المقالات

عدم تَخَلُّقُ الصوار الثَفَني

شارك

على الرغم من أن الاسم يبدو غريبًا، فإن «عدم تَخَلُّق الصوار الثَفَني» ليس اسم تعويذة سحرية من عالم هاري بوتر؛ بل هو حالة مرضية نادرة. وقبل أن نتناول هذه الحالة بالتفصيل، دعونا نفهم أولًا ما الصوار الثَفَني. هو مجموعة من الأعصاب تضم نحو 200 مليون محورٍ عصبي؛ وهو مسئول عن التواصل بين فصي المخ مثل نقل المعلومات الحسية والحركية.

اكتشف عالم وظائف الأعضاء الروسي فوسطنطين م. بيكوف أهمية  الصوار الثَفَني أول مرة في عشرينيات القرن العشرين؛ حيث قطع الصوار الثَفَني لمجموعة من الكلاب ودرس التأثير الناجم عن هذا. وقد سبق في ذلك روجر سبيري  الحائز جائزة نوبل وتلميذه رونالد مايرز اللذان عملا على نفس الموضوع في خمسينيات القرن العشرين. فقد أجريا اختبارات على القطط ولاحظا أنه عندما يكون الصوار الثَفَني مقطوعًا تتصرف القطط كأن لها مُخيْن. على سبيل المثال، إذا تعلم القط عمل رد فعل معين عندما تكون عينه اليمنى مفتوحة، فإنه لا يفعله عندما تكون العين اليسرى مفتحة. باختصار، المعلومات التي تصل إلى القط عندما تكون عينه اليمنى مفتوحة لم تنتقل إلى الفص الثاني للمخ. وقد استنتج العالمان أن المخ له نظامان مستقلان لمعالجة المعلومات.

في الحالات السابقة قطع العلماء الصوار الثَفَني متعمدين، ولكن هناك بعض الحالات التي يولد فيها الإنسان بجزء من الصوار الثَفَني أو بدونه تمامًا. وهذا يعود بنا مرة أخرى إلى عنوان المقال «عدم تَخَلُّق الصوار الثَفَني»، والمقصود به غياب ذلك العضو أو التكوُّن الجزئي له. دعونا نستعرض تأثير عدم تَخَلُّق الصوار الثَفَني في مرضاه.

يتنوع التأثير بين الإصابة بالنوبات، ومشكلات في التنسيق، وتأخر الوظائف الحركية لدى الأطفال مثل الجلوس والوقوف. بالإضافة إلى الإعاقة الجسدية، يواجه المصاب بعدم التَخَلُّق الكلي أو الجزئي بعض الصعوبات الاجتماعية. فيعجز المرضى عن رؤية وجهات نظر الآخرين، كما يواجهون مشاكل في فهم تعبيرات الوجه والتعبيرات الاصطلاحية.

ولكن، ما أسباب حدوث هذه الحالة النادرة؟ يحدث عدم تَخَلُّق الصوار الثَفَني قبل الولادة. وقد ينجم عدم تَخَلُّق هذا العضو الهام عن أسباب عديدة؛ مثل خلل الكرموسومات، والعدوى الفيروسية التي تنتقل من الأم إلى الجنين، والتعرض للسموم، ووجود الزوائد التي تؤثر في نمو المخ.

يمكن تشخيص عدم تَخَلُّق الصوار الثَفَني بسهولة عن طريق صور إشاعات الرنين المغناطيسي (MRI) أو الإشاعات فوق الصوتية عالية الدقة. وللأسف، ليس هناك علاج لاسترجاع الصوار الثَفَني. ولكن هناك علاجات مخصصة للأعراض مثل التحكم في النوبات وبرامج أخرى تساعد على تطوير الحديث.

إن المخ مملكة مليئة بالألغاز يتعامل معها العلماء بحرص شديد. وأومن أنهم مع الوقت سيكتشفون مزيدًا عن الصوار الثَفَني وعن الدور الذي يؤديه وعن كيفية علاج الأشخاص الذين يولدون من دونه.

المراجع

healthline.com
my.clevelandclinic.org
thoughtco.com
dictionary.com
clinanat.com
rarediseases.org
academic.oup.com
serendip.brynmawr.edu
childrensnational.org

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية