المقالات

أشد الفيروسات فتكًا في التاريخ: السعار وحمى الضنك والجدري

شارك

ما الفيروس الذي نصنفه فيروسًا قاتلًا؟ هل الفيروس الذي ينتشر بسرعة كبيرة؟ والفيروس الذي يقضي على معظم المصابين به؟ الفيروسات كائنات دقيقة ليست على قيد الحياة؛ فهي لا تستطيع النمو أو التكاثر بنفسها، ولكنها تحتاج إلى خلية بشرية أو حيوانية لتتكاثر. 

السعار

ينتقل السعار من الحيوانات مثل الكلاب والخفافيش والقردة والثعالب. وللفيروس فترة حضانة متفاوتة تختلف حسب مكان العضة، وحين يصل للجهاز العصبي المركزي، فإنه ينتقل إلى المخ. على الرغم من أن الأعراض الأولية للسعار تكون بسيطة مثل الحمى والصداع، فإنه حينما يتمكن الفيروس من المصاب يصيبه بألم حاد وحركات عنيفة واكتئاب وهيجان لا يمكن السيطرة عليه وعدم القدرة على ابتلاع المياه. ويتسبب المرض بعد ذلك في الجنون والغيبوبة، ثم ينتهي بالوفاة.

على الرغم من شراسة الفيروس، فإن المرض الذي يتسبب فيه يمكن تفاديه كليًّا الآن إذا تم علاجه بمجموعة من اللقاحات. ولكن، إذا لم يتم علاج المريض مباشرة بعد التعرض للعض، يهاجم الفيروس الجهاز العصبي المركزي، مؤديًا في نهاية الأمر إلى الوفاة. لذلك فإذا أصبح السعار يومًا ما مرضًا ينتقل عن طريق الجو، فسوف يتحتم علينا أن نستعد لنهاية العالم على أيدي الأموات الأحياء المعروفين بالزومبي.

حمى الضنك

تنتقل عدوى حمى الضنك عن طريق البعوض. وقد ظهر هذا المرض منذ ما يقرب من ألفي عام في الفلبين وتايلاند. مؤخرًا، تسببت العولمة في ازدياد نسبة الإصابة بالحمى بأكثر من 30 مرة عن معدلاتها في ستينيات القرن الماضي؛ وهذا ما يضعه في مقدمة الأمراض الحديثة.

أعراض حمى الضنك هي ارتفاع في درجة الحرارة وصداع مزمن، وفي أسوأ الحالات يتسبب في نزيف. أحيانًا يطلق على حمى الضنك اسم «حمى كسر العظام»، وهو ما يعكس الألم الشديد الذي يشعر به المريض في العضلات والمفاصل. للقلة غير المحظوظة، يمكن أن يتطور المرض إلى «حمى ضنك شديدة» مع احتمالية الإصابة بحمى الضنك النزفية القاتلة ومتلازمة صدمة حمى الضنك. في نحو 5٪ من الحالات تكمن الخطورة في زيادة قابلية نفاذ الأوعية الدموية؛ الأمر الذي يؤدي إلى قيء الدم وتلف الأعضاء والصدمات.

الآن، تعد حمى الضنك من ضمن الأوبئة في 110 دول وتصيب أكثر من 500 مليون شخص سنويًّا متسببة في وفاة قرابة 20.000 شخص. لا يوجد مصل مضاد لحمى الضنك حتى الآن؛ ولكن هناك عدة تجارب لإنتاج أمصال قيد التطوير.

الجدري

في عام 1980، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنه تم القضاء على مرض الجدري حول العالم. ولكن، وإن كان فيروس الجدري قد انقرض، فإنه قد أشير إلى إمكانية أن يعاد تخليقه من الجينوم الفيروسي الرقمي وحقنه داخل قشرة فيروس جدري آخر قريب.

ظاهريًّا، يصيب الجدري الجسم بطفح جلدي صادم على شكل بثور مليئة بالسوائل. ويمكن أن تظهر البثور في الفم والحلق أيضًا، إلى جانب بعض المضاعفات بما في ذلك العمى. تعتمد نسبة الوفيات من جراء المرض بشكل كبير على المسار الذي يسلكه؛ حيث عادة ما يؤدي الجدري الخبيث والنزفي إلى الوفاة.

إن الجدري مرض شديد العدوى وخطير للغاية وله معدلات وفيات مرتفعة. فقد تسبب المرض في مقتل قرابة واحد من كلِّ ثلاثة أشخاص أصيبوا به، والناجون يعيشون بندوب عميقة لا تزول، وفي بعض الأحيان يصابون بالعمى. وتشير الإحصائيات إلى أن نصف سكان أستراليا الأصليين قد وافتهم المنية جرَّاء مرض الجدري خلال السنوات الأولى من الاحتلال البريطاني. وبالمثل، قضى المرض على كثير من سكان الولايات المتحدة الأمريكية الأصليين وسكان أمريكا الجنوبية.

*المقال منشور في مجلة كوكب العلم المطبوعة، عدد صيف 2017.

المراجع

livescience.com
mentalfloss.com
listamaze.com
thefactsite.com
newyorker.com
topyaps.com
news-medical.net

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية