عيد الأضحى المبارك من أهم المناسبات الدينية في العالم الإسلامي، إذ يتوجه المسلمون في هذا اليوم إلى ذبح الأضاحي وتوزيعها على الفقراء والمحتاجين؛ ويعزز هذا الطقس الديني الروابط الاجتماعية ويجسد قيم التضحية والعطاء. مع ذلك، فإن تناول اللحوم الحمراء بكثرة يثير تساؤلات عدة حول فوائدها الصحية ومخاطرها المحتملة؛ لذلك يجب معرفة فوائد استهلاكها وأضرارها لاتخاذ قرارات غذائية مدروسة تحافظ على الصحة.
فوائد استهلاك اللحوم الحمراء
تُعد اللحوم الحمراء مصدرًا ممتازًا للبروتين، وهو عنصر غذائي أساسي لبناء العضلات والأنسجة والحفاظ على وظائف الجسم الحيوية، كما يحتوي على مجموعة واسعة من الفيتامينات والمعادن المهمة، مثل فيتامين ب12 الذي يساهم في تكوين خلايا الدم الحمراء وتقوية الجهاز العصبي.
وكذلك تُعد اللحوم الحمراء مصدرًا غنيًّا للزنك الذي يساعد على الحفاظ على قوة جهاز المناعة والتئام الجروح، كما يساعد الجسم على النمو خلال مراحل الحياة المهمة، بما في ذلك الحمل والرضاعة والطفولة والمراهقة. ويمكن للمستويات العالية من الحديد في اللحوم أن تعزز إنتاج الهيموجلوبين في الدم وتشكيله؛ مما يسهل عملية نقل الأكسجين إلى أجزاء مختلفة من الجسم، وهو ما يساعد في معالجة فقر الدم، بالإضافة إلى معالجة مشكلات الأرق.
وتحتوي اللحوم الحمراء أيضًا على نسبة عالية من الدهون الصحية التي توفر للجسم طاقة مستدامة، وتعد الدهون الحيوانية مصدرًا مهمًا للطاقة. وتحتوي هذه اللحوم أيضًا على مستويات عالية من السيلينيوم الذي يؤدي دورًا مهمًا في الحد من الشيخوخة المبكرة. وتشير بعض الدراسات إلى أن استهلاك اللحوم الحمراء يمكن أن يساهم في تحسين الصحة العقلية، نظرًا لاحتوائها على أحماض أوميجا 3 الدهنية، والتي تؤدي دورًا مهمًا في تحسين المزاج وتقليل خطر الإصابة بالاكتئاب.
أضرار استهلاك اللحوم الحمراء
تحتوي اللحوم الحمراء على نسبة عالية من الدهون المشبعة والكوليسترول؛ مما يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع مستويات الكوليسترول في الدم وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، ولذلك يُنصح بتناول اللحوم الحمراء بشكل معتدل لتجنب هذه المشكلات الصحية.
وتربط مجموعة من الدراسات بين الاستهلاك المفرط للحوم الحمراء وزيادة خطر الإصابة بأنواع معينة من السرطان، مثل سرطان القولون والمستقيم؛ ويرجع ذلك إلى المركبات الكيميائية التي تتكون في أثناء طهي اللحوم الحمراء في درجات حرارة عالية.
وقد يؤدي تناول كميات هائلة من اللحوم الحمراء إلى مشكلات هضمية مثل الإمساك والانتفاخ؛ إذ أن اللحوم الحمراء تستغرق وقتًا أطول لهضمها مقارنة بالأطعمة الأخرى، وذلك يمكن أن يسبب ضغطًا على الجهاز الهضمي. وتحتوي اللحوم الحمراء على مركبات قد تؤدي إلى حدوث التهابات في الجسم عند استهلاكها بكميات هائلة، وقد تساهم هذه الالتهابات في تطور أمراض مزمنة عديدة، مثل مرض السكري وأمراض القلب.
نصائح لتحقيق التوازن عند استهلاك اللحوم الحمراء
- احرص على تناول اللحوم الحمراء بكميات معتدلة وعدم الإفراط في استهلاكها؛ لتجنب الأضرار الصحية المحتملة.
- تناول ما لا يزيد عن 12 إلى 18 أونصة من اللحوم الحمراء المطبوخة أسبوعيًّا، وقلل تناول اللحوم المصنعة أو تجنبها.
- اختر قطع لحم تحتوي على نسب أقل من الدهون، أو اللحم الأحمر الخالي من الدهن؛ للحد من تناول الدهون المشبعة.
- يُفضل طهي اللحوم بطرق صحية، مثل الشواء أو الطهي بالبخار، بدلًا من القلي؛ لتقليل تكوين المركبات الضارة.
- تأكد من تضمين مجموعة متنوعة من الأطعمة في نظامك الغذائي، بما في ذلك الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات النباتية؛ لضمان الحصول على جميع العناصر الغذائية اللازمة.
- يُنصح الأشخاص المعرضون لخطر الإصابة بأمراض معينة أو ممن يعانون حالات صحية معينة، مثل قصور القلب أو ارتفاع الكوليسترول في الدم أو ارتفاع ضغط الدم، بتقليل اللحوم الحمراء بشكل أكبر في وجباتهم الغذائية.
في النهاية، يتضح أن استهلاك اللحوم الحمراء خلال عيد الأضحى المبارك يحمل فوائد غذائية عديدة ومهمة تساهم في صحة الجسم، ولكنه في الوقت نفسه يرتبط ببعض المخاطر الصحية التي يمكن تجنبها من خلال الاعتدال في تناولها واتباع التعليمات الصحية. وتُعد هذه المناسبة فرصة لإعادة التفكير في عاداتنا الغذائية وتبني أساليب صحية ومتوازنة؛ لذا هل يمكننا الاستمتاع بلحوم الأضاحي دون الإضرار بصحتنا؟ تكمن الإجابة في الاعتدال والاختيار الواعي.
المراجع
verywellhealth.com
webmed.com
lybrate.com
Banner Image.