اليابان - الجزء الأول

2007 12 15

ضيوف الحلقة:
الأستاذ هشام بدر  |  الدكتور عصام رياض حمزة  |  الأستاذ كمال جاب الله  |  الأستاذ تسوكاسا أويمورا



 

تركز النقاش في الحلقة حول الثقافة اليابانية ومعانيها المختلفة، فقد أشار الدكتور إسماعيل سراج الدين إلى أن "الازدواجية" تحكم النظرة العامة إلى الثقافة اليابانبة، فهناك المسرح الياباني التقليدي "الكابوكي"، وكذلك الخط الياباني "الشودو" والأزياء التقليدية "الكيمونو"، وإلى جانب هذه الفنون التقليدية المستمرة، هناك الثقافة المعاصرة المتجسدة في المعمار والتقدم الاقتصادي والتكنولوجي الباهر. وتقدم اليابان نموذجًا ناجحًا في الجمع بين التقليدية والمعاصرة وهو السؤال الذي ما زال مطروحًا في بلادنا، فلماذا لا نتعامل مع هذه الثقافة بنفس منهجنا مع الثقافة الغربية؟

وأجاب الدكتور عصام حمزة بأن التعامل المصري والعربي مع اليابان والشرق بصورة عامة جاء متأخرًا وبطيئًا، وسياسة الابتعاث العلمي في مصر توضح هذا الضآلة. وأضاف السفير هشام بدر أن الثقافة اليابانية ذات طبيعة خاصة، فالطبيعة تلعب دورًا كبيرًا في تشكيلها، والياباني يعيش ثقافته ومفرداتها المختلفة أثناء تفاعله مع الطبيعة، فهو ليس مجرد ممارس لفنون الشودو والكابوكي والنوه وحتى فن تقديم الشاي بل هو يعيش هذه الفنون. فجوهر هذه الثقافة مغاير تمامًا لجوهر الثقافة الغربية الحديثة.

وأشار الدكتور سراج الدين إلى أحد معاني الاختلاف الثقافي بين الشرق العربي واليابان بمعبد الإسيشراين، وهو أكبر مزار ديني يزوره سنويًّا ستة ملايين ياباني، وهو حديقة شاسعة تبلغ مساحتها 40 هكتارًا. فحين نبني مسجدًا أو كاتدرائية نستهدف أن يبقى هذا البناء أبد الدهر، أما معبد الإسيشراين فيتم هدمه وإعادة بنائه كل عشرين عامًا، وتستغل الأجزاء المفككة منه في مبان أخرى ملحقة بالمعبد، والأشجار التي تزرع فيه يتم استغلالها في البناء دوريًّا، وكذلك الأمر بالنسبة لعمال بناء المعبد، وكل هذه المعاني تجسد فكرة التواصل الروحي بين الأجيال والتجدد الثقافي.

كما أضاف أن اليابان نجحت فيما يشغلنا في بلادنا العربية من محاولة التوفيق بين الهوية والتراث والقيم الثقافية الأصيلة من ناحية، وعمليات التحديث والانفتاح من ناحية أخرى، وقد برهنت اليابان على نجاحها في هذا الصدد مرتين: الأولى في القرن التاسع عشر مع اصطدامها بالحضارة الغربية الغازية التي تجسدت في أسطول الكومودور بيري، ومرورها بمراحل الاضطراب ثم الدخول في عمليات التحديث والتطوير والإفادة من الغرب في كافة المجالات مع حقبة الإمبراطور ميجي، ووضع دستورها في نهاية القرن التاسع عشر، وخروجها إلى العالم بعد حروب مع الصين وروسيا في بداية القرن العشرين وبلوغها ذروة قوتها مع انتصارها على روسيا 1905، بحيث أصبحت قوة دولية عُظمى في أقل من نصف قرن.

أما المرة الثانية فكانت بعد هزيمتها وتدميرها في الحرب العالمية الثانية، حيث استطاعت الخروج من ركام الحرب ودمارها لتستعيد بناء قوتها وتصبح القوة الثانية في العالم تكنولوجيًّا واقتصاديًّا، دون أن يواكب ذلك لعب دور سياسي كبير على الساحة الدولية.

وعن تطور الكتابة اليابانية، أوضح الدكتور حمزة أن سبب تطورها أن اللغة اليابانية في البداية كانت منطوقة ولم تكن مكتوبة، واستعار اليابانيون الرموز الكتابية من الصين. ويتعلم الطالب الياباني من الابتدائية حتى الثانوية 1200 مقطع، وقد وجد اليابانيون أن المقاطع الصينية ليست مجرد رموز كتابية بل تعبر عن اعتقادات معينة، فاستعاروا منها مقاطع مبسطة لتعبر عن الاعتقادات والرموز اليابانية، وهو ما أسموه "الهاريجانا" وهي مكونة من 46 صوتًا يابانيًّا. وللتعبير عن الكلمات الأجنبية استعاروا نوعًا ثالثًا من المقاطع أسموه "الكاتاكانا".

وفي ختام الحلقة، أشار الدكتور سراج الدين إلى أن هناك صعوبات تتعلق بالتعرف على اليابان نظرًا لوجود قلة ممن يتحدثون لغتها، رغم أن بعض مظاهر هذه الثقافة وجدت انتشارًا سريعًا في العالم كله، كالسوشي، وهو طعام ياباني تقليدي انتشر في الولايات المتحدة وغيرها من بلدان العالم، وكذلك الأزياء اليابانية التقليدية "الكيمونو"، وكذلك الخط الياباني "الشودو".

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، محمد مطش، محمد السيد، أيمن الشربيني


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: سوزان حسن
منتج: أحمد طه
مدير تصوير: أحمد المرسي
مشرف إضاءة: أمير زنيته
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه
منفذ ديكور: محمد حسن
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو 403
مهندسو الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات :محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد، خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
Post production: GOOD NEWS، محمد فتحي
مساعد مونتاج: صلاح أبوسنه، سيد عبد الله
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج :عادل عبد الحميد
منفذ إنتاج: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مخرج تقارير خارجية :أحمد عبد الفتاح
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج منفذ: هاني سمير
إخراج: يحيى ممتاز