الجدران الخضراء

شارك

الجدران الحية أو الجدران الخضراء هي حدائق عمودية مكتفية ذاتيًّا تنمو على الجوانب الخارجية أو الداخلية للمباني. وهي تختلف عن الواجهات الخضراء في أن جذور النباتات تمتد داخل دعامات هيكلية مثبتة في الحائط نفسه؛ فتتلقى النباتات الماء والمغذيات من خلال الدعامات العمودية عوضًا عن الأرض. ويمكن للزرع تغطية الجدار جزئيًّا أو كليًّا، كما يمكن أن يكون في الداخل أو الخارج، مستقلاًّ أو مرتبطًا بالجدران، ويتراوح حجمه كثيرًا.
 

عادة ما تنشأ الجدران الخضراء في صورة ألواح متصلة تحمل وسيطًا يسمح بنمو النبات؛ فيمكن تقسيمها إلى فئات حسب نوع وسيط النمو المستخدم: وسيط رخو، أو وسيط حصيري، أو وسيط هيكلي.
 

تميل جدران الوسائط الرخوة لتكون بمثابة أنظمة "تربة على الرف" أو "تربة في حقيبة"؛ حيث تدك التربة على رف أو في حقيبة، ومن ثمَّ يتم تركيبها على الحائط. وتتطلب تلك الأنظمة تبديل وسيط النمو على الأقل مرة سنويًّا في الخارج، أو كل سنتين في الداخل. ولا تصلح أنظمة التربة الرخوة للمناطق ذات النشاط الزلزلاي؛ حيث يسهل نفض وسيطها بفعل الرياح المطيرة أو الرياح الشديدة. فتناسب تلك الأنظمة الزراعة المنزلية دون أنظمة تآكل وسيطي مادي؛ حيث يستحسن إعادة الزراعة من موسم للآخر أو كلَّ عامٍ.
 

أما النوع الثاني فهو أنظمة التربة الحصيرية، التي عادة ما تكون ألياف جوز الهند أو حصير اللباد. وتكون تلك الوسائط رفيعة، وإن كانت في عدة طبقات، ولذلك فهي لا تدعم أنظمة الجذور النابضة بالحياة للنباتات الناضجة لأكثر من ثلاث لخمس سنوات؛ حيث تسيطر الجذور على الحصيرة ولا يمكن للماء التغلغل خلالها. ويتم إصلاح تلك الأنظمة عن طريق استبدال أجزاء كبيرة من النظام واحد تلو الآخر؛ حيث تقطع الحصيرة من الحائط ويستبدل بها حصيرة جديدة. فتخل تلك العملية بهياكل جذور النباتات المجاورة على الحائط؛ مما يتسبب غالبًا في فناء عديد من النباتات المحيطة أثناء عملية الإصلاح.
 

يفضل تطبيق تلك الأنظمة داخل المباني، كما تناسب المناطق ذات النشاط الزلزلاي المنخفض. وجدير بالذكر أن الأنظمة الحصيرية لا تستهلك الماء بشكل فعَّال؛ حيث إنها كثيرًا ما تستلزم الري المستمر؛ وذلك بسبب الطبيعة الرقيقة للوسيط وعدم قدرتها على الاحتفاظ بالماء لتوفير مخزون مؤقت منه لجذور النبات. فعادة ما يستدعي ذلك نظامًا لإعادة تدوير المياه؛ مما يضيف إلى التكلفة. ويفضل استخدام الوسائط الحصيرية على نطاق صغير لا يزيد على 2.5م؛ حيث يسهل إصلاحها.
 

وأما النوع الأخير – الوسائط الهيكلية – فهو "كتل" من وسائط النمو ليست رخوة وليست حصيرية، ولكنها تجمع أفضل مميزات النوعين في كتلة يمكن تصنيعها في عدة أحجام، وأشكال، وسماكات. وتمتلك تلك الوسائط ميزة عدم التفكك لمدة تصل إلى عشر سنوات حتى خمس عشرة سنة، وكذلك القدرة على تطويعها ليكون لها قدرة أعلى أو أقل على حفظ الماء حسب نوعية النبات المختار للحائط، كما يمكن تعديل درجة حموضتها لتناسب النباتات، وكذلك يسهل التعامل معها، وصيانتها، واستبدالها.


 

المراجع
greenovergrey.com
ambius.com
 

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية