«الحياة تشبه ركوب الدراجة: للحفاظ على توازنك عليك أن تستمر في الحركة.» –ألبرت أينشتاين
إدراكًا من الجمعية العامة للأمم المتحدة لتفرُّد الدراجة الهوائية وتمتعها بخاصيتي تعدد الاستخدام وطول مدته، كما كان ذلك واضحًا خلال القرنين الماضيين؛ ونظرًا لما تتصف الدراجة الهوائية كذلك من كونها وسيلة نقل بسيطة ومستدامة وموثوقة ومحافظة على البيئة وأسعارها معقولة، قررت الجمعية العامة إعلان يوم 3 يونية يومًا عالميًّا للدراجة الهوائية.[1]
|
في مدخل شقتي تقف دراجتان يرعاهما بحب وعناية زوجي العزيز الذي انخرط في ركوب الدراجات منذ عامين تقريبًا في أثناء جائحة كوفيد-19. لقد حالفنا الحظ أننا لم نفقد عزيزًا بسبب الجائحة، وكذلك أن استطعنا الانعزال في أثناء فترة الإغلاق في منزلنا على ساحل البحر المتوسط؛ فكانت تلك الأيام الهادئة وسط الطبيعة الغناء بعيدًا عن صخب المدينة نعمة كبيرة.
وقد استعادنا كثيرًا من هواياتنا واهتماماتنا التي أهملناها وسط زحام وضجيج حياتنا اليومية، كما استكشفنا أمورًا جديدة. بالنسبة لي، فقد عدت للقراءة يوميًّا عوضًا عن القراءة أحيانًا في أثناء أيام العطلة، وكذلك للرسم والأعمال اليدوية التي طالما هويتها وافتقدتها؛ كذلك اختبرت صحوة تكنولوجية وغصت عميقًا في عالم التواصل والعمل عبر الإنترنت. ولكن بالنسبة إلى زوجي فقد انخرط في الأنشطة الرياضية: العدو والسباحة وركوب الدراجة.
فبدأ باستئجار دراجة والانضمام إلى جولات قصيرة داخل المدينة بهدف التسلية في أيام العطلة. وقد امتعه هذا النشاط كثيرًا فاشترى أول دراجة، وهي من النوع الهجين الذي يسهل ركوبه بالنسبة إلى المبتدئين، وقد أصبح ركوبها هوايته المفضلة. ولما طالت الجولات وأصبحت رياضية أكثر، وبتحسن أداءه اشترى الدراجة الثانية وهي أكثر احترافية وأخف وأسرع، ويركبها الآن في جولات طويلة خارج المدينة.
لقد عدت مؤخرًا لممارسة الرياضة ولكن لا أظن أنني سأمارس ركوب الدراجات أبدًا. فلم أتعلم قط ولدي خوف كبير من السقوط والإصابة. قد يبدو ذلك غريبًا ولكن لكل شخص حدوده الغريبة! لهذا السبب أُعجب كثيرًا بقدرة زوجي وأي شخص لديه نزعة رياضية على الانغماس بشغف في الأنشطة الرياضية بصفة مستمرة. فالرياضة هي إكسير الحياة الحقيقي.
اختر ركوب الدراجة من أجل نفسك
بالإضافة إلى متعة ركوب الدراجة، لا يستلزم الأمر سوى ساعتين إلى أربع ساعات أسبوعيًّا لتحقيق تحسن عام في صحة الفرد. ركوب الدراجة:
- يستخدم جميع المجموعات العضلية الرئيسية.
- لا يستلزم مستوى عالي من المهارات الجسدية.
- يزيد القدرة على التحمل والقوة واللياقة الهوائية.
- يتسبب في إجهاد وإصابات أقل من معظم أشكال التمرين الرياضي الأخرى.
- يمكن ممارسته بشدة منخفضة بدايةً مع قابلية رفع شدته لتصل إلى تمرين بدني قوي.
ركوب الدراجة نشاط هوائي في الأساس مما يعني تمرين قلبك وأوعيتك الدموية ورئتيك. فسوف تتنفس بعمق وتتعرق وتختبر ارتفاعًا في درجة حرارة الجسم مما يحسن مستوى لياقتك بشكل عام.
وتشمل الفوائد الصحية لركوب الدراجة تحسن صحة القلب والأوعية الدموية، وقوة العضلات، والمرونة؛ وكذلك تقوية العظام وتحسن حركة المفاصل والوقفة والتنسيق؛ بالإضافة إلى انخفاض مستويات الدهون والوقاية من الأمراض أو إدارتها، وكذلك التقليل من مستويات التوتر.
اختر ركوب الدراجة من أجل الكوكب والناس
إلى جانب كونه اقتصاديًّا فإن ركوب الدراجة بصفته وسيلة مواصلات يستبدل فترات الجلوس في المركبات التي تعمل بالمحركات بنشاط صحي، ما يعد تحسنًا كبيرًا ومهمًّا في نوعية الحياة التي يعيشها الفرد. إلا أن التحسن الأكبر والأهم يكون في نوعية البيئة التي يعيش فيها هذا الفرد وجميع الناس على كوكب الأرض ويستمتعون بها ويستفيدون منها.
فركوب الدراجة يستهلك وقودًا أحفوريًّا أقل ويعد وسيلة مواصلات خالية من التلوث. وركوب الدراجة للعمل يقلل من انبعاثات غازات الدفيئة الخاصة بك بنحو 3000 رطل سنويًّا –وهذا لا يؤمن صحتك فحسب، بل يؤمن صحة مجتمعك ككل. كذلك فإنه يحافظ على الطرقات والمناطق السكانية، مما يوفر فرصًا للتقليل من المساحات الأسمنتية ويتيح زيادة الحياة النباتية في المناطق الحضرية. كما يعني سيارات أقل، ما يمكن أن يجعل الطرق أكثر أمنًا. بالإضافة إلى أن الدراجات تقلل الحاجة إلى صناعة السيارات وخدمتها والتخلص منها.
اختر ركوب الدراجة بأمان
مشكلة ركوب الدراجات في الخارج هي احتمالية وقوع حوادث، سواء في المناطق الحضرية أو الريفية؛ فضع النصائح التالية في الاعتبار من أجل أمانك على الطريق:
- التزم قدر الإمكان بالركوب في الحارات المخصصة للدراجات أو في الشوارع الجانبية، واتبع القواعد المرورية دائمًا.
- كُن حذرًا قبل تقاطعات الطرق وفي المناطق المزدحمة، حتى وإن كنت ملتزمًا بالقواعد المرورية.
- استثمر في خوذة جيدة النوعية وأي مستلزمات وقائية أخرى قد تحتاج إليها.
- تفادى ارتداء أي ملابس واسعة يمكن أن تشتبك في سلاسل الدراجة.
- استخدم إضاءة الدراجة والملابس العاكسة للضوء في أثناء ركوب الدراجة مساءً أو في الصباح الباكر.
- إذا كنت تركب الدراجة كوسيلة انتقال، استثمر في ملابس ملائمة للمطر والبرد، وكن مستعدًا لاستخدام وسيلة مواصلات بديلة إذا كانت الظروف غير ملائمة لركوب الدراجة بأمان.
- بالنسبة إلى الجولات اليومية الطويلة، استخدم واقي من الشمس على جميع أجزاء الجلد المكشوفة وأعد وضعه كل ساعتين، خاصةً إذا كنت تتعرق. ارتدِ نظارات وقبعة واقية من الأشعة فوق البنفسجية، وفكر في الاستثمار في ملابس واقية منها.
- ينصح بأن تحمل على الدراجة عدة أدوات صيانة ومنفاخ للطوارئ، وخصوصًا في أثناء الجولات الطويلة والجولات خارج المدينة.
يمكن ركوب الدراجة يوميًّا، بالأخص إذا كانت وسيلة التنقل الخاصة بك، أو إذا كنت تركبها بشدة منخفضة. ولكن عليك أن تأخذ قسطًا من الراحة إذا شعرت بألم أو تعب أو وجع في العضلات. إذا كنت تركب الدراجة للتريض، قد تحتاج لأخذ يوم راحة كاملًا كل أسبوع، وبالأخص إذا كانت جولاتك أطول أو بشدة عالية.
فالاستشفاء مهم وضروري للوقاية من من الإصابة ولتحسين الأداء. إذا كانت لديك أية إصابات يمكن أن يؤثر فيها ركوب الدراجة، من الأفضل الانتظار حتى يتم شفائك. وأخيرًا، تحدث مع طبيبك إذا كنت تعاني أية أمراض يمكن أن يؤثر عليها ركوب الدراجة.
المراجع
www.betterhealth.vic.gov.au
www.qld.gov.au
www.momentum-biking.com
www.healthline.com