إن تغيير خواص الهواء لهو صنيعة أيدينا نحن؛ فلقد أخل الإنسان بطبيعة الغلاف الجوي للأرض بشدة عن طريق انبعاثات غازات الصوبة الزجاجية والملوثات. وعلى الرغم من أن المجتمعات السياسية-الاقتصادية قد فشلت – أو اختارت أن تفشل – في وضع نهاية لهذه المشكلة المُلِحَّة منذ العقود الاخيرة للقرن الثامن عشر وحتى يومنا هذا، فإن المجتمعات العلميَّة الصديقة للبيئة قد أتت بحلول نانو-تكنولوجيَّة.
وهناك طريقتان رئيسيتان لمعالجة ملوثات الهواء باستخدام تكنولوجيا النانو؛ هما المساعدات المحفِّزة النانويَّة، والأغشية نانويَّة البنية. ولنفهم كيف تعمل المساعدات المحفِّزة النانويَّة، علينا أولاً أن نعرف ماهيَّة المساعدات المحفزة. فالمساعد المحفز جهاز يقوم بتحويل المواد الكيميائية السامة التي تنتجها المحركات إلى أخرى أقل سميَّة؛ لذلك فإن المساعدات هي الحائل الوحيد بين مجتمع يعتمد على المحركات وبين الملوثات السامة التي تنتجها تلك المحركات.
وللمساعدات المحفزة النانويَّة مساحة سطحية أكبر من مثيلاتها المصنوعة من جزئيات أكبر، مما يتيح فرصة لكمٍّ أكبر من الكيماويات أن تتفاعل مع المساعد، ومن ثم يعمل بكفاءة أكبر. فمن شأن تسريع وتيرة التفاعلات الكيميائية المسئولة عن تحويل أبخرة السيارات والمصانع الضارة إلى غازات آمنة أن يُسدي الغلاف الجوي للأرض وإيانا خدمة جليلة.
أما الأغشية نانويَّة البنية فهي مصممة لحبس انبعاثات غازات الصوبة الزجاجية التي تنطلق من أعمال التعدين، ومن محطات توليد الطاقة، والمصانع. ولتلك الأغشية المُرشِّحة مسام نانويَّة صغيرة تمكّنها من فصل جزيئات الميثان أو ثاني أكسيد الكربون عن الانبعاثات المُنطلقة. ولقد صرح جون زهو، الباحث بجامعة كوينزلاند، أن تلك الأغشية قادرة على حبس الغازات مائة مرة أكثر من مثيلاتها التقليدية.
والتحدي الذي واجهته تلك التقنية في يومٍ من الأيام كان كيفية التخلص من المواد المُرشَّحة؛ إلا أن العلماء قد وجدوا طريقة لإعادة تدوير تلك المواد ليتم استخدامها في تصنيع الأغشية ذاتها؛ أي أنهم قد حولوا المخلفات المرشَّحة إلى مُرشِّحات.
المراجع
nanotech-now.com
dujs.dartmouth.edu
understandingnano.com