إفريقيا - الجزء الأول

2008 01 12

ضيوف الحلقة:
السفيرة هاجر الإسلامبولي  |  الدكتورة إجلال رأفت  |  الدكتور أحمد يوسف القرعي



 

بدأت الحلقة بعرض شامل عن قارة إفريقيا من النواحي الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية، ثم عرض لمشكلات القارة وأزماتها، التي ترتبط في رأي الدكتور أحمد القرعي بالعولمة وما تتطلبه من إعادة ترتيب البيت الإفريقي من الداخل؛ سواء على مستوى كل دولة على حدة أم على مستوى البيت الإفريقي الكبير، وهو منظمة الوحدة الإفريقية. والحقيقة أن الدول الإفريقية قد استجابت لذلك بإنشاء اتحاد إفريقي جديد وفق ميثاق جديد، ولأول مرة تم تطعيمه باتحادات شعبية من البرلمانات ومنظمات المجتمع المدني. ولكن يبدو أن هذه الاستجابة على المستوى القاري لم يكن لها صدى مؤثر على مستوى الدول الإفريقية منفردة؛ لأننا نلاحظ أن الأزمات تكاثرت وتفاقمت، في ظل التدخل الأجنبي السافر في الشأن الإفريقي.

وقد أضافت الدكتورة إجلال رأفت أن الأزمات الداخلية لدول إفريقيا على المستوى الاقتصادي والاجتماعي هي الأساس الذي يُبنى عليه التدخل الخارجي. كما أن التعددية الثقافية والعِرقية في إفريقيا تشجع الدول الأجنبية الكبرى ذات المصالح والنفوذ على التدخل بما يحمي مصالحها على حساب المجتمع الإفريقي المحلي.

وأضاف الدكتور سراج الدين أن الدول الإفريقية جنوب الصحراء عانت من بعض المشكلات الخاصة مثل الرّق، فهناك حوالي عشرين مليون إفريقي اختُطِفوا في القرن التاسع عشر ليصبحوا عبيدًا في أمريكا الجنوبية، وأمريكا الشمالية بالأخص. تلت ذلك مرحلة الاستعمار الأوروبي لإفريقيا، وكانت الدولة الأوروبية الغازية تحتل منطقة على الساحل، ثم تتوغل في الداخل مسافة ما بشكل عشوائي وتعتبر أن هذا التوغل يمثل حدودها السياسية، والمشكلة أن تلك الحدود لم تكن تمثل أي تجانس جغرافي أو بشري أو عِرقي أو قَبَلي؛ فنحن نجد أشقاء يتوزعون على دول مختلفة.

وهنا أشارت الدكتورة إجلال إلى أن فترة حكم الرئيس الراحل جمال عبد الناصر كانت أكثر الفترات التي شهدت تفعيلاً وتأثيرًا للعلاقات المصرية الإفريقية، لأنها كانت فترة تحرر، وكانت مصر تساند وتموّل وتدعم الحركات التحررية الإفريقية. لكن بعد تحرر الدول الإفريقية جاءت مرحلة التنمية في هذه الدول؛ وهي المرحلة التي فشلت فيها مصر فشلاً ذريعًا، وبدأت تخسر رصيدها في التأثير الإفريقي. وأشار الدكتور سراج الدين إلى أن دولاً إفريقية كثيرة كانت تلجأ إلى مصر عندما كانت تكافح لتتحرر من الاستعمار، وكانت ضعيفة وهزيلة، لكنها بعد الاستقلال أصبحت أقوى واستغنت عن الدور المصري، بالإضافة إلى مشكلات مصر كدولة نامية لا تستطيع أن تساعد قارة بأكملها. وهذا يطرح جانبًا هامًّا للمشكلة يتعلق بتغيير منظور الرؤية بتغير طبيعة المشكلات والعلاقات بين الدول.

وردًّا على ذلك تحدثت السفيرة هاجر الإسلامبولي عن التدريب الذي كانت مصر تمنحه لكوادر وقيادات حركات التحرر الإفريقية، وهذه الكوادر شديدة الاعتزاز بمصر ودائمة الامتنان لدورها المجيد، لكن الآن أصبحت معظم كوادر السلطة من أجيال أصغر سنًّا لم تواكب هذه المرحلة؛ وبالتالي لا تدين لمصر بما دانت به الأجيال السابقة عليهم.

ثم تناول الضيوف دور الأزهر كمؤسسة مصرية تعمل على المستوى الإفريقي، حيث علّقت الدكتورة إجلال بأن أكثر المبعوثين الأزهريين من مصر إلى إفريقيا ينظرون للأمر باعتبارهم موظفين يؤدون فترة خدمتهم في إفريقيا، مع ندرة المبعوثين المصريين الذين يحملون معهم فكرة "المشروع" والرغبة في التأثير في الناس، فلا يفكر المبعوث في تدعيم علاقات مصر بالدول الإفريقية.

وفي ختام الحلقة طرح الدكتور سراج الدين قضية دارفور، فبعد أن انتهت الحرب التي استمرت عشرين عامًا بين شمال السودان وجنوبه، عادت مشكلة دارفور لتُفجّر الموقف من جديد، وقد أجابت الدكتورة إجلال بأن مشكلة دارفور قديمة تعود للأربعينيات حيث تأسست حركات احتجاجية اجتماعية للاعتراض على تهميش هذه المنطقة، وهذا ما يطرح مشكلة حول عروبة الأفارقة؛ فقد كانت القبائل المحتجة من الأفارقة غير العرب. وهذا ما أيدته السفيرة هاجر الإسلامبولي.

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، محمد مطش، محمد السيد، أيمن الشربيني


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: سوزان حسن
منتج: أحمد طه
قراءة تعليق: عزة مصطفى
مدير تصوير: أحمد المرسي
مشرف إضاءة: أمير زنيته
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه
منفذ ديكور: محمد نصر
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو 403
مهندسو الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات :محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد، خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
تمت أعمال المونتاج في CUBES:
مونتاج: محمد فتحي
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج :عادل عبد الحميد
منفذ إنتاج: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مخرج تقارير خارجية : ياسر نبيل
مساعد مخرج :عمرو ربيع
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج منفذ: هاني سمير
إخراج: يحيى ممتاز