رفيق الأطفال الجديد: الروبوت القارئ!

شارك

لا شك أن الوثبات التكنولوجية قد أصبحت باهرة وتخطت كل الحدود. وبالرغم من أن بعض التكنولوجيات الحديثة قد تكون كارثية، فإن بعضها الآخر يقدم حلولًا للبشرية. يُعدُّ الإلهاء الناجم عن انتشار قنوات التواصل الاجتماعي أحد التأثيرات الأكثر سلبية للتكنولوجيا الحديثة؛ فأصبح من الصعب جدًّا أن يجلس الأطفال برفقة كتاب وينهمكون في قراءته. ما الذي قد يشجع الأطفال على القراءة مرة أخرى إذًا؟ لربما كان الحل روبوتًا قارئًا!

فقد أشارت دراسة جديدة أجريت في جامعة ويسكونسين ماديسون إلى فوائد الروبوتات التي تُعلِّم الأطفال القراءة؛ حيث أظهرت أنه عند تقديم الروبوت «ميني» (Minnie) - وهو روبوت تعليمي مرافق - لطلاب المرحلة الإعدادية، ظلوا متحمسين للقراءة لفترة تعدت الأسبوعين، وأصبحوا أكثر ارتباطًا بالقراءة وبالروبوت نفسه. 

التعلم الاجتماعي

بمصاحبة رفيق، يصبح الأطفال أكثر تحمسًا للتعلم، وينخرطون فيه بشكل أعمق. وقد أظهرت دراسة سابقة أن الطلاب يُعدون القراءة نشاطًا انعزاليًّا؛ ما يجعلهم ينفرون منها، ويؤدون بشكل أفضل في المهمات والأنشطة التي يشاركون فيها أشخاصًا آخرين. هذا، ويعتقد الباحثون أن التعلم الاجتماعي يزيد الاهتمام والحماسة، ويحسن فهم الطلاب من خلال توزيع عبء العمل المعرفي وتعزيز الفهم من خلال الحوار؛ ما يؤدي إلى اهتمامهم بالتعليم.

فيعتقد الباحثان جوزيف مايكيليز وبيلجي مولتو أنه من شأن تلك الروبوتات المصاحبة مثل «ميني» أن تصبح رفقاء تعلم للأطفال. يقول جوزيف مايكيليز إنه: «بعد التفاعل للمرة الأولى، أخبرنا الأطفال بشكل عام أنهم استمتعوا بالطبع بوجود رفيق يقرأون معه، وبنهاية الأسبوعين، أصبحوا يتحدثون حول كون الروبوت مسليًا أو سخيفًا أو خائفًا، وكيف أنهم ذهبوا إلى بيوتهم وهم يتطلعون إلى رؤيته مرة أخرى».

«ميني» موجود هنا ليستمع

من أجل الدراسة، قضى الأطفال أسبوعين يقرأون بصوت مرتفع للروبوت «ميني» من بين مجموعة مختارة تضم 25 كتابًا مختلفًا. وقد تمت برمجة «ميني» ليكون مستمعًا مهتمًّا، وليتجاوب مع قراءة الطلاب، ومع القصص التي يسمعها بمئات من التعليقات المسجلة مسبقًا، وليتابع تقدم الطلاب. استطاع الروبوت «ميني» أيضًا أن يقدم للطلاب ترشيحات لكتب يقرأونها من خلال خوارزمية رياضية. ولقد ازداد حماس الطلاب للقراءة بشكل كبير على مدار فترة الدراسة، وقال أغلبهم أنهم فهموا وتذكروا ما قرأوه بشكل أكبر.

يهدف الباحثان من خلال هذا الروبوت إلى جعل تجربة القراءة قائمة على الحوار قدر الإمكان. وقد وجدا نتائج هذه الدراسة واعدة جدَّا؛ حيث أوضحا أن «ميني» شجع الأطفال على قضاء مزيد من الوقت في تعلم نطق كلمات جديدة، وحفزهم على القراءة مع صديق جديد، بدلًا من هجر القراءة تمامًا أو القراءة منفردين.

المراجع

http://redtri.com
sciencedaily.com

المرجع الأكاديمي

Joseph E. Michaelis, and Bilge Mutlu. Reading socially: Transforming the in-home reading experience with a learning-companion robot. Science Robotics, 2018. DOI: 10.1126/scirobotics.aat5999

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية