العرب الأنباط

2010 10 15

ضيوف الحلقة:
الدكتور يوسف زيدان



 

في بداية الحلقة أوضح الدكتور إسماعيل سراج الدين أن العرب الأنباط هم مجموعة من الأجداد العرب المنسيين، الذين تركوا لنا آثارًا خالدة في عاصمتهم البتراء. وذكر الدكتور يوسف زيدان أن أعظم ما تركه الأنباط كان في البتراء، لكن مضاربهم ومدائنهم امتدت من جنوب العراق وشمال السعودية "مدائن صالح" حتى سيناء التي كانت نبطية. وأضاف أن آثارهم التي نحتوها في الجبال اعتمدت على نحت أنواع من الجبال وتجويفها، بإخراج العديد من أطنان الرمال منها، وهو ما يعد معجزة محيرة للفهم.

وأضاف أن الآثار الفرعونية في مصر بقيت بسبب النظام البيروقراطي القوي الذي دأب على توصيل الموارد إلى آلاف القرى الصغيرة، بينما افتقدت الحضارة النبطية هذه الإدارة، وعاش أهلها في منطقة قاحلة، حيث عُرفوا بالأنباط لاستنباطهم المياه من الأرض الصخرية. وصنعوا خزانات ومسارب ضخمة للمياه في الجبال كانت تكفيهم لعشرات السنين. وبكثرة هذه الخزانات، استقر الأنباط وتحولوا إلى جماعة تجارية مستقرة في منطقة ممتدة من العراق حتى سيناء، وتتركز سلطتها السياسية في أسرة الحارث في البتراء. وهنا لاحظ الدكتور سراج الدين وجود تشابه بين عمارة البتراء وعمارة الرومان، وتساءل عن علاقة الأنباط بالإمبراطورية الرومانية، فقال الدكتور زيدان إن التأثير المعماري في البتراء هو تأثير سكندري أكثر من كونه رومانيًّا، نظرًا للتشابه بين واجهات أبنية الإسكندرية القديمة، وواجهات آثار البتراء وعلى رأسها خزنة الفرعون، وأضاف أن الأنباط خلقوا في محيطهم ببادية الشام حياة اجتماعية مميزة باحترام المرأة كما تشير الكتابات النبطية، التي استمد منها الخط العربي لاحقًا، والتي تطورت لاشتغالهم بالتجارة الدولية التي تتطلب تحرير العقود والمواثيق. وقد أسهم الأنباط في استقرار التجارة الدولية. ثم نفى الدكتور سراج الدين مزاعم بعض المؤرخين الأوروبيين بأن الأنباط كانوا قراصنة يهاجمون القوافل المارة بمضاربهم، وهو ما نفاه الدكتور زيدان، مؤكدًا أن النهب لا يصنع عمائر معجزة ولا يخلق نظامًا اجتماعيًّا يحترم المرأة. وفصل النقطة الأخيرة موضحًا أن نقوش المقابر النبطية وما وجد من برديات نبطية تؤكد أن المرأة كان لها الحق في الملكية الخاصة والوصاية.
وأوضح أن مملكة النبط ظلت على قوتها حتى القرن الثالث الميلادي حين اصطدمت بالرومان، فلم تتمكن الجيوش الرومانية من هزيمة الأنباط عسكريًّا، لوعورة الجبال ومسالكها، فلجأت إلى تسميم مخازن المياه بصورة أدت إلى إضعافهم وانهيار حضارتهم. ورغم ذلك، ظل الأنباط جماعة عربية تعمل بالتجارة ولها أسواقها، وعانت من الصراع بين الفرس والروم إلى أن ظهر الإسلام. وأضاف الدكتور زيدان أنه لم يجد ما يثبت أن الأنباط عملوا بالنهب مثل البدو، ولكنهم عملوا بالجاسوسية لصالح المسلمين في مواجهة الروم. وأعاد الدكتور سراج الدين السؤال عن سبب نسيان العرب للأنباط، فشرح الدكتور زيدان أن الأنباط كانوا أكثر تحضرًا من سائر العرب ولم يعرفوا القبلية، وعند ظهور الإسلام وانضمامهم للفاتحين من العرب القبليين، لم يتحدد استقرارهم في البلدان المفتوحة كما كان الأمر بالنسبة للقبائل، وإن ظل لهم ذكر في الحضارة العربية حتى القرن الثالث الهجري. أما عن روايته "النبطي"، فقال زيدان إنها تحكي عن فتاة قبطية في فترة ما قبل الفتح، يخطبها عربي نبطي، وتبرز أحداث الرواية حوادث ما قبل الفتح من حروب واضطرابات، وتنتقل الأحداث لتنقل ثقافة الأنباط، وتؤكد الرواية على الوجود العربي في مصر قبل الفتح، حيث كانت هناك مدن ومناطق مصرية عربية بكاملها، وهو ما يبرر سهولة دخول جيش العرب الصغير وهزيمته للجيوش الرومانية. واختتم الدكتور سراج الدين الحوار بقوله إن الأعمال الفنية المؤصلة بالفهم والإضاءات كرواية النبطي تمثل إثراءً للقارئ وإضافة من المؤلف.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم :د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد :د/ خالد عزب، دينا أبو العلا، محمد السيد، ياسمين أسامة، مينا هاني
مهندسو الأستوديو : محمد زايد، أحمد القلشاني
علاقات عامة : محمد مطش
تعليق صوتي :دينا أبو العلا
مونتاج :عبد الله شركس، خالد نديم، أحمد قدري
مكتبة الشرائط : بسمة نافع
مديرو التصوير : محمد رضا، محمد عبد الفتاح
صوت : إيهاب العمري
فنيو الاستوديو : محمد عامر، أحمد شوقي، محمود عبد الله، رامي رمضان، سعد السايس
فنيو كرين : سامي المسماري، محمد السيسي
متابعة إدارية ومالية : محمود عسكر، منى نصر، طارق بلال
إشراف :ستوديو مكتبة الإسكندرية، د/ خالد عزب، دينا أبو العلا
منتج منفذ : أستوديو مكتبة الإسكندرية
 


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام :ناديه حليم
منتج: أحمد طه
إخراج : أحمد ماهر
كرين : وائل حتاته
مخرج منفذ : شريف عبد الرحمن
مساعد مخرج : منى مجدي
جرافيكس :AROMA
موسيقى التتر : هشام نزيه
مدير الإنتاج : عادل عبد الحميد
منفذ الإنتاج : حماده حنفي
مساعدو الإنتاج : محمد إبراهيم، أحمد جعفر، سامي سمير