تأثير جائحة كورونا في البيئة البحرية

شارك

بعد مرور أكثر من عام على انتشار جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، وتزايد استخدام معدات الوقاية الشخصية ذات الاستخدام الواحد مثل الأقنعة الواقية والقفازات الطبية كسلاح فعال في مكافحة إنتشار العدوى، ظهرت على السطح مشكلة بيئية عويصة، ألا وهي كيفية التخلص من تلك المخلفات بطريقة سليمة. فيتم التخلص منها بطريقة مدمرة للبيئة وغالبًا ما تنتهي في البحار والمحيطات لتترك أثرًا واضحًا – بالأخص البيئة البحرية – قد يمتد لسنوات عديدة قادمة.

في البداية، سنذكر سببين رئيسيين يوضحان لماذا تعتبر تلك النفايات مؤذية، وما هي الأضرار والآثار التي قد تسببها على النظام البيئي.

أولًا، تهدد المواد الكيميائية مثل الإثيلين ومادة الأكريليك المتبلور الموجودة في الأقنعة الطبية البيئة تهديدًا خطيرًا. فبالإضافة إلى المواد غير المنسوجة والكربون المنشط، تحتوي الأقنعة على كمية مهولة من متعدد البروبلين أو كما يعرف بالبولي بروبلين، وهي مادة مصنوعة من البلاستيك وتحتاج إلى وقت طويل لكي تتحلل – قد تصل إلى عقود أو حتى مئات السنين – وتفرز عديدًا من المواد السامة خلال تلك العملية. وبسبب جودة تصنيع تلك الأقنعة، فمن المتوقع أنها لن تتحلل بسهولة؛ لذلك فإن عملية التخلص منها ستؤثر سلبًّا في البيئة والمجتمع العالمي.

Source.

ثانيًا، قُدرت الكميات المستخدمة عالميًّا بما يقارب 129 مليار قناع طبي و65 مليار قفاز شهريًّا! وهنا تقفز أمامنا مشكلة كبيرة للغاية؛ ولكي نوضح مدى ضخامتها فإن التخلص غير السليم من 1% من أقنعة الوجه فقط، يترجم إلى أكثر من 10 مليون قطعة يترواح وزنها من 30.000 إلى 40.000 كيلوجرام.

إن تأثير المخلفات الناتجة عن الجائحة لن يطولنا نحن فحسب، فعلى المدى القريب، ستتأثر الحيوانات والنباتات أيضًا. فبعض الحيوانات مثل السلاحف البحرية لا تستطيع أن تفرق بين المواد البلاستيكية وطعامها، ما يؤدي إلى اختناقها؛ وإذا تم تفادي تلك النهاية بأعجوبة، فإنها يمكن أن تصاب بسوء التغذية بسبب المواد التي ملأت بطونها التي لا توفر أي قيمة غذائية. وقد تعلق الحيوانات الصغيرة داخل الأقنعة أو داخل القفازات ما يؤدي إلى موتها في النهاية.

Source.

قد تكون البداية لحل هذه المشكلة بسيط للغاية؛ إذ ينصح الخبراء باستبدال معدات الوقاية الشخصية ذات الاستخدام الواحد بأخرى قابلة لإعادة الاستخدام، مثل الأقنعة القماشية التي يمكن استخدامها أكثر من مرة بعد غسلها جيدًا أو الاستعاضة بغسل اليدين جيدًا بالكحول أو الصابون بديلًا للقفازات التي تعطي إحساسًا زائفًا بالأمان من فيروس كورونا.

وهناك بعض الشركات الناشئة – مثل شركة إدارة النفايات «تيراسايكل» – لديها صناديق لجمع وإعادة تدوير معدات الوقاية الشخصية؛ حيث تفرز تلك المخلفات وتخلطها مع المخلفات البلاستيكية الأخرى، ثم تصهرها وتذوبها لتُستخدم من أطراف ثالثة لتصنيع منتجات جديدة، مثل الأثاث المعاد تدويره وحاويات التخزين.

 

المراجع

sciencemag.org
theconversation.com
freepik.com
Face Masks: New Solutions to Reduce Their Negative Impact on the Environment - MedicalExpo e-Magazine

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية