مستقبل الثقافة في مصر والعالم العربي

2008 04 12

ضيوف الحلقة:
الأستاذ حلمي النمنم  |  الدكتور عبد الله إبراهيم  |  الأستاذ هاني لبيب  |  الدكتور محيي الدين عميمور



 

بدأ الدكتور سراج الدين الحلقة بالإشارة لكتاب مهم في تاريخ الثقافة المصرية، هو "مستقبل الثقافة في مصر" للدكتور طه حسين، الذي مر على إصداره سبعون عامًا. وكان الكتاب في سياق الرد على الادعاء الغربي الذي ردده البعض وقتها، بأن العقل الغربي أفضل من العقل الشرقي بطبيعته، كما طرح فكرة أن الثقافة المصرية متعددة المصادر، ففيها مؤثرات عربية وإسلامية ويونانية ومتوسطية... مما يؤهلها لتكون ثقافة عالمية راقية.

وحول قيمة الكتاب، أشار الأستاذ حلمي النمنم إلى حساسية سياقه التاريخي حيث صدر عام 1938م بعد معاهدة 1936م بين مصر وبريطانيا، بعد أن حصلت مصر على قدر كبير من استقلالها، فأراد طه حسين أن يؤسس نظامًا ثقافيًّا وتعليميًّا لمصر الحديثة، من هنا أتت أهميته، فقد منح التعليم اهتمامًا كبيرًا؛ حاول أن يطبقه حين أصبح وزيرًا فأقرّ مجانية التعليم، كما عالج قضية علاقة العقل المصري بالعقل الغربي وهي قضية إشكالية بدأت من قبله. وقد اقترح أن العقل المتوسطي يتكون من نسق واحد بلا فرق بين شماله وجنوبه. وتعود أهمية الكتاب أيضًا إلى أهمية انشغال المثقف بالمستقبل، واعتماد العقلانية منهجًا للتفكير.

وحول الفكرة المستقبلية للكتاب، أشار الدكتور محيي الدين عميمور إلى ملاحظة راهنة حول انتشار التشاؤم بين المثقفين وبكائهم على فقدان القامات السامقة مثل العقاد وطه حسين، مؤكدًا رفضه لهذه النظرة الباكية على الأطلال، لأن الثقافة العالمية تغيرت من تألق المثقف الفرد ونجوميته إلى نوع من الثقافة العالمية العامة المتوزعة على الجميع؛ وهذا تطور إيجابي. وقد علّق الدكتور سراج الدين بأن ظهور المثقف النجم مازال مستمرًّا حتى الآن، مثل هنتنجتون. وأيد الأستاذ هاني لبيب فكرة الدكتور عميمور بشكل نسبي، مؤكدًا على أهمية الرؤية المستقبلية التي نفتقدها حاليًّا، وكذلك الاهتمام بالتعليم.

وقد أكد الدكتور عبد الله إبراهيم على سؤال الهوية المصرية لدى طه حسين وذلك من خلال رؤيته للتعليم، وتضمينه للمكونات الثقافية العالمية، ورأى أنه الجزء الأساسي من الكتاب الذي لم يتجاوزه الزمن حتى اليوم. وعقّب الأستاذ هاني بأن سؤال الهوية الآن أصبح منتهيًا مع اكتساح ثورة المعلومات ووسائل الميديا الحديثة، وهنا اقترح الدكتور عميمور بأن سؤال الهوية العربية في غاية الأهمية، لأننا نفتقد أي مشروع مجتمعي كالذي كان في الخمسينيات. وتم الاتفاق على أهمية عنصر اللغة في تشكيل الهوية الثقافية والاجتماعية باعتبارها من أهم البنى الحاضنة لثقافة المجتمع، ومن أهم وسائل الدفاع عن الهوية الاجتماعية أمام طوفان العولمة.

ثم طرح الدكتور سراج الدين سؤالاً حول موقع الثقافة العربية حاليًّا من التفكير العقلاني والثقافة العلمية. وقد أكد الدكتور عميمور على فكرة افتقادنا لمشروعنا الاجتماعي العربي، فيما أشار الأستاذ النمنم إلى تراجع المكونات العلمية في ثقافتنا العربية لصالح الخرافات والشعوذة، بالتوازي مع تدني مستوى التعليم وتقلص ميزانيات البحث العلمي في العالم العربي. وأفاد الأستاذ لبيب بأننا نفتقد فكرة الحقوق الثقافية، التي تدعم المنطق العلمي من البداية؛ بداية من حق الطفل في المعرفة وحق الباحثين الشباب في تيسير البحث العلمي. وأخيرًا أشار الدكتور إبراهيم إلى أهمية البحث عن الأسباب الكامنة وراء هذه المشكلة.

وقد ختم الدكتور سراج الدين الحلقة بتفاؤله بالشباب العربي، الذي كلما التقى به، شعر بمدى إصراره على التعلم والتطور.

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، محمد مطش، محمد السيد، أيمن الشربيني


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: سوزان حسن
منتج: أحمد طه
قراءة تعليق: عزة مصطفى
مدير تصوير: جلال الزكي
مشرف إضاءة: عماد عبد القادر
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه، محمد نصر
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو 403
مهندسو الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات :محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد، خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
Post Production: GOOD NEWS، محمد فتحي
مساعد مونتاج: صلاح أبو سنه، سيد عبد الله
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج :عادل عبد الحميد
منفذ إنتاج: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مخرج تقارير خارجية : ياسر نبيل
مساعد مخرج :عمرو ربيع
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج منفذ: هاني سمير
إخراج: يحيى ممتاز