تأثير التوهجات الشمسية في نظم الاتصالات

شارك

رغم أن الشمس تَبعُد قرابة 150 مليون كيلومتر عن كوكب الأرض، فإنها مسؤولة عن الحياة كما نعهدها. ولكن، هل قد تكون مصدرًا للخطر أيضًا؟

تُعرف الثورات أو الانفجارات الكبيرة التي تحدث على سطح الشمس نتيجة لمجالها المغناطيسي باسم التوهجات الشمسية. وهي تُطلِق إشعاعات كهرومغناطيسية يصنفها العلماء وفقًا لشدتها إلى الفئات A وB وC وM وX؛ بحيث تمثل الفئة A صغرى التوهجات والفئة X أقواها.

تحدث التوهجات الشمسية في أثناء الدورات الشمسية الخاصة بنجم الشمس، إذ تبدأ دورة جديدة كل أحد عشر عامًا. فـ«ينقلب» المجال المغناطيسي –ليكون معاكسًا للقطبية– في أثناء الدورة الشمسية، ثم يتغير مرة أخرى. يتغير نشاط سطح الشمس مع تغيُّر مجالها المغناطيسي. وتبدأ الدورة الشمسية بدورة الشمس الدُنيا، في حين تحدث الذروة الشمسية في منتصف الدورة.

تزيد التوهجات الشمسية بشكل كبير في أثناء الدورة الشمسية؛ إذ تقذف المواد والطاقة إلى الفضاء. وتؤثر تلك الثورات في الاتصالات اللاسلكية على كوكب الأرض.

وُثقت أولى التوهجات الشمسية عام 1859، وقد أثرت في الاتصالات التلغرافية الدولية عندما أصدرت خطوط التلغراف شرار صدم بدوره مشغلي الخدمة. وقد رصد عالم الفلم ريتشارد كارينغتون الحدث باستخدام تلسكوبه الخاص، ولهذا سُميت هذه الحادثة «حادثة كارينغتون» تيمنًا به.

وفقًا لوكالة ناسا، من شأن التوهجات الشمسية التأثير بقوة في الاتصالات الراديوية، وإشارات الملاحة، وشبكات الكهرباء، بل وقد تكون خطيرة أيضًا على رواد الفضاء والمركبات الفضائية. في يوم 10 مايو 2022، حدث توهج شمسي من الفئة X؛ ورغم أن التوهجات الشمسية ليست بأحداث ناردة، فإن توهجات الفئة X كذلك.

جدير بالذكر أن التوهجات الشمسية التي تؤثر في كوكب الأرض هي تلك التي تحدث على جانب الشمس المواجه له. هذا، وتصل جسيمات الطاقة المرتبطة بالنشاط الشمسي إلى الأرض. وتولِّد التوهجات الشمسية طاقة كهرومغناطيسية التي يحمينا منها المجال المغناطيسي للأرض لحسن الحظ؛ إذ يحول دون إضرارها بخطوط الإمداد الكهربائي ونظم الاتصالات.

على سبيل المثال، تتأثر الموجات الراديوية بالتوهجات الشمسية لأنها منتشرة في طبقة الأيونوسفير في غلاف الأرض الجوي. وتمتد طبقة الأيونوسفير على ارتفاع 80–644 كيلومترًا فوق سطح الأرض، وهي مقسمة إلى أربع مناطق. المنطقة المُسماة F هي الأهم بالنسبة إلى الإذاعة الراديوية؛ إذ إنها عالية بما يكفي لعكس الترددات المرتفعة. ولسوء الحظ، فإن التوهجات الشمسية تقلل الترددات المرتفة وتُشوِّش على الإرسال الإذاعي.

نظرًا لتأثير التوهجات الشمسية الهائل في نظم الاتصالات على كوكب الأرض، فإن العلماء يراقبون ويدرسون هذه الظاهرة. إذا كنت تود رصد هذه الظاهرة بنفسك، يمكنك متابعة مرصد ديناميكا الشمس التابع لوكالة ناسا، الذي أُطلق عام 2010 لدراسة النشاط الشمسي وفهمه أكثر.

حقوق الصورة: التقط مرصد ديناميكا الشمس التابع لوكالة ناسا هذه الصورة لتوهج شمسي، إذ يظهر في الوميض الساطع قرب منتصف الشمس، يوم الثلاثاء، 10 مايو 2022. تُظهر الصورة مجموعة فرعية من ضوء الأشعة فوق البنفسجية القصوى تسلط الضوء على المادة شديدة الحرارة في التوهجات التي تظهر باللون الأزرق المخضر. حقوق الصورة: مرصد ديناميكا الشمس/ وكالة ناسا المصدر: رابط

المراجع

barrettcommunications.com

britannica.com

blogs.nasa.gov

nasa.gov

space.com (1)

space.com (2)


Cover Photo: Credit: NASA/GSFC/SDO

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية