المقالات

هل يُفرِّق فيروس كورونا بين الذكور والإناث؟

شارك

منذ بداية جائحة فيروس كورونا المستجد «سارس-كوف-2»، لاحظ العلماء أن شدة أعراض المرض الذي يسببه الفيروس ونسبة الوفيات أكثر شيوعًا لدى الرجال مقارنة بالنساء. وعليه، فقد أجروا عددًا من الدراسات العلمية في محاولة لفهم العلاقة بين الهرمونات الأنثوية وشدة أعراض مرض كوفيد-19. وتتضمن الهرمونات الأنثوية الإستروجين، والبروجسترون، وقليل من التستوستيرون أو ما يعرف بهرمون الذكورة؛ ولكن، سنتناول في هذا الموضوع هرموني الإستروجين والبروجسترون فقط.

هرمون الإستروجين يقلل شدة أعراض كوفيد-19

توصلت دراسة علمية في أغسطس 2020 إلى أن هرمون الإستروجين قد يقلل من شدة أعراض «كوفيد-19» لدى النساء.

أجرى الدراسة مجموعة من العلماء في كلية ويك فورست للطب، وراجعوا البيانات قبل السريرية المنشورة حول نشاط الهرمونات الخاصة بالنوع، وخاصة هرمون الإستروجين. وأرجعوا السبب في ذلك إلى أن هرمون الإستروجين يخفض مستوى الإنزيم المحوِّل للأنجيوتنسين «ACE2» في القلب، وهو إنزيم مرتبط بأغشية خلايا القلب والشرايين، وهو أيضًا المستقبل الخلوي لفيروس كورونا.

ولأن هرمون الإستروجين يخفض مستوى الإنزيم في القلب، فإنه يقلل من شدة أعراض مرض كوفيد-19 الذي يسببه فيروس كورونا المستجد لدى النساء، في حين تتدهور الأعراض عند الرجال بسبب انخفاض نسبة الهرمون لديهم.

هرمون البروجسترون أيضًا يقلل من أعراض المرض

أظهرت ورقة بحثية نُشرت في نوفمبر 2020 أن الستيرويدات الإنجابية للإناث تلعب دورًا وقائيًّا. وقد بدأ الاهتمام بهذا الأمر حينما أظهرت بعض التقارير أن النساء الحوامل المصابات بفيروس كورونا اللاتي لم تكن تعانين من أعراض شديدة، تدهورت حالتهن بعد الولادة مباشرة لدرجة تتطلب العناية المركزة.

ربط العلماء بين هذا التدهور وبين انخفاض تركيز هرمون البروجسترون إلى أقل مستوياته لديهن عقب الولادة؛ بعدما كان قد وصل إلى 100 مرة أكثر في الثلث الأخير من الحمل. أيضًا، وُجد أن النساء الحوامل أقل عرضة للوفاة جراء الإصابة بكوفيد-19 بنسبة 15% مقارنة بالأخريات، ويُعزى هذا إلى الهرمونات الأنثوية، خاصة البروجسترون. فمن شأن البروجسترون الحدِّ من حدوث الالتهابات الشديدة؛ إذ يُجنب الجسم الإفراط في التعبير عن السيتوكينات المسببة للالتهابات.

جميع النساء لسن على قدم المساواة

رغم أن هرمونات الأنوثة تساعد النساء في مكافحة فيروس كورونا، ولكن وفقًا لتقرير صادر من جامعة فلوريدا في فبراير 2021، فإن النساء لا تتمتعن بدرجة الحماية والمقاومة نفسها ضد الفيروس.

فقد وجد التقرير أن النساء بعد انقطاع الطمث والنساء اللائي وضعن للتو قد يكن أكثر عرضة للإصابة بمرض كوفيد-19 بسبب انخفاض مستويات هرموني الإستروجين والبروجسترون. كما أن النساء المصابات بمتلازمة تكيس المبايض أكثر عرضة لمضاعفات المرض بسبب ارتفاع معدل إصابتهن بأمراض القلب، أو ارتفاع ضغط الدم، أو السكري.

بالنظر إلى دور الهرمونات الأنثوية في مقاومة أعراض كوفيد-19، فهل من الممكن اللجوء للعلاج التعويضي بالهرمونات في بعض الحالات؟ بالفعل، تُجري حاليًّا أبحاث سريرية لتقييم إعطاء بعض المرضى جرعات من هرمون البروجسترون لتحسين مقاومتهم للفيروس. ولكن، حتى الآن لا توجد اقتراحات لاستخدام الأدوية الهرمونية التي تحتوي الإستروجين والبروجسترون في بروتوكولات مكافحة كوفيد-19، رغم إظهار دراسة حديثة أجريت في كلية أكسفورد الملكية، أن النساء اللائي يستخدمن أي شكل من أشكال العلاج التعويضي بالهرمونات كن أقل عرضة للوفاة بسبب كوفيد-19 بنسبة 78٪.

المراجع

news.fiu.edu
sciencedaily.com/releases/2020/08/200827154957.htm
sciencedaily.com/releases/2020/11/201124122919.htm
theguardian.com

من نحن

«كوكب العلم» مجلة علمية ترفيهية باللغتين العربية والإنجليزية يصدرها مركز القبة السماوية العلمي بمكتبة الإسكندرية وتحررها وحدة الإصدارات بقطاع التواصل الثقافي ...
مواصلة القراءة

اتصل بنا

ص.ب. 138، الشاطبي 21526، الإسكندرية، جمهورية مصر العربية
تليفون: 4839999 (203)+
داخلي: 1737–1781
البريد الإلكتروني: COPU.editors@bibalex.org

شاركنا

© 2024 | مكتبة الإسكندرية