المخطوطات - الجزء الثاني

2010 08 06

ضيوف الحلقة:
الدكتور يوسف زيدان



 

كانت الترجمة في القرن التاسع الميلادي هي مفتتح النقاش، فذكر الدكتور إسماعيل سراج الدين أن الباحثين يختلفون حول تحديد الأكثر أهمية في حركة الترجمة العلمية إلى اللغة العربية؛ فهناك من ينسب الأثر الأكبر للمأمون، وهناك من ينسبه للمتوكل. لكن الدكتور يوسف زيدان رأى أن خالد بن يزيد أكثر أهمية من أيهما، فهو أسبق منهما، وهو أول من أنفق على الترجمة وفتح هذا الباب لأنه كان مشغولاً بعلم الكيمياء وتحويل المعادن إلى ذهب، فبدأ يبحث عن المترجمين وينفق على الترجمة، بينما كانت أسباب اهتمام المتوكل والمأمون سياسية بالأساس، فقد استهدفا جعل العقل العربي أكثر عقلانية، ففتحا روافد فكرية على الثقافات الأخرى.

ثم تحدث الدكتور سراج الدين عن ترجمة المخطوطات وعن مدى دقتها وعن الشروح والتعليقات على هوامش المخطوطات. ورأى الدكتور زيدان أن الترجمة هي جسر يصل بين عقليتين ومرحلتين زمنيتين مختلفتين، وينقل محتويات ثقافية مهمة؛ فكتاب كليلة ودمنة مثلاً وضعه ابن المقفع في عصر اضطراب سياسي ونسبه للحكيم بيدبا، لكننا لا نجد في التراث الهندي هذا العمل، بل نجد بعض الحكايات المتناثرة، وكذلك الأمر في ألف ليلة وليلة.

بعد ذلك تساءل الدكتور سراج الدين عن أهمية المخطوطات الألفية، وهي المخطوطات التي مر عليها ما يناهز الألف عام، وقد خصصت مكتبة الإسكندرية مؤتمرًا لدراستها، وقد اتفق الدكتور زيدان معه على أهميتها باعتبارها عملاً فكريًّا ينتمي لهذه الثقافة منذ ألف عام، والأهم من ذلك أن هذه المخطوطات - وعددها حوالي 320 مخطوطة - تدل على حالة العقل العربي والتدين العربي منذ ألف سنة، فمن هذه المخطوطات مثلاً أقدم إنجيل عربي، كان موجودًا في دير سانت كاترين بمصر؛ مما يشهد باستمرار الحياة الدينية في هذا الدير طيلة هذه المدة.

أما المخطوطات الشارحة فهي المخطوطات التي تحتوي على شروح. وقد ذكر الدكتور زيدان أن المؤتمر الذي خصصه مركز المخطوطات للمخطوطات الشارحة كان مشغولاً بتقييم هذه الشروح، وأثبتت معظم بحوثه أن الشروح أحيانًا تكون أهم من المتن الذي تشرحه. واستشهد الدكتور زيدان بفصول أبقراط التي تعد حِكمًا طبيةً، لكن الأطباء الذين شرحوها استعانوا في شروحهم بخبراتهم ومعارفهم التي اكتسبوها خلال حياتهم العلمية. كما أن الشروح هي التي تضيف البعد الزمني لتوالي الأجيال وتطور العلوم الإنسانية، لأن الأصل ثابت لا يتغير بينما تتطور شروح العلماء بتطور المعرفة الإنسانية عبر الزمن.

بعد ذلك شرح الدكتور زيدان فكرة المخطوطات المطوية التي تم طيها ونسيانها، موضحًا أن المؤلف الواحد أحيانًا يكون أحد كتبه رائجًا محظوظًا، بينما لا تروج كتب أخرى له وإن كانت أهم. وضرب مثلاً بابن سينا الذي اشتهرت كتبه الفلسفية أكثر من كتابه "القانون في الطب" رغم أنه أهم منها. كما أن له "رسائل الحكمة المشرقية" ومنها حي بن يقظان في صياغتها الأساسية ورسالة العشق، وهذه الأعمال طُوِيت ونُسِيت رغم أنه اعترف بأنها أهم من مؤلفات أخرى له. وأحيانًا أخرى نجد عالمًا مثل ابن النفيس يسرد بشكل عابر خلال أحد شروحه بحثًا رائدًا عن الحرارة، فلا يلتفت إليه المؤرخون رغم ريادته وسبقه لأفكار بيكون عن الحرارة.

وأخيرًا تحدث الدكتور زيدان عن جماليات المخطوطات، وأكّد غياب جماليات التراث العربي عن أذهان المؤرخين والباحثين؛ فمؤرخو الفن التشكيلي مثلاً لا يلتفتون لمنمنمات ولوحات بهزاد وتمراز التي كانت أيضًا تهدف للشرح والإيضاح بشكل جمالي رفيع، ومن الأنواع الفنية المنسية أيضًا: "الطغراء" وهي التشكيل الفني الزخرفي لمدخل المخطوطة.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم :د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد :د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، بسمة نافع، أمنية خليل
مهندسو الاستوديو : محمد زايد، أحمد القلشاني
علاقات عامة : محمد مطش
تعليق صوتي :دينا أبو العلا
مونتاج : أحمد قدري
مديرو تصوير :محمد رضا، محمد مشعل، وليد أحمد
صوت : إيهاب العمري
متابعة إدارية ومالية : محمود عسكر، طارق بلال، مراد عبد العال
فنيو كرين : سامي المسماري، محمد السيسي
فنيو الأستوديو : رامي رمضان، أحمد شوقي، محمود عبد الله، سعد السايس
إشراف : أستوديو مكتبة الإسكندرية، د/ خالد عزب، دينا ابو العلا
منتج منفذ : أستوديو مكتبة الإسكندرية

 


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام : ناديه حليم
منتج: أحمد طه
إخراج : أحمد ماهر
مهندسو الأستوديو : أحمد مصطفى، أسامة قطب
كرين : وائل حتاته
مخرج منفذ : شريف عبد الرحمن
جرافيكس :AROMA
موسيقى التتر : هشام نزيه
مدير الإنتاج : عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج : حماده حنفي
مساعدو الإنتاج : محمد إبراهيم، أحمد جعفر، سامي سمير