مكتبة الكونجرس

2008 03 15

 

بدأ الدكتور إسماعيل سراج الدين بتمهيد موجز عن تاريخ مكتبة الكونجرس وأهميتها وسبب نشأتها، فأوضح أن إنشاء هذه المكتبة له سبب مدهش؛ فبعد استقلال أمريكا عن إنجلترا عام 1782، اتحدت الولايات الأمريكية وأصدرت دستورًا لها. وقرر القادة المؤسِّسون إنشاء مكتبة قومية ضخمة لكن مرتبطة بأعضاء الكونجرس المنتخَبين، وكانت فكرة إنشائها أن أعضاء الكونجرس الجديد قبل أن يقوموا بسن التشريعات والقوانين للأمة الأمريكية الوليدة يجب أن يطلعوا على كتابات المفكرين والفلاسفة. وكان جون آدمز هو من أمضى قانون إنشائها، لكن الذي أنشأها فعلاً كان توماس جيفرسون، الذي كان مثقفًا ومفكرًا موسوعيًّا مهمًّا، وكان يجلب الكتب من شتى أنحاء العالم، فسُمي أحد مباني المكتبة باسمه "مبنى جيفرسون".

وحين أعلنت أمريكا الحرب على إنجلترا عام 1812 بسبب اعتداء الأسطول الإنجليزي على السفن الأمريكية، وأثناء الحرب دخل الجيش البريطاني العاصمة واشنطن وأحرقها بما فيها البيت الأبيض ومكتبة الكونجرس الوليدة، لكن بعد انتهاء الحرب قام الرئيس ماديسون بتأسيس مبنى آخر للمكتبة وزوّده بـ 6500 كتاب من مكتبة جيفرسون الخاصة، فسُمي هذا المبنى "مبنى ماديسون"، ثم سُمي المبنى الثالث "مبنى آدمز" لأنه وقّع قانون إنشاء المكتبة. ومع الوقت أصبحت المكتبة منارة للمعرفة حتى خارج إطار الكونجرس، وأصبح لها الآن أنشطة ثقافية تمتد للولايات الأمريكية كلها، وتخاطب النشء والأطفال لتثقّفهم بتاريخ وحضارة بلادهم.

ثم أسس الرئيس لنكولن أكاديمية العلوم الأمريكية عام 1863. وبعد انتهاء الحرب الأهلية الأمريكية ظهرت الحاجة لتوسع مكتبة الكونجرس مع نمو الدولة الجديدة، وسيطرتها على أماكن جديدة وزيادة مواردها وقدرتها على اقتناء الكتب والمراجع؛ فقام رئيس المكتبة "سبوفرد" بحملة كبيرة على مستوى الدولة والقطاع الخاص لإنشاء مبنى جديد للمكتبة، وهو مبناها الرئيسي حتى الآن "مبنى جيفرسون". وفي المكتبة الآن مقتنيات كثيرة من الصور والخرائط والأفلام والتسجيلات الموسيقية وغيرها مما يصل إلى 142 مليون مقتنى.

ومما يدعو للفخر أن مكتبة الإسكندرية ارتبطت مؤخرًا بشراكة خاصة مع مكتبة الكونجرس وذلك لتأسيس المكتبة الرقمية العالمية على شبكة الإنترنت، وهذه المكتبة معنيّة بجمع المنجزات الفكرية المهمة على مستوى العالم لتكون متاحة للأجيال الشابة، كما أنها متاحة بسبع لغات مختلفة؛ مما يطرح تحديًا رقميًّا هائلاً.

وقد قدمت مكتبة الإسكندرية أولى مساهماتها في هذه المكتبة العالمية من خلال النسخة الرقمية لكتاب "وصف مصر" الذي نشرته المكتبة رقميًّا، بينما قدمت مكتبة الكونجرس ما لديها من مجموعات خاصة عن مصر، بالإضافة لمخطوطاتها العربية التي تضم صفحات نادرة وبديعة من القرآن الكريم.

وقد أشارت الدكتورة نهى عدلي (مدير إدارة تكنولوجيا المعلومات بمكتبة الإسكندرية) إلى أن مشروع المكتبة الرقمية العالمية الذي تدعو له مكتبة الكونجرس مشروع ذو طابع خاص وأهداف نبيلة، حيث يستهدف إتاحة المعرفة الإنسانية مجانًا وبلغات مختلفة، ليتمكن الشباب من ربط الثقافات الإنسانية معًا، ولتتمكن كل دولة من المشاركة في المشروع بالمواد والمنجزات التي تمثل ثقافتها، كما يحرص المشروع على ربط وتشبيك المعلومات معًا حتى بين الثقافات المختلفة، لتسهيل مهام البحث وتكوين رؤى شاملة لأي باحث عن أي مادة علمية.

كما أوضح الدكتور سراج الدين أن هذه المكتبة الرقمية سوف تتيح طرقًا منهجية للباحث عبرها عن موضوعات محددة أو فترات زمنية محددة أو معارف محددة؛ بحيث يمكننا مثلاً البحث عن الخرائط التي تعود للفترة ما بين 1800 إلى 1850، وسنجد كل ما توفر من خرائط هذه الفترة سواء قدمتها مصر أو البرازيل أو إيران أو تركيا أو أمريكا. كما أن هناك محورًا رئيسيًّا للمكتبة يشمل السبع لغات، وتقوم مكتبة الكونجرس ومكتبة الإسكندرية بتصميمه والحفاظ عليه، وسيكون محتوى هذه المكتبة الرقمية الهائلة متاحًا في نسختين إحداهما بمكتبة الكونجرس والأخرى بمكتبة الإسكندرية.

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، محمد مطش، محمد السيد، أيمن الشربيني


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: سوزان حسن
منتج: أحمد طه
قراءة تعليق: محمد عبد الوهاب
مدير تصوير: جلال الزكي
مشرف إضاءة: عماد عبد القادر
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه
منفذ ديكور : محمد نصر
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو 403
مهندسو الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات :محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد، خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
تمت أعمال المونتاج في CUBES
مونتاج: محمد فتحي
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج :عادل عبد الحميد
منفذ إنتاج: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مخرج تقارير خارجية : ياسر نبيل
مساعد مخرج :عمرو ربيع
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج منفذ: هاني سمير
إخراج: يحيى ممتاز