"أبطال البيئة" قائمة تنشرها مجلة تايم "Time"، وقد نُشرِت القائمة الافتتاحية في أكتوبر 2007، وضمت ثلاثة وأربعين اسمًا؛ ما بين أفرادٍ ومجموعات ساهمت بقوة في الحفاظ على البيئة. وتنقسم هذه القائمة إلى أربع فئات: قادة وأصحاب رؤى؛ ونشطاء؛ وعلماء ومبتكرين؛ وعمالقة الأعمال والمبادرات.
صَاحَبَ القائمةَ الأولى مقدِّمةٌ مؤثرة كتبها براين والش شارحًا فيها الهدف من وضع القائمة وكيفية اختيار الأسماء المدرجة بها. وقد بدأت تلك المقدِّمة كالتالي: "على الرغم من كونها موطنًا لنا جميعًا، فإن أرضنا صامتة. فليس للأرض صوتٌ في أيِّ مجلس شيوخ أو برلمان، ولا هي تمتلك حصصًا في السوق، ولا هي بقادرة على السير في مظاهرات معارضة، وليس بوسع الأرض أن تشتري سيارة هجينة تعمل بمحركات متنوعة. ليس للأرض صوتٌ؛ ومن ثَمَّ، لا بد من أن يتحدث أحدهم عنها. وهكذا، فنحن نلقِّب الرجال والنساء المذكورين في الصفحات التالية أبطالاً؛ لأنهم تكلموا بلسان كوكبنا".
في هذا المقال، نسلِّط الضوء على أكثر الأسماء الواردة في القائمة تأثيرًا وابتكارًا.
محمد نشيد
محمد نشيد عالم بحري، وناشط بيئي، وسياسي من مؤسسي الحزب المالديفي الديمقراطي. وقد تقلد منصب الرئيس السادس لجمهورية المالديف في الفترة 2008–2012.
من الحقائق المسجلة التي لا مجال لإثارة الشكوك حولها أن نشاط الجزر عند جزر المالديف يعمل بانتظام على نقل شواطئ رملية كاملة من أحد جوانب الساحل للآخر، مبتلعًا بذلك أو مظهرًا للشعب المرجانية والصخور. فبنهاية هذا القرن – وذلك وفقًا لتنبؤات علمية عديدة – سترقد جزر المالديف المنخفضة تحت سطح الماء بالكامل. ومنذ توليه مقاليد الحكم في انتخابات، وضعت نهاية لحكم ديكتاتوري استمر لثلاثة عقود، ناصر نشيد النضال ضد تغير المناخ؛ فباتت أمَّته الصغيرة التي لا يتجاوز سكانها 400.000 نسمة رمزًا لما أصبح على المحك وما يمكننا عمله لتغييره.
فارتفاع مستوى سطح البحر الناجم عن نمو صناعي استمر لقرن كامل – ربما لا يكون خطأ جزر المالديف، ولكنه مشكلتها. ومن الممكن أن يشير ما سيحدث لهذه الجزر في السنوات القادمة إلى ما سيحدث في المناطق الساحلية حول العالم، وذلك حسب توقعات الخبراء؛ فيقول نشيد: "نحن نمثل للعالم الخط الأمامي للصراع؛ ونحن أمله الأوحد".
وقد أعلن نشيد أن جمهورية المالديف ستصبح في خلال عشرة أعوام أول دولة متعادلة الكربون في العالم؛ من خلال تنفيذ سلسلة من مشروعات الطاقة البيئية. وقد احتفى العلماء والناشطون البيئيون بنشيد بوصفه حاملاً لرسالة مكافحة تغير المناخ في محادثات كوبنهاجن. فقد دوَّت كلماته في خطابه الذي ألقاه في مجلس العموم البريطاني في 6 يوليو 2009: "نحن نريد أن ننقل المحادثات الدولية من خضم التعاطف إلى الفعل".
غير أن نشيد يعرف أن اليوم الذي لن تبقى به الأشجار أو اليابسة آتٍ لا محالة. ومن هنا، أعلن بعد توليه منصبه عن خطة لإنشاء صندوق دعم سيادي لتمويل شراء أراضٍ في بلد كبير، مثل أستراليا أو الهند؛ لتكون وطنًا جديدًا لسكان جزر المالديف كافة. فلدى نشيد رؤية واضحة عن الحقيقة الجلية التي تهدد الدول الجزرية الصغيرة في القرن القادم. والسياسة التأمينية لجزر المالديف هي شراء الأراضي: "نحن لا نريد الرحيل، ولكننا لا نريد أن نرى أطفالنا وأحفادنا في مخيمات اللاجئين أيضًا".
فريدريك هوج
يرأس فريدريك هوج – وهو ناشط بيئي نرويجي – مؤسسة بيلونا، وهي منظمة بيئية دولية غير حكومية متعددة التخصصات مركزها أوسلو. وقد شارك في تأسيسها في 1986؛ وهي تضم ستين مهندسًا وفيزيائيًّا فقط.
كان هوج طالب المدرسة مشاركًا نشطًا في مؤسسة "الطبيعة والشباب"، وقد ترك مدرسته الثانوية؛ ليتفرغ تمامًا للقضايا البيئية. وقد برز في 1985 قائدًا لمجموعة صغيرة من النشطاء البيئيين، نالت تغطية إعلامية واسعة لما اتبعته من مناهج غير تقليدية. وكان من محلات اهتمامهم تحديد مواقع دفنت بها المخلفات الصناعية السامة، كما حاربوا ضد مخططات للتخلص من مخلفات مناجم التيتانيوم الضارة في المسطحات المائية.
لا يحدد فريدريك هوج ولا مؤسسته نفسهما للعمل المحلي. ففي تسعينيات القرن الماضي، تأسس للمنظمة فرعٌ في روسيا ركَّز تركيزًا كبيرًا على التعامل مع الكميات الكبيرة من المخلفات النووية المتراكمة عبر السنين؛ الأمر الذي أدى إلى جدال استمر لسنوات مع السلطات الروسية. وقد قبض جهاز الأمن الاتحادي على ألكسندر نيكيتين – ممثل مؤسسة بيلونا بمدينة مورمانسك الروسية – ووجه إليه تهمة الخيانة والتخابر، وقد تمت تبرئته بعد سنوات من المحاكمة. وقد وصف هوج تلك الفترة – بعد ذلك – بالصراع الأصعب في تاريخ مؤسسة بيلونا، والذي انتهى نهاية يشرف بها.
يعتمد منهج هوج العملي في قوته على التعاون مع الصناعات الثقيلة، وليس محاربتها. فمؤسسة بيلونا تهدف إلى مساعدة كبرى شركات البترول؛ مثل: شركة ستايت أويل هايدرو النرويجية، وشركة شيل الإنجليزية الألمانية العملاقة، لتصبح شركات أكثر محافظةً على البيئة. وعلى الرغم من أنه لا يتفق دومًا مع أصحاب الأعمال الكبيرة، فإن كبار موظفي هذه الشركات يقدرون فهم مؤسسة بيلونا الصحيح للعلوم. ويشتهر هوج بمقولته: "الشيء الذي يخيفني أكثر من التهديدات البيئية هو اللامبالاة تجاهها".
جو روم
جوزيف روم كاتب، ومدون، وفيزيائي، وخبير مناخ أمريكي معني بطرق الحد من انبعاثات غازات الدفيئة والاحترار العالمي، بالإضافة إلى زيادة أمن الطاقة من خلال زيادة الكفاءة البيئية، وتقنيات الطاقة والنقل النظيفة.
في عام 2005، فقد أخو روم بيته في مسيسيبي خلال إعصار كاترينا. جعلت تلك الحادثة من الاحترار العالمي قضية شخصية لروم؛ حيث بدأ مشروعًا بحثيًّا متعمقًا ليقرر ما إذا كان من الصحيح أن يعيد أخوه بناء بيته هناك. وكانت نتيجة ذلك المشروع كتاب "مهما تكلَّف الأمر" (Hell and High Water) عن الاحترار العالمي الذي أصدره في 2006. وعلى غلاف مؤلَّفه، كتب روم: "إن عواقب عدم فعل أي شيء أكثر كثيرًا مما يدركه البشر".
وروم حاليًّا صاحب مدونة "تطورات المناخ"، وهي بلا منافس إحدى أكثر مدونات تغير المناخ شهرة على شبكة الإنترنت؛ حيث يدمج بها ثقافته العلمية مع وازع بيئي قوي، وثورة غضب أخلاقية. فيتخذ روم من مساعدة الناس على إدراك أن الاحترار العالمي كارثة إنسانية محتملة يمكن مواجهتها بتطبيق التقنيات النظيفة باستمرار – رسالة لحياته. وما بدأ بعمل صغير يقوم به يوميًّا إلا وقد تحوَّل إلى عمل كامل الوقت؛ حيث يعكف روم على البحث عن دراسات المناخ على شبكة الإنترنت وغربلتها حسبما يتناسب مع قيمه الثابتة.
وعلى عكس كثير من مدوني المناخ، لا يناقش روم الاحترار العالمي من خلفية بيئية، وإنما من خلفية الأمن القومي. فبعدما تخرج في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، عمل في مؤسسة روكفيلير، وكانت وظيفته في وقت الحرب الباردة هي تحديد المشكلات الكبرى الجديدة التي يواجهها العالم. وبعدما تحدَّث مع خبراء من مختلف المجالات، حددها كالتالي: الطاقة وتغير المناخ، وقد اعتقد أنهما الموضوعان النائمان اللذان سيهيمنان على العقود الآتية.
تاكاشي يابي
تاكاشي يابي أستاذ بقسم الهندسة والعلوم الميكانيكية، بمعهد طوكيو للتكنولوجيا، وهو متخصص في الدراسات النظرية والتجريبية عن التفاعلات بين أشعة الليزر والمواد. وحاليًّا، يصح لنا أن نصف يابي بأحد أبرز علماء المواد الحرارية والموائع وأبرز خبراء الصهر بالليزر في العالم.
ففي بحثه يستخدم يابي شاشة مستوية عملاقة لتساعده في شرح الجسيمات الدقيقة محل عمله: دائرة طاقة المغنسيوم ودائرة حقن المغنسيوم، أو "ماجيك" كما يطلق عليها اختصارًا. ويعتقد يابي في أن ماجيك – وهي سحرية بالفعل كما يوحي اسمها – من شأنها الحد من اعتمادنا على الوقود الأحفوري؛ حيث تتيح لنا بناء مجتمع قائم على المغنسيوم يعتمد على طاقات نظيفة مصدرها الشمس.
يقول يابي بأن المحيطات تحوي 1.800 تريليون طن من المغنسيوم، وذلك قدر كافٍ لسد حاجة العالم من الطاقة لثلاثمائة ألف عامٍ قادم. غير أن ذلك العنصر المعدني ذا "البريق الأبيض الفضي" لم يُعدَّ قط مصدرًا عمليًّا للطاقة؛ لأن عملية تحسينه في درجات حرارة عالية تصل إلى 4.000 درجة مئوية تتطلب كثيرًا من الأموال والجهود. فمنذ عام 2005، يقوم يابي وزملاؤه بتطوير نظام من العدسات وأشعة الليزر لتسخير أحد مصادر الطاقة الأكثر توافرًا من حولنا؛ حيث يؤكد يابي: "نحن نستخدم ضوء الشمس، وهو متاح بالمجان".
من هنا، أسس يابي شركة مغامرة أطلق عليها "إلكترا" لتحقيق حلمه بـ"مجتمع قائم على المغنسيوم"؛ باستخدام قوة الليزر التي تمدها الشمس بالطاقة اللازمة؛ ويعمل حاليًّا مديرًا تنفيذيًّا لها.
شيري لياو
شيري لياو ناشطة بيئية، وصحافية، ومنتجة أفلام وثائقية صينية، والتي يُنسب لأعمالها الفضل في تقدُّم الحركة البيئية الصينية.
أسست لياو جمعية غير حكومية أسمتها قرية بكين العالمية، والتي تُعدُّ من أوليات المجموعات المدافعة عن البيئة في الصين. وبالنسبة لشيري لياو، فإن حل المشكلات التي فرضها الجانب الخطير للحداثة بالصين يكمن في الحكمة القديمة المتمثلة في مفهوم التأقلم مع الطبيعة. ففكرتها هي الترويج لحياة يسودها التناغم؛ من خلال تقليل الاستهلاك، والحد من الممارسات الضارة في حياتنا اليومية.
في مايو 2008، ضرب الصين زلزال مدمِّر خلف وراءه حوالي 90.000 قتيلٍ، وخرابًا واسع المدى؛ فقامت لياو بمصاحبة مجموعة من النشطاء البيئيين بتوصيل رسائلهم البيئية في قرية "دابنج" الواقعة جنوب غرب المقاطعة الصينية سيشوان، والتي تدمرت في إثر الزلزال. وقد ذهبت المجموعة أولاً للمساعدة في جهود الإنقاذ، غير أنها انتهت بتعليم أهل القرية ممارسات صديقة للبيئة، من شأنها أيضًا أن تشعل نشاط قاعدة المجتمع.
والآن تقدِّم المزارع العضوية منتجات راقية للمستهلكين القادرين، ويعيش العديد في مساكن أعادوا بناءها باستخدام مواد؛ مثل أخشاب البامبو المنتجة محليًّا. الفكرة – كما تتحدث عنها لياو – هي الترويج لـ"حياة يسودها التناغم"؛ وذلك منهج يبشر بالتوازن بين الجسم والعقل، وبين الفرد والمجتمع، وبين الناس والكوكب.
آل جور
آلبيرت أرنولد جور ج.ر.، الشهير بآل جور، سياسي، ومحامٍ، وخيِّر أمريكي، قد تولى منصب نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الخامس والأربعين. وقد تعثَّر آل جور بقضية الاحترار العالمي عندما كان طالبًا بجامعة هارفارد؛ ففهم الجانب العلمي لها سريعًا. ومنذ أن سطع نجمه السياسي، لم يدَّخر جهدًا في تنبيه الناس إلى أننا نضر كوكبنا وأنفسنا جرَّاء تلهفنا على الوقود الأحفوري.
وقد قام الجاهلون بالسخرية من الفراسة العلمية لعضو الكونجرس، ونائب الرئيس، ومرشح الرئاسة الأمريكي. وبعدما اعتزل العمل السياسي وجد آل جور طريقة لإنجاز عمل حياته، وذلك من خلال عمل عرض تقديمي إعلامي عالمي تحول بعد ذلك لكتابه وفيلمه الوثائقي الجديرين بالاحترام "حقيقة مقلقة".
أُثني على الفيلم منذ صدوره لما أسهم به من رفع الوعي العام عن الاحترار العالمي، وإعطاء طاقة دافعة للحركة البيئية مرة أخرى. كما تم تضمين الفيلم في مناهج العلوم الدراسية في عديد من المدارس حول العالم، مما أثار بعض الجدل. وقد حصد جائزة أوسكار في 2006، وتلقاه السياسيون بشكل جيد في أماكن كثيرة حول العالم.
أنشأ آل جور بالتعاون مع اتحاد الحفاظ على المناخ مؤسسة "بإمكاننا حلُّها"، وهي برنامج قائم على شبكة الإنترنت تتم الدعاية له على شاشات التلفزيون؛ ويهدف إلى نشر الوعي بأزمة المناخ والاحترار العالمي، وجمع التوقيعات؛ لكي تهتم الصحافة بالأزمة بشكلٍ أكبر، وأن تبذل الحكومة جهودًا أكبر لدعم البيئة. والهدف الأكبر من ذلك البرنامج هو وضع نهاية لظاهرة الاحترار العالمي؛ وعلى الرغم من أن هذا البرنامج موجه بشكل أساسي إلى الشعب الأمريكي، فإن التصويت والجهد المبذول عالميٌّ، وقد تخطى المليون توقيع.
وقد ساعد فيلم آل جور والكتاب المصاحب له "حقيقة مقلقة: ظاهرة الاحترار العالمي الكوكبية الطارئة وما يمكننا فعله تجاهها"، ساعدا في إبراز قضايا تغيُّر المناخ والبيئة للرأي العالم. كما ساعد العملان نائب الرئيس الأسبق في الفوز بجائزة نوبل للسلام مناصفة مع اللجنة الدولية للتغيرات المناخية في 2007.
في السنوات الأخيرة، ظل جور مشغولاً بأسفاره حول العالم ليلقي الخطابات في الأحداث المتعلقة بالتوعية عن الاحترار العالمي والمشاركة بها. ولقد قوبل عرضه التقديمي الرئيسي عن الاحترار العالمي بتصفيق حارٍّ، والذي قدمَّه ألف مرة على الأقل وفقًا لروايته في الفيلم. هذا، ويقود جور وأفراد عائلته مركبات ذات محركات هجينة؛ ليضربوا بذلك مثلاً على تنفيذ ما يدعو إليه الفيلم الآخرين من توفير للطاقة.
في مارس 2010، اتحدت منظمتان غير هادفتين للربح أسسهما آل جور – "اتحاد الحفاظ على المناخ" و"مشروع المناخ" – وسميت المنظمة المدمجة "مشروع الواقع المناخي" في يوليو 2011. وفي فبراير 2012، نظم "مشروع الواقع المناخي" حملة لقارة أنتاركتيكا، بالتعاون مع قادة مدنيين، وقادة أعمال، ونشطاء، ومواطنين مهتمين من بلدان عدة.
وعلى صعيد آخر، فقد وجهت انتقادات بيئية عديدة لآل جور. وقد تضمنت هذه الانتقادات أنه يدعي ذلك لينتفع من دوره كمستثمر في شركات التكنولوجيا النظيفة، وكمحام لإعانات التكنولوجيا النظيفة التي يمولها دافعو الضرائب؛ وأنه يأتي بمزاعم خاطئة علميًّا، ويستهلك قدرًا كبيرًا جدًّا من الطاقة، ويرفض عمل مناظرات مع الآخرين في موضوع الاحترار العالمي.
بينما يقترب العالم من بدايات عديدة لمآسٍ بيئية، وتزداد الكثافة السكانية العالمية بمعدل خمسة وسبعين مليون نسمة أو أكثر سنويًّا، وينمو الاقتصاد بشكل مطرد حول العالم، وتتزايد أعباء تغيُّر المناخ، وإزالة الغابات، والتلوث، وانبعاثات غازات الدفيئة، وانقراض الأنواع الحية، وتحمُّض المحيطات، وغيرها من التهديدات الكبرى المتزايدة، فإن الحاجة إلى أن يقوم مثل هؤلاء الرجال والنساء ليتحدثوا باسم كوكبنا الصامت ضرورية جدًّا؛ لعل العالم يبطئ من وتيرته ويستمع.
المراجع
www.time.com
www.harrietrohmer.com