الثقافة العلمية

2010 06 30

ضيوف الحلقة:
الدكتورة منى مرعي  |  الدكتور عبد الهادي مصباح



 

استهل الدكتور سراج الدين النقاش بإعرابه عن تخوفات البعض من تزايد انتشار الخرافات في المجتمع، في الوقت الذي يشهد فيه العالم طفرات في المنهج العلمي واكتشافاته، وكأننا والعالم في وادييْن متباعديْن. وصدَّق الدكتور عبد الهادي مصباح على هذه التخوفات، وأكد أنه رغم وجود عدد كبير من الكتابات العلمية، لكنها لم تتحول إلى منهج في التفكير وفقًا لتعريف الثقافة العلمية التي تركز على تعلُّم كيفية حل المشكلات، وعدم السير وراء الخرافة.

وأضاف أن الطفرات العلمية التي يشهدها العالم على نحو متسارع تمس حياة الإنسان اليومية، وفي كل المجالات. وأوضحت الدكتورة منى مرعي، من خلال خبرتها العملية، أن الكثير من الطلاب كاره للدراسة العلمية، ولا يتعامل مع المادة العلمية إلا من منطلق الامتحان والدرجات. وأكدت على أن هذه القضايا يجب أن تدرس للجميع من أجل الحياة بصورة أفضل، ومن أجل خلق عقلية قادرة على حل المشاكل والتفكير العلمي، وإيجاد نشء قادر على الإبداع وخلق البدائل.

وأشار الدكتور سراج الدين إلى أن الطفرات العلمية تحدث وتتضاعف خلال أسابيع، وهو ما انعكس على نشر الأوراق العلمية التي يتسابق العلماء إلى نشرها. وعن الجهود المبذولة لخلق العقلية العلمية لدى شباب الباحثين، قالت الدكتورة منى إن هناك مجهودًا كبيرًا يبذل مع الباحثين لتدريبهم على الدقة في البحث وكيفية التفكير المنظم وإقامة الحوار البيني، وكيفية تطبيق الأفكار العلمية الجديدة. وأوضح الدكتور مصباح أن هناك نهمًا من قطاع عريض من الشباب لمعرفة الحقائق العلمية إذا ما عُرضت هذه الحقائق بشكل مبسط. وأكد على أن تقدم مصر مرهون بإيمان قيادتها بأهمية العلم.

وعن ذلك أيضًا شرح الدكتور سراج الدين أنه من الممتع أن يكون العلم رحلة استكشافية قوامها البحث والحث على التفكير، وهو ما لاحظه من خلال تجربة النشء في مكتبة الإسكندرية، حيث يقومون بإعادة الاكتشافات العلمية الكبرى كاكتشاف نيوتن لقوانين الجاذبية، واكتشاف إراتوستين لمحيط الأرض، ومثل هذه التجارب الاستكشافية تدفع الإنسان للتفكير والتأمل فيما حوله من ظواهر. وأكد الدكتور مصباح أن هذا المنهج التعليمي يقف على النقيض من واقع تعليم العلوم في مصر حيث تسود فكرة القولبة والإجابة النموذجية، التي تقتل الإبداع الذي يرتكز على طرح أفكار غير مسبوقة والإفادة من الأخطاء.

وفي سياق متصل، أكد الدكتور سراج الدين أن أغلب الابتكارات العلمية التي شهدها العالم قام بها الشباب، ويشهد على هذا ابتكارات أينشتين وهايزنبرج ونيوتن وواطسون. فالشباب، بطبعه، ذو قدرة على الإبداع والتجديد، والشباب المصري ليس أقل قدرة من شباب العالم، ولكن ينقصه تحقيق قفزات إبداعية في إطار علمي منهجي سليم. ورأت الدكتورة منى أن التعليم والظروف الاقتصادية التي يواجهها الشباب مسئولة عن هذا الإخفاق. كما أن المجتمع والبيت مسئولان عن تجاوز هذا الإخفاق والأخذ بيد المتميزين وتنمية مهاراتهم.

وأخيرًا ناقش الضيوف مدى تقبل السياق الاجتماعي والعلمي المؤسسي لنابغة مصري شاب، يماثل أينشتاين، من حيث القبول والرعاية. ورأت الدكتورة منى أن نسبة هذا التقبل ضعيفة مع الاقتناع بوجود شخصيات علمية قادرة على تبني النوابغ من الشباب وتكوين مدارس علمية بهم، واتفق معها الدكتور مصباح، لكنه أكّد ضعف هذا الاحتمال، بسبب اتجاه أساتذة الجامعات إلى توريث العلم والمناصب إلى أبنائهم، وضعف القيم الأخلاقية العلمية لدى البعض بما يسمح له بسرقة أبحاث الشباب أو السطو عليها.

كما أشار إلى أن شباب مكتبة الإسكندرية يمثلون مدرسة جديدة في البحث والثقافة العلمية. واختتم الدكتور سراج الدين الحلقة بتأكيده على أن الشباب قادر على الإبداع وصناعة المستقبل المشرق إذا وجد من يحتضنه ويشجعه، كما يحدث في المجتمعات الأخرى.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم : د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد : د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، بسمة نافع، أمنية خليل
مهندسو الأستوديو : محمد زايد، أحمد القلشاني
علاقات عامة : محمد مطش
تعليق صوتي :دينا أبو العلا
مونتاج : أحمد قدري
مديرو تصوير : محمد رضا، محمد مشعل، وليد أحمد
صوت : إيهاب العمري
متابعة إدارية ومالية : محمود عسكر، طارق بلال، مراد عبد العال
فنيو كرين : سامي المسماري، محمد السيسي
فنيو الاستوديو : رامي رمضان، أحمد شوقي، محمود عبد الله، سعد السايس
إشراف : أستوديو مكتبة الإسكندرية، د/ خالد عزب، دينا أبو العلا
منتج منفذ : أستوديو مكتبة الإسكندرية
 


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام :ناديه حليم
منتج: أحمد طه
إخراج :أحمد ماهر
مهندسو الأستوديو : أحمد مصطفى، أسامة قطب
كرين : وائل حتاته
مخرج منفذ : شريف عبد الرحمن
جرافيكس :AROMA
موسيقى التتر : هشام نزيه
مدير الإنتاج : عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج : حماده حنفي
مساعدو الإنتاج : محمد إبراهيم، أحمد جعفر، سامي سمير