هيّا نفنِّد بعض الخرافات عن الحيوانات (2)

شارك

تمامًا مثل عالمنا، يمتلئ عالم الحيوانات بالخرافات والحقائق؛ وقد سمعت بالتأكيد كثيرًا من القصص والأساطير التي انتقلت من جيل إلى جيل. وتؤدي تلك القصص إلى إساءة فهم سلوك الحيوانات وأسلوب حياتها. وفيما يلي بعض تلك الخرافات التي دحضها العلم بإجاباته الشافية.

اللون الأحمر يثير الثيران

تضم شبكية العين لدى الأشخاص الأصحاء ثلاثة مستقبلات لونية مختلفة تُعرف بالخلايا المخروطية. وكل نوع مسئول عن استقبال لون محدد. فالأول يستقبل اللون الأحمر، والثاني الأخضر، والثالث الأزرق. بالنسبة إلى الثيران، فإن الخلايا المخروطية التي تستقبل اللون الأحمر غير موجودة، وهي تخدم النوعين الآخرين لرؤية مختلف الألوان بطريقة معينة. ولهذا، فإنها ترى ذلك الوشاح الأحمر بلون رمادي مائل إلى الأصفر. وهكذا، ليس لون وشاح مصارع الثيران هو ما يثيرها، بل حركته التي تجدها مهددة.

Photo by form PxHere

لا تشعر السلاحف بالألم عبر قوقعتها

إن السلاحف من أقدم المخلوقات على كوكب الأرض، فهي موجودة منذ نحو 220 مليون سنة. وهي الفقاريات الوحيدة ذات صندوق عظمي على ظهورها، ويُسمّى قوقعةً أو درقةً، ويتكون من 59 إلى 61 عظمة مغطاة بصفائح من الكيراتين تسمى الدروع. لا تستطيع السلاحف الخروج من قواقعها؛ لأن أجسامها ملتصقة بها من خلال العمود الفقري والقفص الصدري. ومثلما هو الحال مع أظافرنا، فإن قواقع السلاحف مزودة بعدد كبير من الأعصاب التي تمكنها من الشعور بالألم أو الضغط. تستطيع بعض السلاحف سحب رأسها وأرجلها إلى داخل القوقعة عند زفر الهواء من رئتيها وتوفير مساحة في الداخل. ونتيجة لهذا، عليها أن تعرف أولًا إن كان المكان آمنًا قبل إخراجها، وهنا يأتي دور القوقعة التي تسمح لها بالشعور بأي لمسة أو ضغط.

Photo by form PxHere

اقطع دودة الأرض نصفين وسينمو كلاهما إلى دودتين جديدتين

يتكون جسم دودة الأرض من رأس وذيل متمايزين. ويوجد جزء منتفخ بالقرب من الرأس يُعرف بالسرد، وهو الجزء المسئول عن الشكل الأسطواني للدودة. إن قسمت الدودة إلى نصفين، فلن تصبح دودتين جديدتين، بل ستكون هناك فرصة للرأس بتطوير ذيل جديد إن لم يكن مكان القطع قبل السرد. ولكن يوجد نوع آخر من الديدان يستطيع عمل ما تعجز عنه ديدان الأرض، ويُعرف بالديدان المسطحة المستوية. فإن قُطعت إلى قطع صغيرة كثيرة، فسيستطيع كل منها النمو إلى دودة جديدة.

Photo by form PxHere

لا تتعدى ذاكرة الأسماك الذهبية خمس ثوانٍ

تقول خرافة أخرى عن الحيوانات إن الأسماك الذهبية تتذكر الأشياء لثلاث ثوانٍ فقط، ولكن للعلماء رأي آخر. فقد أجريت تجربة قائمة على تقديم الطعام لبعض الأسماك الذهبية مع تشغيل موسيقى معينة كل يوم، وقد ربطت تلك الأسماك عملية الإطعام بتشغيل الموسيقى، وانطلقت صوب الصوت منتظرة الطعام. أوقف العلماء تشغيل الموسيقى لمدة ستة أشهر تقريبًا ثم شغلوها مرة أخرى، ليجدوا أن الأسماك كان لها رد الفعل نفسه وانتظرت الطعام. وهذا يعني أن ذاكرة الأسماء الذهبية تمتد لستة أشهر، وليس بضع ثوانٍ فحسب.

Photo by form PxHere

تستطيع أسماك القرش تمييز رائحة قطرة الدم من على بعد ميل

نشم الروائح عندما تذوب جزيئات الرائحة في بطانة الأنف الرطبة. الشيء نفسه يحدث تحت البحر، ولكن الرائحة تكون مذابة بالفعل في ماء البحر. حاسة الشم لدى القروش أقوى منها لدى البشر بمائة مرة، وتستطيع رصد الروائح بدقة جزء في المليون أو عشرة مليارات وفق نوع المادة الكيميائية ونوع القرش. إلا أن القروش لا تستطيع شم قطرة الدم على بعد أكثر من نصف ميل، أي قطرة في مسبح صغير، والأمر يعتمد بصورة رئيسية على تيار المياه واتجاهها.

وبالإضافة إلى هذا، فإن أسماك القرش لا تفضل لحوم البشر أو دماءهم. أجريت تجربة وضعت خلالها سمكة قرش في مسبح أضيفت إليه قطرتا دم؛ الأولى لإنسان والثانية لسمكة. لم ينجذب القرش إلى دم الإنسان وفضل قطرة الدم الأخرى. معنى هذا أنه لا بد أن يكون القرش على مسافة أقل من ربع ميل ليشن هجومًا، والتيار الذي سينقل الرائحة يجب أن يكون أسرع، وأن يكون القرش مهتمًّا بالفريسة وإلا فلن يقترب منها.

Photo by form PxHere

ما زال يوجد عدد كبير من الخرافات الموجودة حول الحيوانات، والتي سيظل اللبس بينها وبين الحقائق قائمًا حتى يقضي العلم بكلمته.

المراجع

allaboutbirds.org

animals.howstuffworks.com

animals.mom.com

businessinsider.com

earthsky.org

economictimes.indiatimes.com

livescience.com

nationalgeographic.com

wtamu.edu


Top image: Photo by mohamed hassan form PxHere


هذا المقال نُشر لأول مرة مطبوعًا في مجلة كوكب العلم، عدد خريف 2020

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية