العمارة الإسلامية - الجزء الثاني

2009 10 16

ضيوف الحلقة:
الدكتور محمد حمزة  |  الدكتور محمد حسام الدين إسماعيل



 

ركز النقاش على العمارة الإسلامية الدينية وعلى رأسها عمارة المساجد. وتساءل الدكتور إسماعيل سراج الدين في البداية عن فترات التغريب المعماري في مصر، في عهد محمد علي وإسماعيل حيث ساد النقل عن الغرب. ورأى الدكتور محمد حسام الدين أن هذا التغريب كان نتيجة لتراجع الحضارة الإسلامية وصعود الحضارة الغربية.

وأوضح الدكتور حمزة أن الغرب تعلم كثيرًا من العمارة الإسلامية، وكانت معابر انتقالها إلى الغرب كثيرة ومنها صقلية والأندلس التي صانت التراث الأندلسي المعماري ونقلته إلى العالم الجديد، وإلى إيطاليا ومنها إلى أوروبا. وقد وجدت كتابات عربية منقوشة على جدران بعض الكنائس، وكذلك تأثر المعمار الكنسي بالعقود العربية، وتأثر الملوك الأوروبيون بتقاليد الملكية العربية وألقابها، وقد وُجد في ألمانيا قصر يحاكي قصور الحمراء في غرناطة. وأضاف الدكتور حسام أن المهندسين الإيطاليين الذين استقدمهم محمد علي وإسماعيل كانوا قبل مجيئهم إلى مصر يقومون بزيارة الآثار العربية في إسبانيا للتعلم منها، والتعرف على الذوق الإسلامي العمراني.

وأشار الدكتور سراج الدين إلى أن عمارة المساجد اتسمت بالتعددية بسبب تنوع الاحتياجات المحلية والبيئية، وقد مرت هذه العمارة بثلاث مراحل، بدأت الأولى ببناء المسجد النبوي وقوامه الأروقة ثم أضيفت إليها القباب والمآذن، واتسمت الثانية بسيادة الإيوانات الأربعة التي ظهرت في عمارة المساجد المملوكية، والأخيرة كان قوامها المصلى المغطى بقبة رئيسية وقباب مساندة ومآذن رشيقة وهو الطراز العثماني الذي طوره "معمار سنان". وأوضح الدكتور حمزة أن عمارة المساجد قد أنتجت أربعة طرز، الطراز الأول هو الطراز النبوي أو العربي، ثم الطراز الإيواني أو السني وارتبط بظهور المدارس الفقهية، والطراز الجامع بين الأروقة والإيوانات وهو الطراز المنتشر في الهند وفارس. أما الطراز التركي العثماني ورائده سنان فهو التطور الأخير، وقد أبدع سنان 500 بناء ومسجد في مختلف أنحاء الإمبراطورية العثمانية.

وعن تجارب التجديد المعاصر في عمارة المساجد، أشار الدكتور سراج الدين إلى عمارة مسجد مدينة سولو واستمرارية العمارة الأندونيسية المحلية في تصميمه حيث البناء فى الاتجاهات الأربعة، وكذلك عمارة مسجد البرلمان التركي المعتمدة على لغة معمارية بسيطة ومعاصرة بلا قبة ولا مئذنة، وبمحراب زجاجي يطل على الطبيعة. وتساءل عن افتقاد المجتمعات الإسلامية المعاصرة للقدرة على التجديد والانفتاح الذي تميزت به سابقًا. فهناك خوف سائد من التجديد ومن التعامل مع معطيات العصر الجديد؛ مما يجعل هذه المجتمعات مقيدة وخائفة من الانطلاق على عكس المسلمين الأوائل الذين طبقوا الأمر الإلهي بالسير في مناكب الأرض.

وذكر الدكتور سراج الدين أن الجاليات الإسلامية في الغرب تعكس تخوف المجتمعات الإسلامية من التجديد، فبدلاً من أن تبدع طرازًا معماريًّا جديدًا يتناسب وموقعها في بيئات جديدة، قاموا بنقل إكليشيهات معمارية من مجتمعاتهم الأصلية وزرعها في البيئة الغربية؛ فمسجد واشنطن المركزي هو نسخة كربونية من مبنى وزارة الأوقاف المصرية. وأوضح الدكتور حسام أن المجتمعات الإسلامية تمر بحالة من الركود، فهناك تيمات معمارية تتكرر في كل المناطق، وبعض المساجد الكبرى التي تم بناؤها في مصر كانت تجميعًا لطُرُز متباينة بما يفتقد عنصر الإبداع والتجديد.

واختتم الدكتور سراج الدين الحلقة بالإشارة إلى نموذج البساطة والإبداع الذي تجسده واجهة مسجد القرنة من تصميم شيخ المعماريين حسن فتحي، وطالب بأن يتأمل كل مسلم في عمارة المساجد وبنيتها باعتبارها تجسيدًا لقدرة المجتمع على الإبداع إلى جانب كونها مراكز عبادة روحية.

 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، بسمة نافع
مهندسو الاستوديو: محمد زايد، أحمد القلشاني
علاقات عامة: محمد مطش
مونتاج: محمد صلاح
تصوير: محمد رضا
تصوير تقارير خارجية: محمد عبد الفتاح
متابعة مالية وإدارية: محمود عسكر ، طارق بلال ، مراد عبد العال
فنيين: أيهاب العمري، سامي المسماري، محمد السيسي ، رامي رمضان ، عمرو مهدي ، سعد السايس
منتج منفذ: استوديو مكتبة الإسكندرية


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: نادية حليم
منتج: أحمد طه
مهندسو الاستوديو: أحمد مصطفى، أسامة قطب
مدير تصوير: جوزيف لويس
مشرف إضاءة: سامي أبو سريع
كرين: ماجد عرفات
تصوير: إسلام المهدي، أحمد ممدوح، محمد رضا
مخرج منفذ: شريف عبد الرحمن
مساعد مخرج: منى مجدي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مدير الإنتاج: عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج: حماده حنفي
مساعدو الإنتاج: محمد إبراهيم، أحمد جعفر، سامي سمير
مونتاج إلكتروني: أحمد عبد الغني
صوت: أحمد البنا
وحدة تحكم تصوير: تيمور فاروق
مسجل فيديو :سعيد شحاته
فنيون: وائل حتاه
إخراج: أحمد ماهر