Skip Navigation Links

تفاصيل المتحدث

الدكتور

الريح  الليث

كلية تنمية المجتمع، جامعة النيلين، الخرطوم


سودان


عرض الملخص:

إسهام الكتاب المطبوع في نشر ثقافة التواصل الحضاري بين الشعوب: ظل الناس ولقرون من ماضيهم القديم يسجلون ما يجري لهم بطرق وأدوات بدائية مستوحاة من البيئة أفلحوا في حفظها أحيانا وقست الطبيعة عليها أحايين أخرى فذهب كثير من ذلك الماضي ولم يطلع عليه أحد، فاندثرت كثير من أخبار القوم ودفنت معهم. ودفنت معهم أية فرص للتواصل والتعارف في ما بينهم، فظلت كل مجموعة بشرية تعيش في جزيرة معزولة عن باقي الجزر. فظل العالم تبعا لذلك مقطع الأوصال لا يجمع بينه جامع. حتى إذا ما ظهرت بواكير الطباعة قبل ألف عام ونيف أصبح التواصل بين من تقطعت بهم السبل ممكنا والالتقاء بين سكان الجزر المعزولة متاحا بعد أن كان مستحيلا. فلم يعد التعرف إلى الماضي من المستحيلات ولم يعد التعرف على تاريخ الأمم من خوارق العادات لما نجح الصيني بي شنغ في تطوير أول حروف متحركة لم يستفد العالم منها كثيرا لكثرة حروف الهجاء الصينية. ولم يمض كثير وقت حتى شهدت الطباعة ثورة حقيقية في مد جسور التواصل وحبال الاتصال بين الشرق والغرب عندما طور الألماني جوتنبرج الطباعة بالحروف المعدنية المتحركة بمعدل ثلاثمائة نسخة في اليوم. وعلى إثر هذا أصبح التسابق الإنساني نحو استحداث أنماط أكثر حداثة وتطورا حقا مشروعا لكل مبتكر، فتم اختراع المطبعة البخارية التي تقوم بضغط الورق على الحروف المصفوفة، فأصبح التواصل الثقافي بين الشعوب أكثر سهولة ويسرا عما كان عليه فازدادت الرغبة للتعرف على الآخر، وازدادت بصورة ملحوظة مع اكتشاف المطبعة الدوارة التي ازدادت معها دورة التواصل الإنساني واتسعت دائرتها فأصبحت هناك فرصا واسعة للتعرف على ثقافات الشعوب الأخرى وعاداتها وتتقاليدها وموروثاتها عبر المادة الورقية المكتوبة فازداد شغف الناس بالقراءة وازداد ولعهم بمعرفة الأخبار وتتبع الحوادث والاهتمام بها، خاصة بعد براءة اختراع مطبعة المونوتيب والطباعة بالحفر الضوئي والتصوير الليثوغرافي وتوج كل ذلك الجهد البشري في مجال طباعة الكتاب الناقل النوعي للمعرفة الإنسانية بطباعة الأوفست التي عدت فتحا مهما فتح قنوات ونوافذ وشرع أبواب للتواصل الحضاري بين مختلف شعوب العالم في قاراته المختلفة فازدادت قيمة الكتاب وازداد الاهتمام به وأصبح اقتنائه والعناية به من الحاجيات الأساسية لبني الإنسان الذي وجد فيه سميرا وأنيسا فصار الكتاب بحق خير جليس في الزمان. فظهرت أنواع من الكتب والمكتبات في شتى ضروب العلم والمعرفة فنمت عادة القراءة وشاعت وراجت ثقافة الآخر وانغرست في المجتمع عادة القراءة فأصبح الكتاب بحق هو الذي يورث المعرفة من جيل لجيل فلم يعد العالم ذلك الكون الشاسع الغريب ، حيث قرب الكتاب المسافات وسهل تعدد وتنوع الثقافات فأصبح التعرف من خلاله على الآخر سهلا ميسورا. وسوف أحاول تناول ما أوردته من أفكار بشي من التفصيل والتحليل محاولاً إبراز أهم النتائج التي ترتبت على ظهور الطباعة والكتاب المطبوع ودوره في نشر ثقافة التواصل بين الشعوب.


الحالة: مؤكد