الإمام محمد عبده

2007 09 22

ضيوف الحلقة:
الدكتور عمار علي حسن  |  الدكتور محمد عمارة  |  الدكتور محمد كمال الدين الإمام



 

دارت المناقشة حول رائد الإصلاحيين الأستاذ الإمام محمد عبده، وذلك في إطار الذكرى المئوية لوفاته، وعقد مؤتمر حول فكره الإصلاحي، وإصدار دار الشروق بالتعاون مع مكتبة الإسكندرية أعماله الكاملة بتحقيق الدكتور محمد عمارة. وأشار الدكتور سراج الدين إلى أنه وُلد بالبحيرة عام 1849، ودرس في الأزهر وتتلمذ على يد جمال الدين الأفغاني، وعُين مدرسًا بدار العلوم عام 1878، وبسبب نشاطه السياسي حُددت إقامته في قريته عام 1879، ولكنه التحق بالعرابيين وبعد فشل الثورة العرابية واحتلال مصر، نُفي إلى الخارج عدة سنوات حتى عاد إلى مصر، وتولى دار الإفتاء حتى وفاته بالإسكندرية عام 1905.

وأرجع الدكتور عمارة أهميته في الفكر الإصلاحي الإسلامي إلى تفاقم الاستقطاب الفكري بين دعاة التغريب ودعاة الأصولية، وافتقاد الفكر الإسلامي لتيار الوسطية حينئذ. وقد ظهرت المدرسة الوسطية مع بداية حركة الإصلاح وكان من دعاتها رفاعة الطهطاوي، وقاسم أمين وعلي مبارك، ومحمد عبده والأفغاني. ويعد الأستاذ الإمام مهندسًا لهذه المدرسة؛ فقد اشتغل بالاجتهاد الفكري والتجديد دون التركيز على السياسة - مثل الأفغاني -؛ وقد جعل إصلاح الأمة قبل إصلاح الدولة، واهتم بالتربية قبل السياسة. وكان جوهر دعوته هو الاعتماد على العقلانية الجامعة بين الأصولية الإسلامية والمُعاصرة.

وعن علاقته بمؤسسة الأزهر، قال الدكتور محمد الإمام إن الفكر الإصلاحي الذي رفع رايته عبده لم يكن هو السائد في الأزهر، لأن الأزهر كان مشتغلاً بأمرين آخرين: التعصب المذهبي والانتماء إلى حواشي المؤلفات التي لم تصنع أي حركة عقلية. ولهذا حدثت جفوة بين الإمام والأزهر، فلم يتم تقديره. وتوجه الإمام بدعوته إلى المؤسسات المدنية مثل دار الإفتاء التابعة آنذاك للحقانية. ويمكن تلخيص فلسفته التجديدية في ثلاث نقاط: الاجتهاد كأساس للتجديد، والاحتكام إلى العقل في حال غياب النص، والبُعد عن التعصب المذهبي. وقد امتد أثر هذه الدعوة ليشمل العالم الإسلامي.

وفيما يتعلق بعلاقة الأستاذ الإمام بغير المسلمين، أكد الدكتور عمارة أنه كان "مفتيًا للأمة المصرية بكل دياناتها"؛ فقد استفتاه أقباط مصر، وكذلك حاخامات اليهود في فلسطين. وحين أسس في بيروت جمعية لأهل الديانات شارك فيها قُسس من بريطانيا. ويضيف الدكتور عمار حسن أن نصارى الشام استمعوا له حين كان يفسر القرآن الكريم بالمسجد العمري. كما أن مراسلاته مع تولستوي جعلته شخصية عالمية يشمل تأثيرها الإنسانية كلها.

وكانت النقطة الأكثر إثارة للجدل هي نخبوية المنهج الإصلاحي عند محمد عبده، حيث رأى الدكتور عمار حسن أن هذا المنهج لم يلقَ الرواج الكافي لدى العامة لأنه عوّل على النخبة فقط في الإصلاح، ورأى في العامة مجرد "سُوَقَة"؛ وهو ما جعل النسيان يطوي أفكاره لعقود عديدة. ورأى الدكتور محمد الإمام أنه لم يكن نخبويًّا بهذا المعنى، حيث تحرك على مستوى المؤسسات الاجتماعية التي تغير الواقع، وأضاف الدكتور عمارة أنه اشتغل بالصحافة التي تخاطب الرأي العام، ورأس تحرير الوقائع المصرية وخصّص فيها قسمًا لنشر مقالاته ومقالات سعد زغلول وغيره من القادة.

وقد انتُقِدت آراؤه السياسية، مثل علاقته بكرومر، والتي نفى الدكتور عمارة دلالتها على أنه عميل للإنجليز، فقد دفعه لذلك منهجه الإصلاحي. وانتُقِد أيضًا رأيه في مصطفى كامل حين لم ير في خطبه سوى تهييج للجماهير. ولذلك أكد الدكتور عمارة أنه لا ينبغي تقديسه، بل النظر إلى أخطائه في سياقها التاريخي.

وتتجلى آراؤه التجديدية في قضية تعدد الزوجات، فقد ذكر الدكتور محمد الإمام أنه اعتبر الأصل هو الزوجة الواحدة، وأن التعدد نتاج مشكلات اجتماعية، لذا نقله إلى سلطة ولي الأمر. وقد وضع مشروعًا لتقييد تعدد الزوجات وتقييد الطلاق وألحقه بكتاب قاسم أمين "تحرير المرأة"، وهو ما أخذ به القانون المصري وتأثرت به عدة قوانين في البلدان الإسلامية. ومن هذه الآراء رأيه في الفن.
 

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، محمد مطش، محمد السيد، أيمن الشربيني
منتج منفذ: مكتبة الإسكندرية


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: سوزان حسن
منتج: أحمد طه
مدير تصوير: أحمد المرسي
مشرف إضاءة: أمير زنيته
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه
منفذ ديكور: محمد حسن
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو 403
مهندسو الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات :محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد، خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
Post production: GOOD NEWS، محمد فتحي
مؤثرات بصرية: علاء عبد المنعم
مساعد مونتاج: صلاح أبوسنه، سيد عبد الله
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج :عادل عبد الحميد
منفذ إنتاج: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مخرج تقارير خارجية :أحمد عبد الفتاح
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج منفذ: هاني سمير
إخراج: يحيى ممتاز