الثورة الفرنسية - الجزء الثاني

2010 06 04

ضيوف الحلقة:
الأستاذة نهى عمر



 

استهل الدكتور إسماعيل سراج الدين الحوار بسرد مختصر لأحداث الثورة الفرنسية في عهد الرعب الثوري واللجنة العظمى التي قادها روبسبيير ودونتان، وقال إن دموية هذه الفترة، رغم حقيقتها، تمت المبالغة بشأنها، لكونها حدثت في فرنسا عاصمة الحضارة والتنوير الأوروبي، ومع ذلك خلّفت هذه الفترة الدستور وإعلان حقوق الإنسان، وبدأ فيها تنظيم الجيش الفرنسي على أساس حديث بدلاً من الاعتماد على القوات التي يقودها النبلاء في كل مقاطعة. وقد استطاع الجيش الفرنسي الحديث أن يهزم أعداء الثورة في الخارج، بل وأن يتوسع ويكوّن الإمبراطورية.

وأضافت الأستاذة نهى عمر أن الثورة الفرنسية وحّدت فرنسا على أساس مفاهيم الدولة المركزية الحديثة، بعد أن كانت مقسمة إلى مقاطعات لكل منها نظام حكمها الإقطاعي، بقيادة ماركيز أو دوق أو برنس، دون أن يوحّدها قانون موحّد في إطار دولة مركزية. وأوضح الدكتور سراج الدين أن فرنسا بالفعل كانت أكبر قوة أوروبية في عهد لويس الرابع عشر، ولكن مع فساد واستهتار خلفائه تدهورت أحوالها، ثم عادت لتتسيّد المسرح الأوروبي مع الثورة الجمهورية.

وأضاف الدكتور سراج الدين أن الجمهورية الفرنسية صنعت أدوات استغلها نابليون، ورأت الأستاذة نهى أنه ابن الثورة الذي خانها، والفرنسي الذي صنعته الثورة، وأثناء خدمته في الجيش استغل الحس الفرنسي المرهف تجاه الوطنية والجمهورية، وحظي بشعبية جارفة في صفوف الجيش. كما أكد الدكتور سراج الدين أنه شخصية فارقة في التاريخ الإنساني، فقد كان له كاريزما عالية، وقدرة جبارة على التنظيم، وشجاعة أهّلته لأنْ يكون جنرالاً وهو صغير، وقد رتب مع أخيه لوسيان العضو في الجمعية الوطنية خطواته ليحكم فرنسا، وأخذ يراقب الفرص.

ثم جاءت أول الفرص مع الاضطرابات الناتجة عن سياسات حكومة الديركتوار التي خلفت حكومة اللجنة العظمى، حيث بدأ الفساد يستشري فيها، وبدأ الناس يشعرون بالقطيعة بينهم وبين السلطة، ولم ير نابليون في هذه الاضطرابات فرصته، رغم أنه برز كقائد سياسي، فابتعد إلى إيطاليا حيث أعاد تنظيم الجيش هناك وحقق انتصارات أقلقت قادة السلطة.

ومع عودته إلى باريس اقترح على الحكومة القيام بحملة على مصر، وهو ما بدا مغامرة وتحديًا خاصة مع حصار بريطانيا البحري لفرنسا، وعدم وجود تمويل، لكنه قبل التحدي وجهز الجيش في 74 يومًا، ونجح في الاستيلاء على مالطة ووصل إلى مصر وانتصر على المماليك. وأوضحت الأستاذة نهى أن نابليون أقنع جنوده في البداية بضرورة غزو مصر، ثم أقنع الديركتوار بالأهداف الاستراتيجية للحملة، وجعل جيشه يؤمن بأنه يجسد مستقبل فرنسا. وبالفعل عاد إلى فرنسا برسالة من أخيه لوسيان، تاركًا الحملة في مصر. وقام بانقلاب ضد الحكومة عام 1799، وعين نفسه قنصلاً أول، وأصبح الحاكم الفعلي لفرنسا.

وذكر الدكتور سراج الدين أن الدموية والحزم والصرامة والسرعة في اتخاذ القرار كانت صفات لصيقة بنابليون الذي حكم فرنسا حكمًا مطلقًا حين بلغ 29 عامًا. وقام في حكمه بالعديد من الإصلاحات التي شكلت بالفعل فرنسا الحديثة وخلد اسمه بها، فأنشأ البنك المركزي، وأقام نظام المحافظات، والتعليم الموحد "الليسيه الفرنسي"، وحوّل اللوفر إلى متحف، وأهم إنجازاته توحيد القانون الفرنسي وإصدار القانون المدني الموحد على أساس المواطنة والمساواة والمحاسبة. وفي عام 1804 توج نفسه إمبراطورًا وتوج زوجته جوزفين في حضور البابا.

واختتم الدكتور سراج الدين النقاش بقوله إن الثورة الفرنسية تمثل، كغيرها من أحداث الإنسانية الكبرى، عملة ثمينة لها وجهان، أحدهما وجه مشرق تنويري مبشر بأفكار الحرية والإخاء والمساواة، والآخر دموي متسلط، ولا يمكننا تناول أحد الوجهين دون الآخر، مع الاعتراف بأن هذه الثورة أعطت دفعة كبيرة للتنوير والدولة الحديثة في العالم كله.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم : د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد : د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، بسمة نافع، أمنية خليل
مهندسو الأستوديو: محمد زايد، أحمد قلشاني
علاقات عامة : محمد مطش
تعليق صوتي : دينا أبو العلا
مونتاج : أحمد قدري
مديرو تصوير : محمد رضا، محمد مشعل، وليد أحمد
صوت : إيهاب العمري
متابعة إدارية ومالية : محمود عسكر، طارق بلال، مراد عبد العال
فنيو كرين : سامي المسماري، محمد السيسي
فنيو الأستوديو : رامي رمضان، أحمد شوقي، محمود عبد الله، سعد السايس
إشراف: أستوديو مكتبة الإسكندرية، د/ خالد عزب، دينا أبو العلا
منتج منفذ : أستوديو مكتبة الإسكندرية
 


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام : ناديه حليم
منتج : أحمد طه
إخراج : أحمد ماهر
مهندسو الأستوديو : أحمد مصطفي، أسامة قطب
كرين : وائل حتاته
مخرج منفذ : شريف عبد الرحمن
جرافيكس :AROMA
موسيقي التتر : هشام نزيه
مدير الإنتاج : عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج : حماده حنفي
مساعدو الإنتاج : محمد إبراهيم، أحمد جعفر، سامي سمير
مونتاج إلكتروني : أحمد عبد الغني