أزرق الأطفال

شارك

 

لدينا جميعًا ألواننا المفضلة. والأطفال الرُضَّع ليسوا بمستثنين من ذلك. فنحن لا نكوِّن انطباعات عن الألوان ونحن كِبار فقط، بل إن الأطفال الرُضَّع والصغار يتأثرون بالألوان أيضًا إيجابيًّا وسلبيًّا. ومن ثمَّ، فإننا بحاجة إلى معرفة كيفية تأثير الألوان إيجابيًّا أو سلبيًّا على أطفالنا، وكيف تتناغم مع شعورهم، بل وتجعلهم ينامون بشكل أفضل أيضًا.

والأطفال حديثو الولادة شديدو الحساسية لألوان ملابسهم، ولألوان القبعات الصغيرة اللطيفة التي يرتدونها كثيرًا. فقد لاحظت أخصائية المعالجة بالألوان جوون ماكلويد، والتي عملت مع منظمة لرعاية الأطفال على دراسة تأثير الألوان على الأطفال، أن الاستخدام المناسب للألوان يمكن أن يكون له تأثير إيجابي للغاية على الأطفال المعنيين، ومثل هذه التأثيرات تشمل ما يلي:

  • تحسين النمو العاطفي،
  • زيادة نسبة المشاركة والتعاون،
  • الحد من مستويات الضوضاء،
  • الحد من التوتر والعدوانية،
  • المساعدة على النوم بسهولة وهدوء،
  • خلق بيئة أكثر هدوءًا ، وسعادة، وراحة،
  •  تسهيل تنظيم الأطفال لأفكارهم، والذي يؤدي بدوره إلى تحسين التطور العقلي على المدى الطويل.

علينا إذًا التأكد دائمًا ألا ينزعج أطفالنا من الألوان المحيطة بهم، ولهذا السبب تعد الألوان الفاتحة اختيارًا جيدًا لملابس الأطفال، وجواربهم، وبطانياتهم، وغيرها. قد تظن أن هذه الألوان الفاتحة قد تكون مملة وتقليدية عندما نتحدث عن الأطفال، لكن يوجد شيء من المنطق وراء اختيار كل من اللبني والوردي الفاتحين لطلاء غرف الأطفال الرُضَّع، وذلك لأنهم يكونون أسعد عندما تحيطهم درجات الألوان الفاتحة المهدئة. وهذان اللونان التقليديان لا يرتبطان باختلاف الجنسين بالضرورة، فكلاهما جيد للأطفال بجنسيْهم.

فالأطفال حديثو الولادة لديهم الكثير من الأشياء ليعتادوا عليها، ومن ثمَّ فهم في أمس الحاجة إلى بيئة مُهدئة للأعصاب. ولهذا، تجنب استخدام الأنماط المزركشة والألوان الصارخة في غرفهم، لأن ذلك من شأنه تحفيز النشاط الزائد، وعدم القدرة على النوم، وعدم الراحة. وإن كنت تجهز غرفة مولودك ولا تعلم نوع الجنين بعد، فيمكنك اختيار اللون الأرجواني الفاتح؛ فهو مناسب للجنسين وله تأثير مُهدئ للأعصاب.

ولكن ذلك لا يعني أنه يجب إبعاد الأطفال الرُضَّع عن الألوان الحيوية طوال الوقت. فهؤلاء الأطفال يستحقون التمتع بالأوجه الإيجابية للعالم الخارجي، بما في ذلك ألوانه؛ فيمكن ادخار الألوان البراقة لأوقات اللعب. ويمكن استخدام الألوان بفعالية مع الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين العام الواحد وثلاثة أعوام لتحفيز تطورهم العقلي.

مع ذلك تحذر جوون ماكلويد من "أن الأطفال في مثل هذه السن يجب ألا يقضوا إلا أوقاتًا قصيرة متقطعة في مثل تلك البيئات صاخبة الألوان. فقضاء فترات قصيرة في البيئات ذات الألوان الأولية البراقة قد يكون مفيدًا، لكن قضاء أيام كاملة في تلك البيئات ذات الألوان القوية سيرهق حواسهم."

فلتجنب الاستثارة الزائدة للأطفال بفعل الألوان، تنصح ماكلويد بطلاء الغرف بالألوان الفاتحة، وتقديم الألوان الأسطع في الألعاب، والمعدات، والمفروشات الناعمة. "ويمكن بعد ذلك نقل الألعاب أو تخزينها بعيدًا للحفاظ على المناخ الهادئ للغرفة".

كما تنصح ماكلويد باستخدام ألوان المرجان، أو الخوخ، أو الوردي لطلاء أسقف غرف نوم الأطفال، وذلك لتعزيز مناخ السلام والسكينة داخلها. فالطفل "سيقضي معظم وقته ليلاً ونهارًا ناظرًا إلى السقف، وهذه الألوان من شأنها خلق إحساس بالأمان داخل الغرفة".

ولكن لا تقلق من أن يتسبب اختيارك للألوان الخاطئة في إصابة طفلك بنوبات غضب متكررة أو في شعوره بالأرق المستمر؛ فالقواعد العامة للألوان سهلة الاتباع. فيعد كل من الأحمر، والبرتقالي، والأصفر من "الألوان المغناطيسية"؛ حيث تتمتع بتأثير قوي، وهي ألوان دافئة مفعمة بالطاقة والحماس.

وعلى العكس، يعد كل من الأزرق، والنيلي، والبنفسجي من الألوان "الكهربائية"؛ حيث إنها معتدلة، وملطفة، ومهدئة. ويقع اللون الأخضر في منتصف الطيف، فهو ليس بلون ساخن ولا بارد، وبذلك فإنه يخلق توازنًا. ونحن دائمًا نلجأ إلى اخضرار الطبيعة عندما نكون بحاجة إلى الإحساس بالسعة، والهدوء، والسكينة. ولذلك، فاستخدام اللون الأخضر في التصميم الداخلي يساعد على خلق إحساس بالتناغم والتوازن.

المراجع

babyworld.co.uk
library.thinkquest.org

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية