Skip Navigation Links

تفاصيل المتحدث

الدكتور

علي  ثابت

كلية الآداب، جامعة الإسكندرية


مصر


عرض الملخص:

دور الطباعة في تفعيل القضية الأرمنية في الدولة العثمانية: تُعد الطباعة عاملاً محورياً ي التواصل الثقافي والحضاري بين الأِمم ، لأنه يقوم علي أساسها نقل الثقافات والحضارات من شعب إلي آخر، ومنذ أن قام الألماني "جوتنبرج" بإختراع آلة الطباعة التي تُعد الأداة الأولي لنشر الثقافة ، أيقين الأرمن ضرورة تلك الآلة وأنهم بواستطها يمكنهم نقل ذخائر من الإرث الثقافي والحضاري الأوربي القديم والحديث إلي أمتهم ، وكذا من خلال تلك الآلة يستطيعون محاربة ذوبانهم في خضم الفسيفساء من شعوب الدولة العثمانية . تمثلت البادرة الجنينية لميلاد الطباعة الأرمنية في المحاولة الناجحة للأرمني " هاكوب ميجابارد " عام 1512 م ، بطبع خمسة كتب أرمنية دفعة واحدة في مطبعة " زوان أندريا " في فينسيا بإيطاليا ، وتتابعت المحاولات إلي أن قام الأرمن في عام 1567 م بإنشاء أول مطبعة في الدولة العثمانية واستخدموها في طباعة كتبهم وآثارهم ، كذلك في عام 1771 م جلب الأرمن عدة مطابع وأنشاؤا معملاً للورق وأخذوا بطبع كتبهم الحديثة والقديمة ، ولم يكد القرن التاسع عشرينتصف إلا وكان للأرمن مطبعتان في الأستانة وذلك عام 1845 م ونظراً للارتباط الوثيق بين الطباعة والصحافة ، قد مثلت النهضة الأرمنية في هذا المجال دفعة قوية للصحافة الأرمنية في الدولة العثمانية ، ففي الفترة من ( 1862- 1878 ) ، ارتفع عدد الصحف الأرمنية حتي وصل إلي 88 مجلة وجريدة يومية وشهرية في الأستانة وأزمير وباقي الولايات الأرمنية . وعلي أية حال ، لقد أثري هذا النشاط الكبير للطباعة الأرمنية المجال التعليمي للأرمن ، ففي عام 1845م وجدت في الأستانة 10 مدراس أرمنية ، وفي عام 1859م ارتفع العدد إلي 42 مدرسة ضمت 5500 طالباً أرمنياً ، وأُنشئت 15 مكتبة عامة أيضا . وعلي خط متواز تمخض عن تلك الحركة الثقافية والتعليمية التي أحدثتها الطباعة الأرمنية جيل أرمني واعيا ومثقف ، أخذ يتدرج في منظمومة الدولة العثمانية إدارياً وسياسياً، حتي أصبح الأرمن عنصراً مميزاً داخل الدولة . ومع عوامل الضعف التي هزت الكيان العثماني وخصوصاً في النصف الثاني من القرن التاسع عشر ، وظهور الحركات القومية في البلقان وحصول بعضها علي الحكم الذاتي ، شعر الأرمن بأنهم ليسوا أقل من تلك الشعوب التي سعت وراء استقلالها ، ومن ثم فإن الجيل الذي أفرزته الحركة الثقافية الواسعة التي تمخضت عن نهضة الطباعة الأرمنية ، حمل لواء المطالبة باستقلال الأرمن ، وعادت الطباعة الأرمنية لتعلب نفس الدور الذي لعبته في قيام النهضة الثقافية ، فظهرت الصحف الثورية من أمثال "الهنشاك" أو الجرس ، لتهيئة الشعب الأرمني للمطالبة بالاستقلال وكذلك لعرض القضية الأرمنية علي الدول الأوربية ، وبذا فقد أسهمت الطباعة الأرمنية بداية في تربية جيل أرمني مثقف ، ثم بعد ذلك في بث الروح الثورية فيه ليطالب باستقلاله.


الحالة: مؤكد