مكيفات الهواء في العصور القديمة

شارك

ظهرت المكيفات الهوائية الحديثة بفضل التطورات في الكيمياء أثناء القرن التاسع عشر؛ حيث اخترع أول مكيف هواء كهربائي على مقياس كبير واستخدم في عام 1902 على يد المخترع الأمريكي ويليس كاريير. إلا أن المبدأ الأساسي لتبريد الهواء قد طبق في العصور القديمة، متخذًا أشكالًا عدة؛ منها حاصدات الرياح والقنوات المائية.

في مصر القديمة على سبيل المثال اعتاد المصريون تغطية النوافذ والأبواب باستخدام الحصير لمنع دخول الحرارة، والتراب، والذباب. وأحيانًا كان يبلل الحصير بالمياه المتساقطة؛ حيث برَّد بخار الماء الهواء الداخل من خلال النوافذ، فجعلت تلك العملية الهواء أكثر رطوبة، وهو ما كان مفيدًا في المناخ الصحراوي الجاف.

حاصدات الرياح

كانت حاصدات الرياح عنصرًا معماريًّا هامًّا لخلق تهوية طبيعية داخل المباني في العصور القديمة. وحاصدة الرياح عبارة عن ماسورة ترتفع إلى أعلى المبنى، ولها فتحة في مواجهة الرياح القوية لتصطاد الرياح من أعلى المبنى؛ حيث تكون أقوى وأبرد، ومن ثَمَّ توجيهها إلى الأسفل إلى داخل المبنى.

ويُرجع المعماري المصري الشهير حسن فتحي ظهور حاصدات الرياح إلى مصر؛ حيث طورت فيما بعد في الشرق الأوسط، وشمال إفريقيا، والهند؛ حتى وصلت ذروتها في العمارة الإسلامية. وبينما يُرجع بعض الباحثين ذلك الاختراع إلى بلاد الفرس، فهناك أدلة تاريخية هامة على استخدام حاصدات الرياح في مصر القديمة؛ حيث تعود إلى 1300 قبل الميلاد. فقد صورت بدقة في الرسومات الجدارية في منزل نب آمون بمقابر تل العمارنة في الأقصر، والموجودة الآن في المتحف البريطاني.

وقد أضاف الفرس في العصور الوسطى نظام التهوية هذا إلى المنازل وخزانات المياه لجعل حياة الناس أكثر احتمالًا، وخاصة في المناخ الصحراوي الساخن. ومن ثَمَّ أصبحت حاصدات الرياح من رموز الحضارة الفارسية. ولمعرفة تفاصيل عمل هذا الاختراع، فلتطلع على الرابط التالي: 

القنوات المائية

ليس هناك أدنى شك أن الرومان القدماء كانوا عباقرة في المعمار، وأحد مشروعاتهم المعمارية الضخمة المذهلة كان القنوات المائية. والمصطلح ذاته مأخوذ من الكلمتين اللاتينيتين «aqua»، أو الماء، و«ducere» بمعنى القيادة؛ حيث كانت قنوات نقل المياه من مكان إلى آخر، تُشكل إمدادًا منتظمًا ومحكمًا للمياه لتوفير احتياجات السكان الأساسية، كري محاصيل الغذاء، ونافورات الشرب، والحمامات العمومية الكبيرة، والفيلات الخاصة.

وتأخذ القنوات المائية أشكالًا مختلفة؛ منها الأنفاق تحت الأرضية، أو شبكات القنوات السطحية، أو مواسير الفخار المغطاة، أو الكباري الضخمة. ولتعلم مزيدًا عن القنوات المائية الرومانية العظيمة، فلتلقِ نظرة على الرابط التالي: 

نجح الرومان في الحفاظ على برودة منازلهم أثناء شهور الصيف باستخدام عدة حيل معمارية وفرت أشكالًا قديمة من المكيفات الهوائية. فقد ضخوا المياه الباردة من القنوات المائية من خلال جدران منازل النخبة، لترطيبها أثناء شهور الصيف، كما بنوا النوافير في كثير من الميادين لتبريد الأجواء للجماهير.

وعلى الرغم من ارتباط القنوات المائية بالرومان بشكل خاص، فإنها اخترعت في وقت سابق في اليونان، ومصر، والشرق الأدنى، وشبه القارة الهندية، كنظام للري. ومع ذلك فقد كان الرومان أول من استخدم القنوات المائية كنظام تبريد طبيعي.

المراجع

ancient.eu
ancient-egypt-online.com
greenpassivesolar.com
maxwellsci.com
britannica.com

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية