال أن المجتمعات تختلف في رؤيتها لمثقفيها، كما تتدخل المصالح والتحالفات في تحديد مدى شهرة المثقفين وتصنيفهم. وضرب الدكتور سراج الدين مثلاً آخر للمثقف الملتزم هو أندريه مالرو الذي كان أديبًا ومثقفًا ملتزمًا يحارب في إسبانيا ويزور الصين ويقاوم الاحتلال النازي، ثم انتقده زملاؤه بعد مشاركته في حكومة ديجول لأنه فقد دوره النقدي، رغم أنه رأى إمكانية إفادة وطنه وثقافته من خلال منصبه.

وحول هذه القضية اعترف الدكتور الحداد بتغير أدوار المثقفين ومدى الاعتراف بهم من وقت لآخر، وأفاد بأن مشكلة المثقف العربي الآن هي عدم الاعتراف بدوره حتى الآن، خلافًا للنماذج الأوروبية التي كانت تمنح المثقف زمام القيادة. ومع ذلك هناك خلاف حول العلاقة المعقدة بين المثقف والسلطة من خلال نموذج مالرو الذي اختُلف حول نجاحه كمثقف في أداء دور سياسي حين عمل وزيرًا للثقافة في حكومة ديجول. بينما أشارت الدكتورة آمال إلى أهمية ترك مسافة ما بين الموظف ومجتمعه ليتمكن من أداء دوره، وحكت عن تجربة إدوارد سعيد حين تم تصويره أثناء مشاركته في مظاهرة مع أطفال الحجارة، فقاد بعض النقاد الأمريكيين حملة لمهاجمته.

بعد ذلك طرح الدكتور سراج الدين مشكلة السلطة التي تمثلها المؤسسات الدينية أو المؤسسات التي تعتبر نفسها دينية، خاصة في المجتمعات الإسلامية، فاتفق المتحدثون على أن السلطة التي تفرضها العادات والتقاليد والمعتقدات الموروثة تمثل سلطة قوية ينبغي على المثقف اتخاذ موقف نقدي منها، وهذا ما يلقي عليه عبئًا ثقيلاً.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم :د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد :د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، بسمة نافع
مهندسو الأستوديو : أحمد مصطفي، أسامة قطب، محمد زايد، أحمد قلشاني
علاقات عامة: محمد مطش
تعليق صوتي: دينا أبو العلا
مونتاج: عبد الله شركس، أحمد قدري
تصوير: محمد رضا، محمد مشعل، وليد احمد
صوت : إيهاب العمري
متابعة مالية وإدارية : محمود عسكر، طارق بلال، مراد عبد العال
فنيو كرين : سامي المسماري، محمد السيسي
فنيو الأستوديو : رامي رمضان، أحمد شوقي، محمود عبد الله، سعد السايس
إشراف : أستوديو مكتبة الإسكندرية، د/ خالد عزب، دينا ابو العلا
منتج منفذ: أستوديو مكتبة الإسكندرية
 


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام : ناديه حليم
منتج: أحمد طه
إخراج : أحمد ماهر
مهندسو الأستوديو: محمد زايد ،أحمد قلشاني
مدير تصوير: وائل خلف
مشرف إضاءة: أحمد ضاحي
كرين :مصطفي البيس، وائل حتاته
تصوير: إسلام المهدي، أحمد ممدوح
مخرج منفذ : شريف عبد الرحمن
مساعد مخرج : مني مجدي
جرافيكس :AROMA
موسيقي التتر : هشام نزيه
مدير الإنتاج : عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج : حماده حنفي
مساعدو الإنتاج : محمد إبراهيم، أحمد جعفر، سامي سمير
مونتاج الكتروني : أحمد عبد الغني
صوت : أحمد البنا
وحدة تحكم تصوير: تيمور فاروق
مسجل فيديو :سعيد شحاته
فريق الإضاءة : عاطف عبد السلام، محمود بدوي، شريف عبد المعطي، علاء الجمل، مصطفي عبد الحميد
فنيو كرين : طاهر عز الدين