كويكب 2023 DW: هل يصطدم بالأرض؟

شارك

ربما تكون قد شاهدت فيلمًا سينيمائيًّا يصطدم فيه جسم فضائي بالأرض، لتتوالى أحداث نهاية العالم. فماذا لو تحول الفيلم إلى حقيقة واكتشف العلماء وجود كويكب قد يصطدم بالأرض قريبًا... في غضون 20 عامًا.

من بين ملايين الأجسام الفضائية التي تسبح في الفضاء الشاسع في مجموعتنا الشمسية، يظهر كويكب2023  DW الذي يعد الأخطر بينها؛ فهو الأقرب للاصطدام بالأرض. سنتعرف في هذا المقال على هذا الكويكب وعلى حقيقة احتمالية اصطدامه بكوكب الأرض.

رصدت ناسا كويكب2023  DW للمرة الأولى في 23 فبراير 2023، وطبقًا للبيانات التي أصدرها مركز ناسا لدراسة الأجسام القريبة من الأرض، يبلغ قطر الكويكب 50 مترًا ويبعد 22 مليون كيلومتر عن الأرض، في الوقت الذي تبلغ فيه المسافة بين القمر والأرض 380 مليون كيلومتر. يشير الرقم 2023 في اسم الكويكب إلى العام الذي اُكتشف فيه، بينما يشير حرف D إلى أنه اُكتشف في النصف الثاني من شهر فبراير، ويشير حرف W إلى تسلسل الكويكب في قائمة الاكتشافات.

يستغرق الكويكب 271 يومًا للدوران حول الشمس. ولأن المسار لا يكون دائمًا مثاليًّا يقلق العلماء بشأن إمكانية شذوذ الكويكب أو انحرافه عن مساره مما قد يؤدي إلى مروره قريبًا من الأرض؛ إذا يحتمل في 14 فبراير 2046 أن يصطدم بالأرض بنسبة 0.16٪ لكن يمكننا أن نكون أكثر تفاؤلًا وننظر إلى نسبة احتمال عدم اصطدامه ومروره بسلام المقدرة بـ99.84٪.

احتل DW 2023 صدارة قائمة «الخطر المحتمل» التي كانت تعتمدها وكالة الفضاء الأوروبية فور اكتشافه. ولكن تشير البيانات والإحداثيات إلى أنه حتى وإن اصطدم الكويكب بالأرض فمن غير المتوقع أن يُحدث كارثة واسعة النطاق.

تعتمد احتمالية الاصطدام على عدة عوامل؛ منها حجم الجسم وسرعته وتكوينه وزاوية الاصطدام. وقد تعرضت الأرض من قبل لعدة اصطدامات من أجسام فضائية بأحجام مشابهة، منها ذلك الاصطدام الذي حدث قبل خمسين ألف عام تاركًا خلفه أثرًا لفوهة عملاقة في ولاية أريزونا الأمريكية، وتكرر الأمر عام 1908 حين انفجر جسم فضائي قبل اصطدامه بالأرض في سيبيريا ودمر ما يقرب من 2000 كيلومتر مربع لم تكن مأهولة بالسكان حينها وقضى على ملايين الأشجار. وجدير بالذكر أن كويكبًا بقطر 15 كيلومتر ضرب الأرض منذ ملايين السنين بسرعة 20 كيلومتر في الثانية، ويُعتقد أن ذلك كان السبب في بداية انقراض الديناصورات التي سيطرت على الأرض لأكثر من 150 مليون عام.

وربما السؤال الأهم الآن في ظل التقدم التكنولوجي والتطور في علوم الفضاء هو: هل يمكن منع الأجسام الفضائية من الاصطدام بالأرض؟

في سبتمبر 2022، أطلقت ناسا سفينة فضاء تستهدف تغيير مسار جسم فضائي يدور حول جسم آخر لا يشكل أي منهما تهديدًا للأرض، وذلك على سبيل التجربة للاستعداد للدفاع عن كوكبنا حال اقتراب أي جسم منه. وقد أعلنت ناسا نجاح المهمة، وأن هذه العملية ستظل النموذج المعتمد للتعامل مع أي تهديدات قد تشكلها الأجسام الفضائية التي تُكتشف في المستقبل، موضحةً في الوقت نفسه أنها ستحتاج إلى وقت كافٍ قبل حدوث الاصطدام –ربما سنوات أو عقود– لتتمكن من دحض الخطر.

أزالت ناسا لاحقًا كويكبDW 2023  من قائمة الخطر المحتمل؛ فلم يعد يشكل تهديدًا للأرض، ولكن لا تزال جهود رصد الأجسام الفضائية مستمرة حتى نكون على أهبة الاستعداد للدفاع عن الأرض، فلا ندري ما الذي تخبئه لنا السماء.

المراجع

sciencealert.com

space.com

cneos.jpl.nasa.gov

npr.org

newscientist.com

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2025 | مكتبة الإسكندرية