صلاح جاهين

2007 09 29

ضيوف الحلقة:
الشاعر بهاء جاهين  |  الأستاذ محمد بغدادي  |  الشاعر سيد حجاب  |  الناقدة سناء صليحة



 

بدأ الدكتور سراج الدين بتقديم الشاعر موضوع الحلقة، فهو أحد أعظم شعراء العامية المصرية، ورسام كاريكاتير ذو مكانة خاصة، وهو من مواليد 25 ديسمبر 1930 بشبرا. التحق بحقوق القاهرة، ودرس الفنون الجميلة، وعمل بالصحافة، ورحل عن عالمنا عام 1986، وهو في الخامسة والخمسين من العمر، لكنه في هذا العمر كان قد أصبح المعبر عن شعور الشعب المصري؛ سواء بالكاريكاتير الذي قد يتكون من خطوط بسيطة بلا تعليق أحيانًا، أو برباعياته الشهيرة التي يعرفها جميع المصريين تقريبًا.

ورأى الأستاذ بغدادي أن الحديث عن جاهين يستحيل أن يكون من زاوية واحدة، لأنه كان مثل قطعة الكريستال الثمينة التي تعكس أي شعاع ضوء يمر بها؛ لذلك كان ينتمي لمدرسة روز اليوسف الصحفية وكذلك صباح الخير، ونستطيع أن نقول إنه برسومه أسس فن الكاريكاتير الحديث في مصر والدول العربية، كما ابتكر الكثير من الأبواب الصحفية.

ثم تساءل الدكتور سراج الدين عن السبب في اتجاه جاهين للكاريكاتير وعدم اكتفائه بكتابة الشعر، فأوضح الأستاذ بغدادي أنه كان يحمل في داخله طاقات فنية هائلة، وكان مهمومًا بقضايا الشعب المصري التي تطلّبتْ أشكالاً إبداعية متنوعة للتعبير عنها.

وهنا انتقل الدكتور سراج الدين ليسأل الشاعر بهاء جاهين عن أهم المؤثرات التي صاغت شخصية جاهين، فأجاب بأن المؤثر الأول كان والدة جاهين، التي كانت من أوائل المتعلمات بمصر، وكانت مدرستها "السنِيَّة" مدرسة إنجليزية، فكانت تخرج بعد المدرسة إلى دار الكتب مباشرة، وتظل تقرأ كتبًا عربيةً حتى يتأخر الوقت وتضطر للانصراف، وبذلك جمعت بين الثقافتين: العربية والإنجليزية، وكانت تحكي لجاهين في طفولته حكايات الأطفال المصرية والإنجليزية، فتشرّب هاتين الثقافتين، وكان قد ورث عنها النَّهم في القراءة، فكان يقرأ بعد انتهاء الدراسة بمكتبة المدرسة حتى تغلق أبوابها.

ومن المؤثرات الأخرى أن والده كان دائم التنقّل بين الأقاليم بسبب عمله وكيلاً للنيابة، فاستوعب جاهين روح مصر وذابت في وجدانه، كما أن أحد مدرسي الرسم بمدرسته الثانوية بأسيوط اقترح موضوعًا ليرسمه تلاميذه هو "غابة في عاصفة"، ففجّر هذا الموضوع موهبة الرسم عند جاهين، وانبهر أستاذه بلوحته ونشأت بينهما صداقة أثّرت في حياته واتجاهه للرسم، بعد أن كان قد بدأ كتابة الشعر قبل ذلك حين كان في الحادية عشرة من العمر. ولا ننسى أنه في الخمسينيات كان هناك غليان ثوري ومشروع نهضوي في مصر؛ وهذا أيضًا كان له تأثير على تكوينه.

وقد أضاف الدكتور سراج الدين تأثير شعوره بالصدمة بعد الثورة وهزيمة 67، وتعبيره عن شعور المصريين بذلك من خلال أعماله، وأضاف الشاعر بهاء جاهين أنه بعد الهزيمة كانت تصيبه نوبات اكتئاب حادة تتقاطع مع نوبات مرح، لكنه لم يكن يتوقف عن الكتابة حتى في أشد حالات اكتئابه.ثم انتقلت المناقشة إلى الرباعيات، حيث قالت الناقدة سناء صليحة إن من أسرار عبقرية جاهين: مصريته الأصيلة وتعبيره العميق عن وجدان الشعب المصري؛ سواء من المثقفين أم من رجال الشارع.

وبعد أن قرأ الشاعر سيد حجاب مقاطع من قصائد جاهين، سأله الدكتور سراج الدين عن رؤيته لجاهين بين عمالقة شعر العامية المصرية مثل بيرم التونسي وفؤاد حداد، فأوضح حجاب أن جاهين هو الذي حقق المعادلة الصعبة التي حققها كبار الشعراء في العصور المختلفة، وهي إقامة "زيجة" جدلية بين الثقافة الشعبية للشاعر ومنجزات الفكر والحضارة الحديثة.

وحول عمل جاهين الخالد "الليلة الكبيرة" شرحت الناقدة سناء صليحة أن هذا العمل يؤكد قدرة جاهين الفائقة على التعبير عن نبض الشارع المصري. وهنا حكى الشاعر بهاء جاهين أن والده قال له يومًا إن الناس عندما يسمعون هذا العمل يقولون إن جاهين وُلد في حارة بالسيدة زينب، وكان ينفي ذلك لأنه بعد أن طاف بالأقاليم أتى القاهرة شابًّا فأرعبتْه بعنفوانها، فكتب عنها لينتصر على خوفه، وحين شاهد المولد كتب هذا العمل، فتصالح مع القاهرة وأصبح عاشقًا لها.

فريق العمل (داخل المكتبة):

إعداد وتقديم: د/ إسماعيل سراج الدين
فريق الإعداد: د/ خالد عزب، محمد مطش، محمد السيد، أيمن الشربيني
 


فريق العمل (خارج المكتبة):

إشراف عام: سوزان حسن
منتج: أحمد طه
مدير تصوير: أحمد المرسي
مشرف إضاءة: أمير زنيته
تصوير: سامح صيام، هشام عزت، هاني فاروق، أحمد حسين
كرين: هشام مبارك، محمد عبد الوهاب
مخرج فني: أحمد المناويشي
مهندس ديكور: أيمن فتحي
مهندس مساعد: سيد وجيه
منفذ ديكور: محمد حسن
تم التصوير باستوديوهات مدينة الإنتاج الإعلامي- استوديو 403
مهندسو الاستوديو: عطا عابد
م.كاميرات :محمد المملوك، يسري الشحات
م.صوت: محمد سليمان، كامل أبو المجد
كمبيوتر إضاءة: محمود فريد، خالد عبد الهادي
مهندس الصوت: ماجد سامي
مونتاج إلكتروني: إيهاب الهترية
Post production: GOOD NEWS، محمد فتحي
مؤثرات بصرية: علاء عبد المنعم
مساعد مونتاج: صلاح أبوسنه، سيد عبد الله
وحدة تحكم تصوير: طه طه
مدير إنتاج :عادل عبد الحميد
منفذ إنتاج: حماده حنفي
جرافيكس: AROMA
موسيقى التتر: هشام نزيه
مشرف استوديو: عبد الفتاح خضر
مخرج تقارير خارجية :أحمد عبد الفتاح
مساعد مخرج أول: أحمد فاروق، أحمد محمود
مخرج منفذ: هاني سمير
إخراج: يحيى ممتاز