المذاق السادس للطعام

شارك

لقد اكتشف العلماء مذاقًا سادسًا أساسيًّا يمكن للسان البشري أن يتعرف عليه، وهو مذاق الدهون.

قد يكون هناك سبب علمي يفسر سبب استمتاع الناس بالأطعمة الدهنية كثيرًا، فبإمكاننا أن نلقي اللوم على براعم التذوق في ألسنتنا.

وعلى ما يبدو أن ألسنتنا بإمكانها التمييز، وحتى أنها قد تفضل نوعًا معينًا من الدهون، وذلك بناءً على الأبحاث التي أجريت في كلية الطب بجامعة واشنطن في سانت لويس. وقد أظهرت أبحاثهم أن الاختلافات في جين معين هو المسئول عن إحساس الناس الزائد أو المنعدم لمذاق الدهون.

وبالنسبة لشخص يحب البرجر والبطاطس ويستمتع بالمذاق اللذيذ لشريحة لحم مشوية، فإن هذه النتائج ليست مفاجئة، على الرغم من أنها عكس ما كان يؤمن به العلماء من وقت غير بعيد.

وقد ثبت، منذ فترة طويلة، أن اللسان يمكنه أن يتعرف على أربعة أذواق أساسية فقط؛ هي: الحلو، والمالح، والحامض، والمر. أما جميع النكهات الأخرى التي نتذوقها؛ فهي مرتبطة بتفاعل حاسة التذوق لدينا مع بقية الحواس بدرجات متفاوتة، وعلى رأسها حاسة الشم، والبصر، واللمس، والإحساس بالحرارة، بدرجات متفاوتة.

ثم جاء العلماء اليابانيون بنظريتهم عن المذاق الخامس، وقدموا لنا مذاق "الأومامي، وهو الطعم اللاذع للحوم وغيرها من الأطعمة الغنية بالبروتينات التي نجدها لذيذة (إن كلمة أومامي مشتقة من أوماي، وهي كلمة يابانية تعني لذيذًا). والأومامي هو مذاق الجلوتاميت - الأملاح الأمينية - وغيرها من الجزيئات الصغيرة التي تُدعى النيوكليوتيدات.

والآن مع الاكتشافات الجديدة، تمت إضافة مذاق سادس إلى قائمة المذاقات الأساسية التي تستطيع براعم المذاق التعرف عليها. يمكن لهذه النتائج أن تفسر أخيرًا لِـمَ ينجذب بعض الناس لتناول الأطعمة الدسمة، على الرغم من أنهم لا يعرفون كمية الدهون الموجودة فيما يأكلون.

وقد أظهر فريق البحث أن هنالك أشخاصًا يملكون أكثر من مُستقبل يسمى CD36، وهم أفضل في التعرف على الدهون في الطعام، وبالتالي يتمكنون من الحد منها.

وأضافت الدكتورة ندى أبومراد التي قادت هذا البحث: "إن الهدف النهائي هو فهم كيفية أن إدراكنا للدهون في الطعام، قد يؤثر على الأطعمة التي نتناولها وصفات الدهون التي نستهلكها."

"لقد اكتشفنا أحد الأسباب المحتملة للاختلافات الفردية في كيفية إحساس الناس بمذاق الدهون. ما سوف نحتاج لتحديده في المستقبل هو ما إذا كانت قدرتنا على التعرف على مذاق الدهون سوف يؤثر على الكمية التي نتناولها من الدهون، والتي من الواضح أن لها تأثيرًا على السمنة."

وقد أثبتت الدراسة، التي نشرت في مجلة أبحاث الدهون، أن التنوع في الجينات التي تنتج مستقبلات CD36 تؤثر على زيادة إحساس الناس بمذاق الدهون أو انعدامها، إلى درجة أن من يملكون نصف كمية مستقبلات CD36 كانوا أقل شعورًا بوجود الدهون في الطعام بثماني مرات.

ويعتقد أن هناك ما يصل إلى 20% من الناس ممن لديهم تنوع في جينات CD36 المقترن بإنتاج مستويات أقل من المستقبلات، مما قد يجعلهم أكثر عرضة للبدانة.

فنحن الآن نعلم من هو الجاني الحقيقي في معركتنا ضد الأطعمة الدهنية؛ وهو التنوع في جينات CD36. دعونا نأمل أن يتوصل العلماء إلى معرفة طرق للقضاء عليها.

المراجع

www.labspaces.net
www.telegraph.co.uk

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية