من يكتب التاريخ - الجزء الأول

2010 02 19

ضيوف الحلقة:
الدكتور عمرو الشوبكي  |  الدكتورة زُبيدة عطا  |  الدكتور جمال حجر



 

بدأ الدكتور إسماعيل سراج الدين بتساؤل عن الحقيقة التاريخية ومن يحددها: الوثائق، أم الشهادات الشفهية. وأجاب الدكتور جمال حجر بأنه ينبغي التفريق بين الحقيقة التاريخية التي هي تعبير عن رؤية المؤرخ واعتقاده، والواقع التاريخي وهو خارج رأي المؤرخ. فالحقيقة التاريخية جزئية لأنها تعبير عن ذهنية المؤرخ. ورأت الدكتور زبيدة عطا أن الإنسان يجب ألا يكون عبدًا للوثيقة، فربما تكون ذات أغراض معينة، وكذلك الكتابات الشفهية.

وأشار الدكتور سراج الدين إلى اعتمادنا على الوثائق، أما الشهادات الشفهية، فدرجة التضارب بينها قد تكون أكبر. وأوضح الدكتور عمرو الشوبكي أن التفريق يجب أن يكون بين "الحقائق التاريخية" و"قراءات التاريخ"؛ فهناك وقائع حادثة، وهناك اجتهادات متعلقة بها يقدمها المؤرخون، والقراءة تتصل بها الاعتبارات السياسية ووجهات النظر وزوايا القراءة.

وأفادت الدكتورة زبيدة أن الخلط بين الذاتية والموضوعية قد يسبب مشكلات للمؤرخ الذي يجب أن يكوِّن رأيًا مدعومًا بالأدلة الوثائقية، ثم يقوم بصياغتها بأسلوبه ومنهجه عاكسًا ظروف عصره وثقافته. وأوضح الدكتور الشوبكي أن هذا هو ما يشكل حدود حركة المؤرخ. لكن الدكتور سراج الدين أكد أن الأحداث التاريخية الكبرى، كتقسيم فلسطين، تتكون عنها أفكار عامة، فهل يستطيع المؤرخون إحداث إضافات تغير من هذه التصورات العامة، وهو ما أكدته الدكتور زبيدة، فحركة المؤرخين الجدد مثلاً في إسرائيل نجحت في تغيير الكثير عن التصورات الراسخة فيها عن أحداث فلسطين 1948.

وفيما يتعلق بمصادر التأريخ، أوضح الدكتور حجر أنه لا يمكن الاعتماد على مصدر واحد، وكل مجموعة من الوثائق تمنحنا زاوية واحدة للقراءة، والباحث عليه أن يوفِّق بين هذه الزوايا، ويدرس التناقض بينها، لاستكمال الصورة، مع العلم بأن الوثائق بطبيعتها منحازة لأن كاتبوها بشر، ورغم أهميتها فهي ليست المصدر الوحيد للمعرفة. وتساءل الدكتور سراج الدين عن الشهادات الشفهية: هل يمكن توثيقها وأرشفتها؟ وأفاد الدكتور حجر أن دور المؤرخ حيال الشهادات كدور القاضي الذي يحكم في قضية ما، وعليه أن يلجأ إلى مصادر عديدة لمعرفة الحقيقة، وأن يقيم كل شهادة في ضوء تحيزات صاحبها وثقافته وأيديولوجيته.

وانتقل الدكتور سراج بالنقاش ليتناول أثر المتغيرات التكنولوجية المتمثلة في ثورة الاتصالات وطغيان الصورة على عملية التأريخ، وتساءل عن أثر هذه الثورة على دور المؤرخ في مواجهة دور الإعلاميين. ورأى الدكتور الشوبكي أنه منذ حرب الخليج الثانية أصبح العالم يرى الصورة الإعلامية التي تبثها الفضائيات، وهو ما أعطى ثقلاً كبيرًا للإعلام في عملية التأريخ. وأوضح الدكتور سراج الدين أن هذه الصورة ستكوّن مستقبلاً وثائق المستقبل، ولكنها تعطي صورة ناقصة ومغرِضة عن الواقع، ونوّه بنشأة اتجاه يدعو للتأريخ بالفيديو والأفلام الوثائقية. ورأى الدكتور حجر أن الصورة أو الفيديو لا تمثل سوى الجانب الظاهر من التاريخ، وهناك أحداث ووقائع خافية وراء الصورة، ودور المؤرخ أن يبرزها، ومن هنا تأتي أهمية عمق الكتابة والتحليل التاريخي.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم :د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد :د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، بسمة نافع
مهندسو الاستوديو محمد زايد، أحمد قلشاني
علاقات عامة : محمد مطش
تعليق صوتي :دينا أبو العلا
مونتاج :عبد الله شركس، أحمد قدري
تصوير: محمد مشعل، وليد احمد
صوت : إيهاب العمري
متابعة مالية وإدارية : محمود عسكر، طارق بلال، مراد عبد العال
فنيو كرين : سامي المسماري، محمد السيسي
فنيو الأستوديو : رامي رمضان، أحمد شوقي، محمود عبد الله، سعد السايس
إشراف :أستوديو مكتبة الإسكندرية ، د/ خالد عزب، دينا ابو العلا
منتج منفذ: أستوديو مكتبة الإسكندرية
 


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام :ناديه حليم
منتج: أحمد طه
إخراج :أحمد ماهر
مهندسو الأستوديو : أحمد مصطفي، أسامة قطب
مدير تصوير : وائل خلف
مشرف إضاءة: احمد ضاحي
كرين :مصطفي البيس، وائل حتاته
تصوير: إسلام المهدي، أحمد ممدوح، محمد رضا
مخرج منفذ : شريف عبد الرحمن
مساعد مخرج :مني مجدي
جرافيكس: AROMA
موسيقي التتر : هشام نزيه
مدير الإنتاج : عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج : حماده حنفي
مساعدو الإنتاج : محمد إبراهيم ، أحمد جعفر ، سامي سمير
مونتاج إلكتروني : احمد عبد الغني
صوت : أحمد البنا، إيهاب العمري
وحدة تحكم تصوير:تيمور فاروق
مسجل فيديو :سعيد شحاته
فريق الإضاءة : عاطف عبد السلام، محمود بدوي، شريف عبد المعطي، علاء الجمل، مصطفي عبد الحميد
فنيو كرين : طاهر عز الدين