المقالات

مرضى السرطان في خضم الجائحة

شارك

عصفت جائحة كوفيد-19 بكل جوانب الحياة حول العالم. ولكن، لا شك في أن الضغط كان مضاعفًا بالنسبة إلى الأشخاص الذين يكافحون بالفعل أمراضًا مزمنة أو خطيرة أخرى. سُمي الرابع من فبراير يومًا عالميَّا لمرض السرطان، بهدف زيادة الوعي بهذا المرض الخطير؛ ومن هنا نسلط الضوء في هذا المقال على بعض الحقائق المتعلقة بمرضى السرطان وكوفيد-19.

في حين أن أي شخص يتعرض لفيروس مستجد معرض لمخاطرة التقاط العدوى، فإن مرضى السرطان النشط أكثر عرضة للعوامل الممرضة بشكلٍ عام، نتيجة لطبيعة علاجات السرطان المثبطة للمناعة. وهكذا، فمن المتوقع أن يكون مرضى السرطان معرضين لمخاطرة الوصول إلى مراحل حرجة إذا تعرضوا لعدوى كوفيد-19 أكثر من غيرهم. ولكن، اتضح أن هذا الموضوع شائك بعض الشيء.

فوفقًا لتقرير «حقائق عن السرطان 2021» الذي أصدرته الجمعية الأمريكية لمرض السرطان (American Cancer Society, Cancer Facts and Figures 2021 Report)، فإن العوامل المرتبطة بتدهور حالات كوفيد-19 لدى مرضى السرطان هي ذات العوامل بالنسبة إلى غيرهم؛ وهي تشمل التقدم في السن، وكون المريض ذكرًا، والتدخين، والسمنة، وأمراض القلب، وداء السكري. ولأن مرض السرطان شائع أكثر بين الأشخاص الأكبر سنًّا، الذين كثيرًا ما يعانون من مشكلات صحية أخرى، يكون من الصعب تحديد سبب شدة أعراض كوفيد-19 لديهم. من ناحية أخرى، وجدت دراسة أخرى نُشرت في مايو 2020 أخذت تلك العوامل في الحسبان أن الإصابة بالسرطان مرتبطة بزيادة احتمالية الوفاة جراء الإصابة بكوفيد-19، مقارنة بالمرضى الذين لا يعانون من السرطان.

وعلى نحوٍ مشابه، في حين وجدت دراسات مبكرة أن مرضى أنواع معينة من السرطان – سرطان الرئة والدم– هم الأكثر عرضة لمضاعفات كوفيد-19 الخطيرة مقارنة بغير المصابين بالسرطان، فإن دراسات تالية أكبر نطاقًا شككت في تلك النتائج. الاستنتاج المنطقي لتلك التناقضات هو أننا ما زلنا نحتاج إلى دراسات أشمل تُجرى على نطاق زمني أطول. إحدى تلك الدراسات تلك التي يجريها المعهد القومي للأمراض (NCI) بالولايات المتحدة؛ إذ تدرس 2000 مريض سرطان أصيبوا بعدوى كوفيد-19، وستتابعهم الدراسة على مدار سنتين.

على صعيد آخر، واجه مرضى السرطان تحديًّا كبيرًا نتيجة الجائحة يتمثل في تراجع قدرتهم على الحصول على الرعاية الطبية. فأولًا، كانت المستشفيات والعاملون في القطاع الطبي حول العالم مأخوذين باستقبال الحالات المصابة بكوفيد-19. وثانيًّا، دفع الخوف من العدوى كثيرين منهم إلى تجنب مرافق الرعاية الصحية، وإرجاء جراحاتهم، أو جلسات العلاج الإشعاعي والكيميائي خاصتهم. كان لهذين العاملين، إلى جانب الضغوطات على صحتهم العقلية وعافيتهم، تأثير سلبي عام فيهم.

أخيرًا وليس آخرًا، هل يجب أن يحصل مرضى السرطان على لقاحات كوفيد-19؛ هل هي آمنة بالنسبة إليهم؟ وفقًا لبعض المراجع التي طالعتها، فقد أوصى أغلب الخبراء بأن يتلقى مرضى السرطان اللقاح بمجرد توافره لهم. إلا أن مسألة فاعلية اللقاح بالنسبة إليهم – وليس أمانه – ليست محسومة بعد. مرة أخرى، قد تتسبب علاجات السرطان المثبطة للمناعة في جعل اللقاح أقل فاعلية. وعلى الرغم من أن اللقاح الموصى به قد يختلف من مريض سرطان إلى آخر، فبشكل عام، لا يوصى باللقاحات التقليدية التي تحتوى على نسخة معطلة من الفيروس* لمرضى السرطان.

المراجع

cancer.gov
cancer.org

حقوق الصورة: © Rido
Creator: Ridofranz | Credit: Getty Images/iStockphoto

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية