جودزيلا بين الحقيقة والخيال

شارك

حقق فيلم الخيال «جودزيلا» نجاحًا كبيرًا منذ صناعته وعرضه لأول مرة في منتصف القرن العشرين؛ ما دعا صُنَّاع السينما إلى استغلال هذا النجاح، وإعادة إنتاج أكثر من فيلم يتناول القصة نفسها بأشكال مختلفة، لتصبح سلسلة أفلام جودزيلا من أشهر سلاسل الأفلام في تاريخ السينما وأنجحها. تتناول فكرة الفيلم حدوث تحوُّر جيني لنوع من الديناصورات التي كانت تعيش في جزيرة نائية غير مكتشفة في المحيط الهادئ. وقد سبب هذا التحوُّر تحولها إلى وحش برمائي كاسر خرج عن حدود موطنه وهاجم مدنًا عامرة بالسكان.

تساءل كثيرون من محبي هذا الفيلم عن مدى واقعية الفكرة، وعما إذا كان هذا المخلوق قد عاش في يوم من الأيام على سطح الأرض. بالطبع، هذا غير حقيقي. فلم يوجد يومًا وحش ضخم يتجول بين المباني الحديثة، ينفث النار ويهاجم الأشخاص ويقذف السيارات. من الناحية العلمية، يستحيل وجود هذا الكائن؛ لأن مخلوقًا بهذه الضخامة يحتاج إلى كمٍّ هائل من الطعام ليبقى على قيد الحياة. وللتقريب، فإذا اعتبرنا الإنسان طعامًا مناسبًا له، فإنه يحتاج إلى 1900 شخص يوميًّا في المتوسط ليحصل على السعرات الحرارية اللازمة لحياته. وسينتج عن هذا كمٌّ هائل من الطاقة يكفي لمدينة تضم 3000 شخص، كما سينتج حرارة عالية جدًّا ستتسبب في انهيار أعضائه نفسها.

إذًا، ماذا دفع معجبي الفيلم إلى هذا التساؤل؟ إنها الحبكة الدرامية للفيلم الأصلي الذي عُرض عام 1954، والتي استندت إلى أحداث حقيقية، وهي الآثار المدمرة للقنبلة النووية التي ألقتها أمريكا على اليابان في نهاية الحرب العالمية الثانية. فقد تسببت الإشعاعات الناجمة عنها في حدوث طفرات وتغييرات جينية في عديد من الأنواع الحية؛ فضلًا عن الإبادة والتدمير الكلي لمدينتي هيروشيما ونجازاكي.

وقد لمس العلماء على أرض الواقع هذا التحوُّر الجيني ووثقته دراسات عديدة، بالإضافة إلى آثاره المروعة لعشرات السنوات؛ ما أدى إلى اعتقاد أن الفكرة لها أصل بشكل أو بآخر يترسخ عند كثير من المشاهدين. وبالرغم من اختلاف هذه القصة في بعض أفلام السلسلة، أو إعادتها في البعض الآخر، فإن الصورة الأصلية لجودزيلا ككائن متحور بسبب القنبلة الذرية ظلت في أذهان الناس ومثار تساؤلاتهم.

كذلك حاول بعض علماء التشريح الوصول إلى فصيلة الديناصورات التي ينتمي إليها جودزيلا؛ ذلك على سبيل ربط العلوم بالفنون، وإيجاد موضوع علمي مشوق ومثير. وعندها وجدوا استحالة نسبه تشريحيًّا إلى فصيلة معينة؛ لأن ملامح الوحش السينمائي خليط من أكثر من فصيلة من الديناصورات، إلا أن الغالب عليها ملامح فصيلة السيلوفايسز.

coelophysis

وتبقى نقطة تحتاج إلى إجابة مقنعة لتكتمل حبكة هذه القصة الرائعة: كيف بقي هذا الديناصور على قيد الحياة ولم ينقرض مثل باقي الديناصورات؟ ربما تكون الإجابة في جزء جديد مشوق من الفيلم.

المراجع

looper.com

observationdeck.kinja.com

smithsonianmag.com

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية