المقالات

الأطفال والأمراض النفسية

شارك

اعتقد كثير من الناس حتى فترة قريبة أن المرض النفسي مقتصر على الكبار والبالغين، وبعيد كل البعد عن الأطفال. فالطفل كائن بعيد عن المسئولية، وضغوط الحياة التي يتعرض لها البالغون، والتي قد تكون عادةً سببًا مباشرًا في عديد من الأمراض النفسية، كما أن فطرة الطفل تتمتع بمرونة عالية تجعله يتكيف مع متغيرات الحياة من حوله. ولكن، مع انفتاح البشر على مختلف العلوم ازداد الوعي بأهمية الصحة النفسية للطفل؛ لأنه أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والأمراض النفسية إذا تعرض لظروف حياتية مضطربة؛ وذلك نظرًا لهشاشة نفسيته.

وقد ظل التعامل مع نفسية الطفل مثل التعامل مع الشخص البالغ إلى أن تطور علم نفس الطفل؛ حيث اتضح الاختلاف بين الطفل والشخص البالغ من حيث النفسية ونمط الأفكار. فقد أدرك الناس أن الاتزان النفسي للطفل ينتقل من مرحلة الطفولة إلى مرحلة البلوغ، وقد يعاني الشخص مشاكل نفسية دائمة تنشأ أثناء مرحلة الطفولة. ومن ضمن الأسباب التي قد تساعد في حدوث مشاكل نفسية للطفل:

  1. أسباب اجتماعية: تتمثل في علاقات الطفل بالشخصيات والأحداث المحيطة، وأهمها علاقة الطفل بأبويه؛ فهما يمثلان الأمان له؛ وخلل العلاقة يخلق طفلًا غير سوي نفسيًّا.
  2. أسباب ثقافية: مثل وسائل الإعلام، والمعتقدات الدينية والأعراف التي يفرضها المجتمع؛ فتؤثر في أفكار الطفل وشكل علاقاته.
  3. أسباب اقتصادية بيئية: يعمل المستوى الاقتصادي والبيئي المنخفض على إعاقة حصول الطفل على البيئة الصحية والتعليمية والتربوية المناسبة.
  4. أسباب جينية وراثية: يمكن اكتشاف هذا العامل عن طريق مراجعة التاريخ المرضي للعائلة.

ونتيجة للأسباب السالف ذكرها، يمكن أن يصاب الأطفال بأمراض نفسية من أهمها:

  • متلازمة فرط الحركة وتشتت الانتباه: قد يكون منشأها سلوك عنف موجه ضد الطفل أو رؤيته لمشاهد عدوانية بكثرة.
  • اضطرابات القلق: وأعراضه التعرق الزائد وزيادة ضربات القلب، والنوم المضطرب والكوابيس.
  • السكيزوفرينيا أو الفصام: وتشمل تصورات وأفكارًا مشوهة مثلما يحدث للبالغين.
  • اضطرابات التشنج اللاإرادي: وفيها يكرر الطفل أصواتًا وحركات مفاجئة لاإرادية ولا معنى لها.
  • الاكتئاب: وتظهر أعراضه في انعزال الطفل، وعدم مبالاته بالانخراط في أي نشاط طبيعي أو تواصل مجتمعي.

بناءً على ذلك، ينبغي لنا الاطلاع باستمرار على أساليب التربية الصحيحة وكيفية تنشئة طفل سليم نفسيًّا. ويجب أيضًا الاستماع الجيد لمشاعر الطفل ومساعدته على التعبير عن غضبه، وطمأنته وشرح ما يحدث له من متغيرات. إلى جانب ذلك، يجب أن يكون الأهل هم القدوة ومصد الأمان الأساسي في حياته، كما يجب طمأنته بشكل دائم بأنه مقبول ومحبوب بلا شروط. حاول أيضًا ألا تعرض طفلك لمواقف تفوق احتماله النفسي، مثل: إجباره على التعامل مع بيئة غير مريحة له، أو تركه مع أشخاص قد يسيئون معاملته. كذلك عليك أن تبعده عن برامج التلفاز غير المناسبة له، أو التي تحتوي على مشاهد عنف.

عند ملاحظة أي أعراض نفسية على طفلك ويجب التوجه إلى الاختصاصي النفسي حتى يجري الفحوصات اللازمة ويراجع التاريخ المرضي للعائلة؛ لتقييم الحالة وتحديد طريقتي التعامل والعلاج المناسبتين، واللتين قد تشملان واحدًا أو أكثر من أساليب العلاج الآتية:

  • العلاج الدوائي: مثل مضادات الاكتئاب، وأدوية تحسين الحالة المزاجية، والتي يجب أن تكون تحت إشراف الطبيب فقط.
  • الجلسات النفسية: يجري فيها الطبيب محادثات بتسلسل معين مع الطفل، وعلى أساسها يحدد برنامجًا علاجيًّا ينفذ بالاشتراك مع الأسرة والمدرسة.
  • العلاج الإبداعي: بالرسم واللعب أو التمثيل، وهو مفيد جدًّا للأطفال الذين لا يستطيعون التعبير عن مشاعرهم بالطرق العادية.

المراجع

mayoclinic.org

medicinenet.com

verywellmind.com

Image by rawpixel.com

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية